الواقع العربي

ماذا أثمرت حركة التضامن مع القضية الفلسطينية؟

استعرض برنامج “الواقع العربي” واقع حركة التضامن مع القضية الفلسطينية ومقاطعة إسرائيل، التي تشهد تناميا مضطردا تحولت معه إلى تيار دولي يطالب بمقاطعة إسرائيل اقتصاديا وفكريا للضغط عليها لوقف سياساتها.

في الوقت الذي تستمر فيه الأنشطة الاستيطانية والسياسات القمعية التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، تشهد حركة التضامن مع القضية الفلسطينية تناميا مضطردا تحولت معه إلى تيار دولي يطالب بمقاطعة إسرائيل اقتصاديا وفكريا للضغط عليها لوقف سياساتها التمييزية والقمعية.

وأصبح تنامي هذا التيار مصدر قلق بالغ للساسة الإسرائيليين ومناصريهم إلى حد دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الدعوة إلى ضرورة التصدي لحركة المقاطعة واعتبرها تهديدا إستراتيجيا يواجه بلاده.

حركة ناجحة
وحول مدى التأييد الذي تلقاه، أوضح مؤسس حركة مقاطعة إسرائيل عمر البرغوثي أن الحركة -التي انطلقت قبل عشرة أعوام- تعتبر كيانا عالميا بقيادة فلسطينية تضم جميع ألوان الطيف السياسي، وقال إنها تطالب بالحقوق الأساسية لكل الشعب الفلسطيني، وإنها انتشرت بشكل كبير حول العالم.

ووجه البرغوثي خطابه لليسار الإسرائيلي الذي يرفض حق العودة للاجئين، قائلا إن رفض عودة هؤلاء اللاجئين هو رفض لحقوقهم الإنسانية.

وأكد أن النضال وعزل إسرائيل والإستراتيجية الذكية القائمة على العمل، هي وسائل فعالة لإجبار إسرائيل على الاعتراف بحق اللاجئين في العودة.

وبحسب رأيه، فإن إسرائيل لا زالت تستخدم التطبيع وسيلة لضرب المقاومة الفلسطينية، بعد 22 سنة من توقيع اتفاق أوسلو الذي اعتبره مذلا للشعب الفلسطيني، وأكد أن العدالة ستتحقق بإنهاء الاحتلال والاعتراف بحق اللاجئين في العودة ووقف سياسة الفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل.

وحول قدرة الحركة على تغيير نظرة العالم لسياسات إسرائيل، أشار البرغوثي إلى أنها نجحت في عزل إسرائيل خلال الأعوام العشرة الماضية سياسيا واقتصاديا، وفعَّلت التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية.

خيبة أمل
من جهته، رأى كوبي شيتز -أحد مؤسسي الحركة الإسرائيلية المؤيدة لمقاطعة إسرائيل من الداخل- أن الاتهامات التي توجهها تل أبيب للحركة غير حقيقية وتعكس حالة اليأس التي تعتري العقلية الإسرائيلية، وأكد أن الإسرائيليين دفعوا أموالا كثيرة لتحسين صورة بلادهم، لكنه أوضح أن ذلك غير كاف لإيقاف الحركة أو تحسين صورة إسرائيل.

وعبر شيتز عن خيبة أمله في أن تفضي المحادثات بين الجانبين إلى تحقيق السلام، وأرجع ذلك إلى عدم إيمان الإسرائيليين بأن المحادثات تمثل الطريق المفضية إلى السلام، ولكنه أوضح أن الإسرائيليين يشاركون فيها لتهدئة الأميركيين والأوروبيين فقط.