ما الذي يدفع شابا مصريا للغرق في البحر؟
مئة راكب كان يمكن للقارب المصري أن يحملهم في مخاطرة العبور إلى الضفة الشمالية من المتوسط. أما وقد كانوا ستمئة فإن مسافة 12 كيلومترا كانت كافية لتودي بالحلم الأوروبي وتعيد الجثث إلى مصر وتعيد إليها الأسئلة المريرة.
الباحث السياسي والحقوقي المصري أسعد هيكل قال لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (2016/9/22) إن تردي الأوضاع الاقتصادية في الدول العربية قاطبة تدفع الشباب للبحث عن فرصة رزق في أوروبا مما يجعلهم فريسة لعصابات التهريب الدولية.
ورأى أن القضاء على البطالة وتوفير العيش الكريم سبيل لانتهاء هذه الظاهرة التي لا تخص مصر وحدها، فهناك على القارب سوريون أيضا.
ومضى يقول إن إيطاليا رصدت زيادة الهجرة غير النظامية من مصر بنسبة 107% هذا العام، شاملة المصريين وجنسيات أخرى، لافتا إلى أن التحكم المطلق بالشواطئ أمر غير ممكن، بينما الممكن -في الحالة المصرية- لإبعاد الناس عن المخاطرة البحرية هو إنهاء الاستقطاب السياسي وتحقيق شعار ثورة يناير "عيش كرامة حرية عدالة اجتماعية".
في مواجهة هذه الكارثة ومسؤولية النظام المصري يقول أسعد هيكل إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورث ما يشبه الدولة وتركة مثقلة "بالفساد والجرائم"، ولذا لا يتحمل المسؤولية، يضاف إلى ذلك أنه يخوض حربين داخليتين؛ واحدة في وجه الإرهاب، والثانية ضد الفساد.
عمر عاشور رد بالقول "لا أظن أن رأس السلطة في مصر يحارب الفساد"، مبينا أن الوضع الحالي أنهى مكسبين لثورة يناير؛ الحريات الأساسية التي تمتع بها المجتمع بعد الثورة وإمكان المراقبة وكشف الفساد، وثانيا في الانتخابات النزيهة، وهو ما لم يعد موجودا الآن، وفق قوله.
ماذا يفعل الشاب في دولة سكانها حوالي تسعين مليونا أكثر من سبعين في المئة منهم تحت سن الثلاثين مع موارد محدودة أديرت منذ نصف قرن بطريقة فاسدة، ومؤسساتها تدور في فلك الحاكم مهما كان فاشلا؟
يسأل عاشور ويجيب إنه إما أن يذهب إلى تنظيمات مسلحة أو السعي إلى الهجرة غير المؤسساتية إلى أوروبا.