ما وراء الخبر

السلطة الفلسطينية تعيد التنسيق مع الاحتلال.. ما الذي تغير؟ وأي انعكاسات للقرار؟

قال المحلل السياسي عبد الستار قاسم إن نتائج الانتخابات الأميركية والتقدم في ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، دفعا البعض لإعادة التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي بهدف إفشال أي وحدة فلسطينية مرتقبة.

وأوضح قاسم -في حديث لحلقة (18/11/2020) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن التوقعات كانت تشير إلى أن السلطة الفلسطينية لن تصمد طويلا في قرارها وقف التنسيق مع الاحتلال، مستدلا على ذلك بأنها لم تلغ العلاقات معه وإنما جمدتها فقط، وكأنها كانت تنتظر فرصة مناسبة لإعادة التنسيق من جديد.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قد أعلن أن السلطة الفلسطينية سوف تستأنف الاتصالات مع إسرائيل في جميع المجالات، وهو الموقف الذي أعلنت فصائل فلسطينية رفضه. وأضاف اشتية أن السلطة تسلمت رسالة من إسرائيل تتعهد فيها بالالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين.

ولم تصمد القطيعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سوى 6 أشهر، وها هي حبال الاتصالات تعود لتمتد بين الجانبين على أكثر من صعيد.

من جهته، رحّب وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي بعودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني في القدس المحتلة، دعا أشكنازي الفلسطينيين إلى العودة للمفاوضات مع إسرائيل دون شروط.

في المقابل، استنكرت حركة حماس هذه الخطوة، وأكدت أن القرار يمثل طعنة للجهود الوطنية لمواجهة الاحتلال والضم والتطبيع وخطة السلام الأميركية.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي مائير كوهين أن قرار السلطة الفلسطينية استئناف الاتصالات مع إسرائيل يصبّ في مصلحة السلطة، لأنها على وشك الانهيار بسبب تداعي الأوضاع الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا والصراع على السلطة لخلافة الرئيس محمود عباس، فضلا عن فقدانها الدعم العربي والأوروبي، على حد قوله.

من جانبه، برّر عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة فتح موفق مطر التراجع عن قرار قطع الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي، بأن هذا القرار جاء اعتراضا على ما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، وسعي الاحتلال لضم أراض من الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أنه نظرا لأن هذين الأمرين لم يتحققا، فإن السلطة الفلسطينية أعادت الاتصال بالاحتلال من جديد.