الواقع العربي

ماذا وراء ترحيل الشماليين من عدن؟

ناقش برنامج “الواقع العربي” إقدام السلطات الأمنية في عدن على طرد مئات من أبناء محافظات شمالية من عدن، وأثر ذلك على السلم الأهلي ومستقبل المشهد السياسي في البلاد.

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان إن "ترحيل قوات الأمن في عدن أكثر من ألف مواطن من محافظات شمالية، يعني أننا أمام ملامح واضحة لمشروع يهدف إلى خلق حالة من النفور العام وتحفيز ذلك الشعور بالعداء بين الشمال والجنوب".

وأضاف في حلقة الاثنين (9/5/2016) من برنامج "الواقع العربي" أن المخطط يهدف إلى جعل الحكومة الحلقة الأضعف في المشهد السياسي اليمني، بحيث يكون الانقلابيون مسيطرين في شمال الشمال وتكون هناك جماعات تلعب في المناطق الجنوبية لخلخلة الوضع والتهيئة لفك الارتباط بين الشمال والجنوب.

وفي رأيه أن البلاد، وهي تعيش مرحلة خطيرة، فإن الحفاظ على الهوية الوطنية أمر في غاية الأهمية، مشددا على أن البيان الذي أصدره الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي غير كاف، ولا بد من تدخل شديد لوقف عمليات الترحيل التي تتم على مدار الساعة.

وعن رؤيته لحل الأزمة، دعا شمسان لضرورة عودة الحكومة للمناطق المحررة في عدن وتعز ومأرب، وأن يكون لديها جهاز إعلامي يعمل على توحيد المزاج الشعبي، وتجميع الجماهير حولها، بالإضافة إلى أن تكون للسلطة الشرعية ملامح واضحة لشكل الدولة، لأنه لا يمكن قبول سيناريو إبقاء عدن آمنة ونقل الصراع للمناطق الشمالية.

إجراءات غير قانونية
من جهته، رأى عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني شفيع العبد أن السلطة المحلية تبذل جهودا كبيرة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في عدن، لكن أي تدابير أمنية لحفظ الأمن فيها يجب أن تكون منضبطة بأحكام القانون.

وأضاف أن مأموري الضبط القضائي لا يحق لهم وفق القانون اليمني إلقاء القبض على أي مواطن إلا في حالة الجريمة المشهودة أو في حالة التلبس متى توفرت أركانها، لكن أن تقوم أجهزة الأمن في عدن بترحيل عدد من أبناء المحافظات الشمالية تحت ذريعة عدم حصولهم على الهوية الشخصية فهذه إجراءات تعزز انتشار حالة الكراهية وتستدعي مزيدا من النقمة.

وحول من يقف وراء هذه الإجراءات، قال العبد "للأسف لم تبن أجهزة أمنية حقيقية بعدن، وكل ما جرى أن أفراد المقاومة الشعبية ارتدوا البزة العسكرية والأمنية، وبالتالي ليست لدينا أجهزة أمنية منضبطة حتى نلقي عليها اللائمة، ولكن بدرجة رئيسية تتحمل السلطة المحلية داخل المحافظة  تبعات هذه الإجراءات".

وشدد على أن ما حدث في عدن يمثل تهديدا وإضعافا للشرعية التي يسعى مؤيدوها من الشمال والجنوب للوقوف في وجه عدو واحد، مشيرا إلى أن هناك جهات داخل عدن تحيط بالمحافظ ومدير الأمن تعمل على إعاقتهم وإحداث إرباك داخل المشهد، ولا بد من إجراء تحقيق جدي ومسؤول حول ما جرى.

وردا على سؤال بأن الجنوبيين يقاتلون في الجنوب من أجل أهداف جهوية ومناطقية فقط، رأى العبد أن هذا الحديث يعد انتقاصا من تضحيات الجنوبيين الذين قتلوا في معارك ضد الحوثيين في مأرب وتعز.