هل يُصلح مؤتمر السنة بأربيل ما أفسدته الطائفية؟
حلقة الخميس (18/12/2014) من برنامج (ما وراء الخبر) ناقشت توصيات مؤتمر أربيل ومدى نجاحها في مخاطبة الأولويات الحقيقية للسنة في العراق، وتساءلت عن الخيارات المطروحة أمام السنة لفرض توصياتهم وخيارات مقاطعيه لمواجهة الواقع المعقد لسنة العراق.
كانت مجموعة من القوى السياسية والعشائرية والدينية، التي تعود للمحافظات السنية في العراق، قدمت في ختام المؤتمر مجموعة توصيات قالت إن تحقيقها هو السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار في العراق، والقضاء على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المسيطرين على أجزاء كبيرة من هذه المحافظات.
بيد أن المشاركين في المؤتمر الذي قاطعته قوى سياسية وعشائرية سنية عراقية لم يحددوا وسائل فرض توصياتهم تلك.
يعتقد الكثير من القوى السياسية التي اجتمعت في هذا المكان لأول مرة منذ عدة سنوات أن توحيد مواقفها لم يعد أمرا ملحا فحسب بل ضروريا، فمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة خاصة الحرب ضد تنظيم الدولة بات يتطلب مثل هذا الموقف، ليس داخليا بل وخارجيا أيضا.
ضمانات مطلوبة
عن اجتماع أربيل قال فهران الصديد، وهو أحد الشخصيات المشاركة في المؤتمر وأحد مشايخ عشيرة شمر في العراق، إن التوصيات التي قدمها المجتمعون قد تصلح -حال تنفيذها أو تحقيق بعضها- ما أفسده الدهر في السنوات الماضية من الطائفية وتهميش السنة في العراق.
لكن الصديد أكد على ضرورة وجود جهات ودول ضامنة للتوصيات، مع أهمية أن يكون لدى حكومة حيدر العبادي الاستعداد لتنفيذها.
وأضاف "طالبنا القائمين على المؤتمر بجدول زمني لتحقيق المطالب والبدء بها، وبالفعل تكونت لجان لمتابعة هذه التوصيات".
وختم الصديد بأن التجمع والتوحد يحقق مطالب السنة عبر التفاوض والضغط على الحكومة، بدلا من التشتت الذي لم ينتج عنه شيء.
ولد ميتا
في المقابل، يرى عضو مجلس عشائر الثورة العراقية عبد القادر النايل أن هذا المؤتمر لا يمثل السنة، وأن المجتمعين في أربيل عبارة عن أدوات حكومية تريد أن تكون مرضيا عنها من قبل الولايات المتحدة وإيران، حسب قوله.
وبرر النايل رأيه بأن مثل هذه الاجتماعات تعطي شرعية للحكومات الطائفية التي همشت السنة الذين يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع العراقي، وقال إن المبالغ التي أنفقت على المؤتمر لو أنفقت على المهجرين من أهل السنة لكانت أنفع.
وختم بأن المؤتمر "ولد ميتا" ولن يكتب له النجاح جملا وتفصيلا، لأنه جاء لتلميع مسؤولين حكوميين قبل زيارتهم للولايات المتحدة، على حساب المهجرين الذين يعانون من القصف المتواصل على بلداتهم وقراهم.