ما وراء الخبر

هل يوضع التحالف العربي بقائمة منتهكي حقوق الأطفال؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” موقف الأمم المتحدة من التقارير التي تحمل التحالف العربي المسؤولية عن مقتل مئات من الأطفال في اليمن.

حلقة (2017/8/17) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت موقف الأمم المتحدة من التقارير التي تحمل التحالف العربي المسؤولية عن مقتل مئات من الأطفال في اليمن.

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم منظمة هيومن رايتس ووتش أحمد بنشمسي إن منظمته وثقت منذ بداية النزاع في اليمن 81 هجوما غير قانوني للتحالف العربي بقيادة السعودية استهدفت منازل ومستشفيات ومدارس وقتلت مئات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال.

وأوضح أن المنظمة وثقت في أواخر عام 2016 غارات للتحالف بالذخائر العنقودية المحظورة قرب مدرستين في صعدة أدت إلى مقتل مدنيين بينهم أطفال، كما وثقت في مارس/آذار 2017 هجوما للتحالف على قارب مليء باللاجئين الصوماليين قتل فيه 33، بينهم أطفال.

واعتبر بنشمسي أن التقرير الأممي السري الذي نشرته فورين بوليسي يضع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حرج، فإما أن يحترم القوانين الدولية أو يخضع للابتزاز كما حدث في تقارير سابقة مورس فيها الابتزاز في عهد الأمين العام السابق بان كي مون

انتهاكات صارخة
من جهته، قال الناشط الحقوقي والمحلل السياسي اليمني إبراهيم القعطبي إن ما يجري من قبل التحالف العربي ومليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يشكل انتهاكات صارخة بحق الأطفال اليمنيين، حيث تجند مليشيات الحوثي وصالح الأطفال في الحرب، في حين يستهدف التحالف 22 مدرسة فيها بالطبع أطفال وهي ليست ثكنات عسكرية.

واعتبر القعطبي أن تسريب التقرير الأممي هدفه أخلاقي وهو إدانة قتل الأطفال في اليمن، حيث ظهر ذلك للعالم كله.

وقال إن التقرير يضع الأمم المتحدة وأمينها العام أمام امتحان أخلاقي وقانوني "فإما أن يحترم الأمين العام القوانين الدولية ويطبقها لحماية المدنيين وإما أن يرضخ لابتزاز المال السياسي كما حدث في تقرير سابق عندما وضعت السعودية ودول التحالف على قائمة العار ومن ثم تم الحذف بسبب ما قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون إنه تم التهديد بإلغاء الدعم الذي تقدمه دول عربية، وفي مقدمتها السعودية والإمارات للمنظمة الدولية".

كلام غير مقبول
بدورها، قالت المحامية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية ديالا شحادة إنه إذا ما ثبتت صحة الوقائع الواردة في التقرير الأممي المسرب فإن ما يقوم به التحالف العربي يدخل في إطار جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية إذا كان استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين لا يتضمن استهدافا مباشرا لمواقع عسكرية بين فريقين متنازعين عسكريا.

واعتبرت ما يقوله مسؤولون سعوديون عن أن ما يجري هو حرب ولا بد من وقوع ضحايا مدنيين كلاما غير مقبول، حيث لا يمكن الحديث عن وقوع مئات المدنيين ضحايا على أنه حادث طبيعي في إطار نزاع مسلح، وإنما يعد ذلك انتهاكا للقوانين الدولية الخاصة بالحرب التي صادقت عليها الكثير من الدول، ومن بينها السعودية.

وعن عواقب إدراج التحالف في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال بمناطق الصراع قالت شحادة إنها لا تتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات على مستوى الأمم المتحدة فيما يتعلق بدول مثل دول التحالف العربي، مشيرة إلى أنه تمت إدانات في وقت سابق من قبل مجلس الأمن الدولي لدول عديدة ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان "ولم نر أفعالا، ولم نر آلية تطبيق جدية للتنفيذ".