أسماء الحاج/زوجة الزميل سامي الحاج
برامج متفرقة

سامي الحاج.. السجين 345

تتناول الحلقة معاناة سامي الحاج مصور قناة الجزيرة المعتقل في غوانتانامو ليصبح مجرد رقم وتسرد مأساة اعتقاله والأيام التي قضاها في سجن باغرام.

– مأساة الاعتقال
– أيام سجن باغرام المريضة

– رحلة الاعتقال من قندهار إلى غوانتانامو

– التعذيب ومحاولات التجنيد في غوانتانامو

دمشق سبتمبر 2001
[تعليق صوتي]

تبدو هذه اللقطات العائلية عادية للوهلة الأولى لولا حدث مأساوي غيّر حياة هذا الرجل وأسرته لسنوات عدة، هذه هي قصة سامي محيى الدين الحاج مصور قناة الجزيرة المُعتقل في غوانتانامو منذ أواسط العام 2002، جاء سامي من الدوحة بعد دورة تدريبية في قناة الجزيرة لقضاء إجازة مع عائلته الصغيرة ومع أخوته الذين قدموا من السودان، محمد ابن سامي الوحيد يخطو خطواته الأولى وهو ثمرة زواج سامي من السيدة أسماء التي تعرَّف عليها من أذربيجان من خلال أسرة سودانية كانت تعيش في العاصمة باكو وكان رب تلك الأسرة يعمل مع سامي في دولة الإمارات.

مأساة الاعتقال

أسماء الحاج – زوجة سامي الحاج: آخر لقاء اللي عشناه مع سامي.. مع أسرته مع محمد وأنا سنة 2001 شهر سبتمبر كاملا، كنت مع سامي وهذا كان آخر لقاء معه وكان لقاء جميل جدا.

[تعليق صوتي]

بعد هذا اللقاء كان على سامي أن يعود إلى الدوحة للالتحاق بعمله الجديد في قناة الجزيرة على أن تعود أسماء مع أبنهما محمد إلى أذربيجان، هذه القُبلة كانت آخر قُبلة طبعها سامي على خد ابنه محمد فبعد أشهر قليلة حملت قُبلاته عبر رسائل مكتوبة من خلف أسوار أغرب سجون العصر، في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة قد أعدت عدتها لاجتياح أفغانستان انتقام لأحداث الحادي عشر من سبتمبر وكان الهدف إسقاط نظام طالبان والقبض على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، بعد أسبوع من عودته إلى الدوحة قام سامي بتوقيع عقد العمل مع قناة الجزيرة وبعد ثلاثة أيام أي في العاشر من أكتوبر عام 2001 صدر قرار تكليفه بمهمة تغطية الحرب في أفغانستان.

يوسف الشولي – مراسل سابق لقناة الجزيرة في أفغانستان: في تلك المرحلة الإدارة كلفتني أن أذهب إلى قندهار لتغطية الأحداث هناك وسألت مَن سيكون المصور الذي سيرافقني فقيل لي زميل اسمه سامي الحاج.

[تعليق صوتي]

بعد رحلة مضنية بسبب القصف ووعورة الطرقات الجبلية وصل يوسف وسامي إلى قندهار ليلاً وأقاما في منزل واحد مع طاقم قناة الـ (CNN) الأميركية.


يوسف الشولي: حاولنا أن نُشغل جهاز البث لكن لم يشتغل ولحسن الصدف جاء نيكرو بيرسون مراسل الـ (CNN) إلى قندهار هو ومصور أميركي من أصل كوبي جاؤوا إلى قندهار فجلسوا حوالي ثلاثة أيام فكانوا نِعم الزملاء حقيقة في تلك الفترة ونيكرو بيرسون استطاع لأنه هو أصلا مهندس في البداية، استطاع أن يُشغل جهاز البث وانتقل معنا كمال حيدر مراسل (CNN) وهو باكستاني كان يعمل.. موجود في قندهار.


كمال حيدر – مراسل قناة (CNN) في قندهار: كان سامي يقطن في نفس المجمع، أذكر أنه كان مصورا متفانيا في عمله وعليك أن تتحلى بكثير من الشجاعة للتصوير في شوارع قندهار بالذات عند القصف لخطورة ذلك.


الفريدو دي لارا – مصور متعاون مع قناة (CNN): سامي كان مصورا مبتدئاً ولديه فضول مهني وآمال كبيرة أذكر كلامه عن أهمية وجودنا هنا كصحفيين لتوثيق هذه الأحداث التاريخية التي ستغير صورة أفغانستان.


كمال حيدر: كان مصورا على أعلى درجات المهنية وكنت معجبا بعمل سامي رغم عملي في محطة (CNN) فقد كان يعمل بجدية وإخلاص.

[مشهد تصوير لسامي الحاج في قندهار- نوفمبر 2001]

[تعليق صوتي]

فقدت قندهار ملامحها تقريبا تحت القصف، كانت قندهار في قلب دائرة أهداف الحرب الأميركية فكسر شوكة طالبان كان لابد أن يتم هنا، أصبح الوضع خطير للغاية وكان على الصحفيين اتخاذ قرار حاسم إما المغادرة أو البقاء ومواجهة مصير مجهول.

يوسف الشولي: حاولنا أن ننتقل إلى.. نغادر قندهار وقالت لنا الإدارة أنتم أحرار إذا وجدتم أن الوقت يستدعي أن تغادروا فأنتم أحرار فالـ (CNN) قررت المغادرة وفعلا غادروا، فقلنا نحن ننتظر يوم أو يومين لنرى لكن وجدنا أنه بعد يوم يومين بقائنا سيكون محفوف بالمخاطر وفعلا غادرنا.

[تعليق صوتي]

في هذه الأثناء كان زميل آخر هو عبد الحق صداح يستعد للسفر إلى أفغانستان ليترأس المهمة بعد عودة يوسف الشولي إلى الدوحة، بعد انتظار ثلاثة أيام في كويتا لاستصدار تأشيرات دخول من السلطات الباكستانية توجه عبد الحق وسامي في الخامس عشر من ديسمبر إلى معبر شامان باتجاه قندهار التي كانت قد سقطت للتو بيد الأميركيين وحلفائهم لكن ذلك اليوم كان يخبئ لهم صدمة كبرى.

عبد الحق صداح – مراسل قناة الجزيرة في أفغانستان: عند دخولنا المركز الحدودي سلّمنا جوازات السفر بشكل عادي كما كنا نفعل كل مرة وأخذ الجوازان إلى غرفة ثانية وبقينا ننتظر في غرفة الانتظار، بعد هذه بلحظات قليلة عاد ضابط المركز الحدودي وبيده الجوازين وكان متوجس وكان غاضب وشكله تغير تماما وكأن الأمر يتعلق بشخص ثاني غير الذي أخذ منا الجوازات، تحدث إليّ بالنبرة التالية.. كانت نبرة شديدة جدا.. إذا كنت تريد أن تدخل إلى أفغانستان أذهب فليس لنا حاجة بك لكن بالنسبة لزميلك سامي الحاج سيبقى معنا لأنه مطلوب.

[تعليق صوتي]

هذا التصرف المفاجئ من حراس الحدود جاء إثر تلقيهم رسالة سرية من المخابرات الباكستانية.

عبد الحق صداح: بعد جدال طويل أيضا سمح لنا الضابط برؤية الرسالة وقد تمكنت من قراءة بعض الأسطر فيها على عجل وفعلا كان فيها طلب لكل المراكز الحدودية الباكستانية إذا مر هذا الشخص اللي هو سامي الحاج رقم الجواز الفولاني الصادر بالمكان الفولاني في التاريخ الفولاني يجري التحفظ عليه في المركز الحدودي إلى حين إبلاغ قيادة المخابرات الباكستانية للاشتباه في علاقته بتنظيم القاعدة فتفاجأت والتفت إلى سامي هو أيضا نظر إلى الرسالة عن بعد وبشكل سريع، أول ما لاحظه سامي قال أن هذا الجواز ليس جوازه الذي معه، الجواز رقمه ومكان إصداره وتاريخ إصداره يعود إلى جواز سابق كان سامي قد أضاعه في السودان وقد استصدر بشأنها تصريح بالضياع.

[تعليق صوتي]

تبيِّن هذه الإفادة الصادرة عن وزارة الداخلية السودانية أن سامي الحاج قام بتقديم بلاغ عن فقدان جواز سفره وذلك لاستصدار آخر جديد، لم تنفع محاولة الفريق في إقناع الرائد ناديم مسؤول المخابرات بأن سامي بريء من التهمة المذكورة في الرسالة فقد قرر الرائد اعتقاله وبات سامي ليلته الأولى في الآسر آمل أن يحمل فجر اليوم التالي حل لهذه الأزمة.

عبد الحق صداح: في اليوم الثاني صباحا التحقت بالمركز الحدودي مرة ثانية لأطمئن على سامي، لحظة وصولي إلى المركز كان سامي يتحرك مع النيجر ناديم إلى سيارة المخابرات فاستوقفت النيجر ناديم وقلت له إلى أين تأخذه؟ قال لي لا الأمر يتعلق باستيضاح الأمر الذي تكلمنا عنه وهو قضية الجواز وسيعود حينما تنتهي هذه التحقيقات، صعد سامي في السيارة مع النيجر ناديم غير مُكبل ولا تبدو عليه علامات الإساءة إطلاقا وغادر المركز الحدودي ومن حينها لم أرى سامي إلى اليوم.

[تعليق صوتي]

بقي سامي معتقل عند المخابرات الباكستانية مدة ثلاثة وعشرين يوم وفي هذه الأثناء كانت إدارة قناة الجزيرة تجري اتصالات مع السلطات الباكستانية ولكن دون جدوى، طلب سامي إذن من الحراس للاتصال بزوجته لطمأنتها فسمحوا له بذلك.

"
في آخر مرة لما اتصل بنا تكلمت معه قال لي بعد يومين سوف أتصل بكِ وقريبا سوف أرجع إلى قطر، سوف نلتقي هناك
"
          أسماء الحاج

أسماء الحاج: أما آخر مرة سمعت صوته 4/1/2002 آخر مرة لما اتصل بنا تكلمت معه وهو قال أنا بخير وما قال لي أي شيء بس كنت مطمئنة منها وهو قال بعد يومين سوف أتصل بكِ وقريبا سوف أرجع إلى قطر، سوف نلتقي هناك.

[تعليق صوتي]

لكن سامي لم يعود إذ أنه في السابع من يناير عام 2002 نقل سامي إلى سجن عسكري في كويتا وفي نفس الليلة قام الباكستانيون بتسليمه إلى الأميركيين الذين قاموا بنقله إلى سجن باغرام وسط أفغانستان.

أيام سجن باغرام المريضة

[تعليق صوتي]

باغرام السجن الذين لن ينساه المعتقلون أبداً، في حديثه الأول مع محاميه بعدما زاره بعد سنوات في غوانتانامو كشف سامي بعض من أهوال هذا السجن.

[رسالة سامي الحاج]

وصلت إلى باغرام في الثامن من يناير عام 2002 ومكثت هناك ستة عشر يوم وكأنها ستة عشر عام وكانت أطول أيام عرفتها في حياتي، سألني الشرطي العسكري من أين أتيت لقتالي؟ فأجبت لم آتي لقتالك أنا إفريقي عندها لكمني على وجهي لكمة سقطت بعدها على الأرض وسال الدم من وجهي ثم بدؤوا بضربي عدة مرات، كان الطقس بارد جدا وكانوا يعاقبون كل مَن يتحرك، كنت خائفا وفقدت الإحساس تدريجيا فسقطت من شدة البرد ولم أستطع التحرك وبدؤوا بضربي من جديد.

[تعليق صوتي]

معظم بيك مواطن بريطاني نشأ وتعلم في مدينة برمنغهام الإنجليزية في هذا الحي ذي الأكثرية المسلمة وهو أبو لخمسة أطفال اعتقل في باكستان عام 2002 بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة في نفس فترة اعتقال سامي، أطلق سراحه عام 2005 لكنه قرر أن لا يصمت فقد بدأ مباشرة بكتابة مذكراته عن معاناته في السجون الأميركية وكانت البداية بأيام باغرام المريضة.

معظم بيك – سجين سابق في غوانتانامو: لما كانوا يحققوا معي في شهر مايو 2002 لما كان هذه المخابرات الـ(F.P.I) والعسكريين الموجودين يسألوني أسئلة قالوا نحن لا نصدقك ونحن نرسلك إلى مصر وهناك ستكون المعاملة يعني غير سيغير مختلفة وهناك يستعملون الكهرباء وهناك يستعملون الضرب، هناك يستعملون الاغتصاب، هناك يستعملون كل.. يعني كل شيء جاهز ويجوز عندهم وهناك أيضا أرسلنا واحد أسمه أبن الشيخ اللي.. أعرفه لكن أسمع عنه قالوا نحن أرسلنا هذا الرجل لهذا المكان وبعد ساعتين تكلم عن حياته كلها.

[رسالة سامي الحاج]

قالوا لي انزع ملابسك ولكنهم تبعوا ذلك بتمزيق ملابسي وبدؤوا بتفتيشي تفتيش جسديا مهينا ثم سألوني عن اسمي فقلت سامي ثم قال لي المحقق أنت تصور أفلام أسامة بن لادن لصالح قناة الجزيرة فأجبت لا أبداً فقال اخرس من الأفضل أن تحكي لنا عن ذلك.

[تعليق صوتي]

بعد ذلك ازدادت أساليب التحقيق قسوة في سجن باغرام إلى درجة انتهاك أعراض النساء والتعرض للمعتقدات.

معظم بيك: مرة واحدة كان وقت الصلاة كنا تقريبا يعني خلصنا من الصلاة إلا واحد أخذوه من شعره وهو يصلي وزحفوا به إلى بهذا الطريق وهو يصرخ ويضربه ويأخذه إلى مكان وقال يا كلب.. يعني أنت لابد أن تعبدني أنا إلهكم هنا كان واحد جالس من الـ(C.I.A) المخابرات الأميركية قال معظم بيك وعمل هكذا مثل الرمانيين القياسرة اللي في وقت الرومانيين قبل أن يكون يعني واحد يكون حي أو يموت، عمل هكذا يعني معناتها أن هذا الشخص يؤمر أن يقتل فخفت كثير جدا وفي نفس الوقت سمعت صوت صرخة، صرخة مرأة صوت أميركي تقول لها أفتحي رجليك وهي تصرخ وتبكي وفي ذلك الوقت أنا دائما أسأل الأميركان ماذا حصل لأهلي وأولادي منذ ما أخذوني من باكستان إلى ذلك الوقت، كل يوم أسألهم ماذا حصل قالوا نحن لا نعرف لا ندري وما عندنا.. ولا هكذا في ذلك الوقت ما سألتهم لأنني أخاف من الجواب لكن في ذلك الوقت أنا ظننت وخفت أن يكون هذه يعني أهلي زوجتي في نفس الزنزانة، الحمد لله يعني بعد شهر تقريبا وصلت حصلت على رسالة من زوجتي إنها الحمد لله خرجت ورجعت إلى بريطانيا وأن الحمد لله كل الأهل والأولاد كلهم بخير.

رحلة الاعتقال من قندهار إلى غوانتانامو

[تعليق صوتي]

في يناير عام 2002 حوَّل الأميركيون مطار قندهار الدولي إلى قاعدة كبيرة أضافوا إليها سجن مؤقت بانتظار ترحيل المعتقلين الأشد خطورة إلى سجون أخرى خارج أفغانستان، وصل سامي إلى قندهار في الثالث والعشرين من يناير 2002 بينما وصل معظم بيك إلى هناك بعد فترة قصيرة.

معظم بيك: في ذلك الوقت كنت أحيانا أحاول أن أبدأ الحوار مع الأميركان الحراس ولما عرفوا أنني أتكلم اللغة الإنجليزية جيدا فكثير منهم كانوا يأتون إلي ويتكلمون وبدأت بالحوار على يعني حقيقة هذه الحرب الذين يسمونها الحرب على الإرهاب ومن ذلك الوقت بدأنا نتكلم عن قضية الجزيرة فهم قالوا نحن أيضا عندنا واحد من هذه القناة الجزيرة، ما قالوا الاسم بل قالوا هذا كان صاحب الكاميرا وإذا هو موجود في أحد الزنزانات أو الخيمات أمامي.

[رسالة سامي الحاج]

في قندهار ألقوني على وجهي ثم بدؤوا بالرقص فوق ظهري وهم يرددون كلام بذيء بشتم الأهل وأنهم سيفعلون كذا وكذا بأمي وأختي وكنت شاهدا عندما رمى الأميركيون القرآن في المرحاض.

"
واحد من القوات الأميركية الذين يسمون المارينز أخذوا المصحف الشريف ومزقوه ووضعوا الأوراق الممزقة في مكان البول والغائط
"
              معظم بيك

معظم بيك: أول مَن دخل أو أول المعتقلين اللي كانوا موجودين في قندهار كلهم شهدوا أو كثير منهم شهدوا أن واحد من القوات الأميركان الذين يسمون المارينز أخذوا المصحف الشريف ومزقوه ووضعوا الأوراق الممزقة في مكان البول والغائط.

[تعليق صوتي]

ليلة العاشر من يناير عام 2002 اقتاد جنود المارينز مجموعة من السجناء مقيدين بالسلاسل والأصفاد وضعوهم في طائرة شحن عسكرية وانطلقوا بهم تباعا إلى سجنهم الجديد في كوبا في رحلة مدتها سبعة وعشرين ساعة، كان دور سامي في الترحيل يوم الثالث عشر من يونيو عام 2002.

[رسالة سامي الحاج]

وضعونا في الطائرة ولم يسمحوا لنا بالنوم وإذا نمت يضربني الجندي على رأسي، وضعوا قفازات في يدي وعصبوا عيني وكمموا فمي وربطوا يدي ورجلي بالأصفاد، أطعموني قطعة خبز وضعوها في فمي والماء كان في زجاجة واحدة يشرب منها جميع المعتقلين، أما إذا أردت قضاء حاجتك فكانوا يحررون يد واحدة ويرافقك حارس إلى داخل المرحاض ولا يعطونك ماء للتنظيف.

دونالد رامسفيلد – وزير الدفاع الأميركي: الدفعة الأولى من معتقلي القاعدة وطالبان بدؤوا الوصول إلى غوانتانامو كوبا.

[تعليق صوتي]

مرحبا بكم في سجن غوانتانامو حيث أقسم الجنود الأميركيون بشرفهم أن يدافعوا عن الحرية من خلاله عبارة رفعت عند مدخله وانتهت عنده أيضا اتفاقية جنيف المتعلقة بأسرى الحروب التي لا تطبق هنا فالسجناء هم مقاتلون غير شرعيين ولم يكونوا ضمن جيش نظامي ولا يتبعون حكومة معترفا بها، عند الوصول يساق السجين إلى خيمة للتصوير وهو شبه عاري ومكبل بالأصفاد والسلاسل ثم يفتش تفتيشا جسديا مهينا ويُرمى في زنزانة أشبه بقفص ويتم إلباسه الزي البرتقالي الشهير قبل أن يتحول إلى رقم فقط لجلسات التحقيق، سامي الحاج أُعطي الرقم 345.

أسماء الحاج: أول ما فتحت الرسالة كان مكتوب أنا بأعرف من واشنطن طبعا، أنا ما فكرت صحيح هو من واشنطن فكرت ممكن مزقوا يعني بس العنوان يعني بخطأ أو أي شيء، أول ما وصلني فتحته يكتب كيف حالكم نحن بخير لو سألت عني أنا موجود بمكان اللي الله تعالى قدر لي في كوبا في غوانتانامو وأنا لمّا قرأت هذا ما قدرت أصدق، الصدمة كانت كبيرة جداً جداً على طول اتصلت حتى ما صدقت.

[تعليق صوتي]

ليس مهماً أن أسماء لا تصدق المهم أن أركان إدارة الرئيس جورج بوش يعتبرون سجن غوانتانامو المكان الأنسب للمعتقلين وقد نظروا وأصلوا لهذه القضية ومنهم ديفيد فروم كاتب الخطابات السابق للرئيس له مؤلفات عدة منها كتاب مشترك مع ريتشارد بير بعنوان نهاية الشر وضع فيه استراتيجية للانتصار على الإرهاب باستخدام اليد الحديدية دون الالتفات للرفض العالمي.

ديفيد فروم – مستشار سابق للرئيس جورج بوش: الجيش متأكد من أن الموجودين خطرون جداً وقد قُبض عليهم في ساحة الحرب، هم لا يتمتعون بحماية الدستور الأميركي لأنهم ليسوا أميركيين ولا يتمتعون بحماية اتفاقية جنيف لأنهم ليسوا عسكريين وهم أخطر من أن يُسمح بإطلاق سراحهم وليس من حقهم قانونيا أن يطالبوا بذلك، إنهم ثلة من الذين حاربوا أميركا وبعض الدول الديمقراطية الأخرى وسوف يبقون قيد الاعتقال ما دامت الحرب على الإرهاب قائمة.

[موجز الأنباء]

[تعليق صوتي]

جمال الحارث مواطن بريطاني من أصل جامايكي اعتنق الإسلام عام 1992 توجه إلى باكستان كجزء من رحلاته المتعددة للتعرف على المجتمعات الإسلامية اعتقلته حركة طالبان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية بتهمة التجسس لصالح المخابرات البريطانية، أودع في سجن التأديب المركزي في قندهار مع ثلاثة سجناء عرب والسجين الروسي، بعد سقوط قندهار استولى مقاتلو تحالف الشمال على السجن ويظهر جمال الحارث مع السجناء الآخرين في هذه اللقطات التي يكشف عنها للمرة الأولى وهم يتحدثون مع قائد أمن ولاية قندهار الذي جاء لإعطائهم الأمان مع الوعد بتسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي كخطوة أولى قبل العودة إلى بلدانهم ولكن وبعد أيام من التقاط هذه الصور بيع جمال للأميركيين بخمسة آلاف دولار ورحل بعد ذلك إلى غوانتانامو.

جمال الحارث – سجين سابق في غوانتانامو: عندما تعرَّفت على سامي أخبرني عن اعتقاله وأنه كان مصورا ولأنه كان سودانيا وأنا قضيت سنتين أتعلم العربية في السودان فقد شعرت بنوع من القرب والارتياح تجاهه، خلال تلك الـ 15 دقيقة تكلمنا بإسهاب وكان واضحاً أنه قوي الإرادة وقد لاحظت أن الملتزمين دينيا هم الأشد عزيمة.

[تعليق صوتي]

مارتن موبانغا معتقل سابق وهو بريطاني أيضا وكان من أقرب السجناء إلى سامي.

مارتن موبانغا – سجين سابق في غوانتانامو: تكلمنا عن العودة إلى ديارنا وعن زيارتي له عندما سيطلق سراحه، عن طموحاته في المستقبل لقد كان رجلا مسالما ولم يكن يثير شغبا في العنابر.

[تعليق صوتي]

في مقر منظمة العفو الدولية بلندن قام المصور رفائيل شولتيس بتصوير مارتن من أجل مشروعه الخاص بإصدار كتاب عن معتقلي غوانتانامو وعائلاتهم وقد قام بزيارة بعض الدول العربية لهذه الغاية أما مارتن الذي أمضى ثلاث سنوات في كوبا فقد قرر أن يفضح كل ما شاهده وعاشه من أساليب التحقيق والتعذيب وهو الذي شهد واقعة تدنيس القرآن وردة فعل السجناء بعدم أخذ المصاحف لكي لا يعاد تدنيسها فكانوا يضربون على ذلك وسامي كان أحدهم.

مارتن موبانغا: لقد رأينا جميعا كيف انقضت عليه فرقة التدخل المباشر وكيف ضربوه وأخرجوه من زنزانته واقتادوه إلى التحقيق ولم يبد سامي أي مقاومة فقط رفض الانصياع لأوامرهم بالانبطاح أرضا ولكنه لم يرفع يده بطريقة تهجمية ضد الفرقة التي كانت تلبس ملابس مكافحة الشغب ودروعا واقية للجسم ولم يشكل أي خطر عليهم ولكننا شاهدنا أثر اعتدائهم فقد كاد أن يفقد بصره.

[رسالة سامي الحاج]

دخلت علينا فرقة التدخل المباشر ضربونا ورشوا علينا رزاز الفلفل الحار ووضعونا في زنزانات انفرادية، دفعوني إلى الأمام فسقطت من على الدرج مسكوني من شعري وضربوا وجهي بالأرض الخرسانية فسال الدم من حاجب عيني اليسرى واستمروا في ضربي، بعدها جاء طبيب ليكشف علي وأراد أن يخيط الجرح ولكنه أصر أن يقوم بذلك من خلال نافذة الزنزانة فقام بذلك بدون تخدير.

التعذيب ومحاولات التجنيد في غوانتانامو

[تعليق صوتي]

"
التهم ضد سامي كرة من الثلج تكبر كل يوم، فبعد قضية تصوير أسامة بن لادن أضافوا إلى ذلك تهمة إيصال مساعدات إلى المقاتلين الشيشان
"
            تقرير مسجل

استخدم الأميركيون العنف في التحقيقات مع سامي وغيره من السجناء والسبب اتهامات ملفقة كان على السجين الاعتراف بها حتى لو كان بريء منها، تماما كانت التهم ضد سامي كرة من الثلج تكبر كل يوم فبعد قضية تصوير أسامة بن لادن أضافوا إلى ذلك تهمة إيصال مساعدات إلى المقاتلين الشيشان ثم زادوا عليها اتهامه بشراء صواريخ ستينغر ونقلها من أفغانستان إلى الشيشان، أيضا في كتابه الجريء من داخل المعتقل يروي الرقيب في الجيش الأميركي إيريك صار تجربته الخاصة في غوانتانامو كمترجم للمعتقلين دخل غرف التحقيق المغلقة وفي هذا الكتاب يكشف عن جلسة تحقيق مع سامي الحاج حول تهمة تمويل المقاتلين وقد قام إيريك صار بتغيير الأسماء الأصلية للمحققين والمعتقلين.

[كتاب إيريك صار]

كان هذا المعتقل يعمل لصالح الجزيرة وهي شبكة الأخبار العربية في قطر بعد أن فكوا أصفاده قال للمحققة لماذا لا تخبريني عن سبب اعتقال حكومتك لصحفي مثلي فردت أنا لا أملك هذه الأجوبة الآن ثم سألته أخبرني عن دورك في تمويل المقاتلين في الأماكن التي عملت فيها أجابها إني لم أمولهم قط ولن أكون ذا نفع لكي لكنها قبل أن تغادر الغرفة سألته سؤال أخير عند إطلاق سراحك هل ستقوم بكتابة ما حصل لك هنا قال لها سأكتب عن كل ما رأيته وهو أن السلطات الأميركية لا تحترم الإسلام وتقوم بسجن رجال أبرياء من دون إدانة.

[تعليق صوتي]

في حي الأعمال وسط العاصمة لندن يقع مكتب كلايف ستافورد سميث محامي الدفاع عن سامي وعدد من السجناء، يزور كلايف تباعا سجن غوانتانامو لمقابلة موكليه وآخر زيارة له كانت في مارس عام 2006 وهو يدحض كل التهم الموجهة ضد سامي.

كلايف ستافورد سميث – محامي الدفاع عن سامي الحاج: يدعي الأميركيون أن سامي كان يشتري صواريخ ستينغر ليأخذها إلى الشيشان وليقاتل مع الثوار هناك وهذا ادعاء سخيف فكيف بإمكان المرء أن يذهب إلى أفغانستان وسط الحرب ليشتري صواريخ ستينغر ويضعها في حقيبة سفره ويذهب بها إلى الشيشان! ثم أنهم غيروا روايتهم واتهموه بأنه قام بذلك عام 1996 ونحن باستطاعتنا أن نؤكد أن سامي كان طيلة تلك الفترة في الإمارات.

[تعليق صوتي]

إذا كانت تلك الاتهامات على نفس الشاكلة من الاختلاق والتغيير والبطلان فلماذا الاستمرار في اعتقاله ولماذا الخضوع لعدد هائل من جلسات التحقيق.

كلايف ستافورد سميث: قال سامي إنه خضع للتحقيق أكثر من مائة مرة، حوالي مائة وثلاثين جلسة ومائة وخمسة وعشرين منها تركزت حول الجزيرة وبعض العاملين فيها ويريد الأميركيين من سامي القول بأن تنظيم القاعدة يمول الجزيرة لكي تقوم بنشر بعض الأشياء وهذا مضحك فجورج بوش لديه قناعة خاطئة عن الجزيرة كما شاهدنا في موضوع قصفها وقد أصبح سامي جزء من تلك العملية السياسية التي تستهدف من خلالها قناة الجزيرة، كان التركيز الأكبر في التحقيقات على أحمد منصور وقد أقنع الأميركيون أنفسهم بأن أحمد منصور وسامي عضوان رفيعا المستوى في تنظيم الأخوان المسلمين في مصر ولا أعلم من أين يأتون بهذه المعلومات وقد كان لي شرف اللقاء مع أحمد منصور ووجدته صحفيا محترما.

[تعليق صوتي]

تبين هذه الوثيقة الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية في السابع والعشرين من نوفمبر 2002 قائمة أساليب التحقيق المسموح بتطبيقها على السجناء وقد قُسمت إلى ثلاث فئات وقد أرفقت برسالة موجهة للمستشار العام لوزارة الدفاع إلى الوزير دونالد رامسفيلد لأخذ موافقته على بعض أساليب التحقيق الإضافية وفي تهكم واضح على أحد الأساليب ذيل رامسفيلد الرسالة بعبارة بخط يده قال فيها إني أقف من ثمان إلى عشر ساعات يوميا فلماذا الاقتصار على أربع ساعات للسجناء، ازدادت الأمور سوء بالنسبة للسجناء وتراكمت الإهانات والإساءات من تدنيس القرآن الكريم إلى الضغوط النفسية والجسدية والدينية فأضرب مائة وتسعون معتقل عن الطعام بهدف إيصال صوتهم للعالم وكان ذلك أوسع إضراب حصل في غوانتانامو وإن لم يكن الأول ولمواجهة ذلك لجأ الأميركيون إلى الإطعام بالإكراه وهو بحد ذاته تعذيب يضاف إلى أنواع التنكيل الذي عاناه السجناء سابقا.

[رسالة سامي الحاج]

في الثاني عشر من يوليو عام 2005 بدأ الإضراب الكبير عن الطعام تضمنت المطالب وقف أسلوب اليد الحديدية الذي يمارس على المعتقلين في المعسكر رقم خمسة وتوفير الرعاية الصحية ووقف ممارسات تخدير السجناء والتلاعب بحالتهم الذهنية والنفسية، ديفد نيكولز طبيب أيرلندي وناشط في مجال حقوق الإنسان قام بمبادرات فردية للفت أنظار العالم إلى بشاعة أسلوب الإطعام بالإكراه في غوانتانامو ومن عيادته في بيرمنغهام يشارك في حملة عالمية لوقف هذا الأسلوب وهو يشرح بالتفصيل كيف تتم هذه العملية ولماذا تعتبر تعذيب.

ديفد نيكولز – أخصائي طب الأعصاب: التثبيت يعني إما تثبيت مكانين عن طريق تثبيت اليدين أو أربعة أماكن اليدين والقدمين أو ستة اليدين والقدمين والجذع والرأس لكي لا يستطيع المعتقل التحرك إطلاقا فأنا أستطيع أن أدخل الأنبوب أن أقحمه إلى الداخل وأدفعه وأدفعه أكثر قد تنظر إلى فم المريض لتتأكد أن الأنبوب لم ينثني وقد يكون ذلك صعبا لأن المعتقل قد يعضك أو يبصق عليك أو أن يتقيأ، تأخذ الحقنة لأنك تريد وضع الأنبوب في تلك المعدة وليس في الرئة وقد تخطئ لأن المريض يقاومك وإن وضعتها في الرئة فقد يؤدي ذلك إلى التهاب رئوي وهذا خطر جدا وهذه العملية ستكون مرهقة نفسيا لأنهم يتألمون عند وضع الأنبوب ومن وضعية التثبيت عليك استخراج الهواء من الأنبوب بوصل الحقنة وإرجاع محتويات المعدة والتي تحوي الأحماض وعندها توصل المادة المغذية، إذا كان الأنبوب في المكان الصحيح فسيكون في هذه المنطقة المعدة ولنا أن نتخيل طوله عندما أخرجه بالفعل إنه طويل هذا الأنبوب، يجب أن يبقى هكذا لفترة ولكن عليك أن تعلم أنه إذا قام المعتقل بمحاولة إزالته وقد يستعملون فرقة التدخل مرة أخرى يوما بعد يوم.

معظم بيك: تلك هي القيوم المصنعة في بريطانيا، في هذا المكان بمدينة برمنغهام في مصنع (Hiatt) والمفارقة الكبيرة هي أن آخر مرة رأيتهم كنت في السجن الانفرادي في عنبر إيكو عندما أخبرت المحامي ستافورد سميث بأننا جميعا أنا وهو وتلك القيود صناعة بريطانية، المفارقة الأخرى هي أن هذا المصنع لا يبعد أكثر من ثلاثة أميال عن منزلي حيث أعيش مع أسرتي والمفارقة الأكبر هي أن آخر مرة طبق فيها نظام العبيد كانت هذه الشركة تتفاخر ببيعها ياقات الزنوج الحديدية والتي من خلالها نقل الناس قسرا عبر الأطلنطي وهذه هي المرة الثانية التي ينقل فيها الناس كالعبيد عبر الأطلنطي وشعوري وأنا مقيد هو أني أصبحت عبدا في القرن الحادي والعشرين.

[تعليق صوتي]

حاولنا الدخول إلى المصنع لمقابلة أحد المسؤولين ومعرفة حقيقة تصدير هذه الأصفاد والأغلال إلى غوانتانامو.

مراسل الجزيرة: نحن من الجزيرة ونقوم بإنتاج برنامج وثائقي عن غوانتانامو وعن القيود المستخدمة هناك وعن المعتقلين السابقين، مؤسستكم هي التي تصنع هذه القيود فهل لديك أي تعليق؟ أنتم تصدرون هذه البضاعة أليس هناك إشكال أخلاقي؟

[تعليق صوتي]

أستغرب الموظف وجودنا وسؤالنا المفاجأ عن هذا الأمر ورفض الإدلاء بأي تصريح متعللا بعدم وجود المدير المسؤول، مصنع حياة سيستمر في تصدير أصفاده إلى غوانتانامو لكن المعتقلين السابقين سيواصلون محاولاتهم لإنقاذ حياة بقية السجناء الأبرياء، لم يسلم سامي من الضغوط أحيانا ومن الإغراءات أحيانا أخرى هناك تعذيب وإهانة وهناك دعوة مفتوحة للعمل عينا للمخابرات الأميركية.

كلايف ستافورد سميث: لا أعلم عن أي معتقل لم يطلب منه أن يصبح جاسوسا للأميركيين ومن المفترض أن سامي كان سيصبح عميلا لهم داخل الجزيرة إلا أنه رفض القيام بذلك ولو للحظة واحدة، كان باستطاعته أن يعيش حياة ألطف بكثير لو وافق على طلبهم ولكنه رفض ذلك وهذا موقف يحسب له.

جمال الحارث: عندما عدت من التحقيق أخبرت أخاً يمنيا أن الأميركيين يريدونني أن أعمل معهم فأخبرني أنهم طلبوا نفس الشيء من الآخرين وأشار إلى أخ سعودي أظنه كان إماما من قبل عرضوا عليه أن يطلقوا سراحه ويعود للسعودية وسيصبح إماما في مسجد معين ويغدق عليه المال شريطة أن يصبح مخبرا لهم.

[تعليق صوتي]

لا يزال جمال وبعد إطلاق سراحه يبحث عن تفسيرا لتلك المفارقة الغريبة كيف يتحول المتهم الخطير إلى عميل مؤتمن يمد سجانيه بمعلومات بعد إطلاق سراحه غوانتانامو.. على حقوق الإنسان كتاب للباحث البريطاني ديفيد روز يكشف فيه قصص بعض السجناء والانتهاكات التي تعرضوا لها ويحلل الدوافع الأميركية وراء الربط بين التعذيب والتجنيد.

ديفيد روز- كاتب وباحث: أثارت اهتمامي محاولتهم تجنيد سامي بعد التحقيق معه لأني كنت شبه متيقن أن أحد أهداف غوانتانامو هو تجنيد العملاء بعد تحطيم إرادة المعتقلين إلى درجة يرجعون معها إلى مجتمعاتهم للعمل كجواسيس ومخبرين فإذا نظرت إلى تلك الطرق الغريبة.. البرودة الحرارة التجويع الموسيقى وهذه ليست أساليب تحقيق عادية.

ديفيد فروم: إن أميركا لا تستخدم أساليب تعذيب والذي لاحظناه في الجدل الدائر حول غوانتانامو أن هناك مَن يريد توسيع مفهوم التعذيب ليشمل إطعام المضربين عن الطعام بالإكراه والحبس الانفرادي واستعمال أساليب نفسية تهدف إلى إرغام المعتقل على الكلام وهذا كله ليس تعذيبا.

براين هاوب: مرحبا يا أخي أنا براين.

مارتن موبانغا – سجين سابق في غوانتانامو: أنا مارتن.

براين هاوب: أهلا مارتن.

مارتن موبانغا: يبدو أنك تعتصم هنا منذ فترة طويلة.

براين هاوب: طويلة جدا حوالي خمس سنوات.

مارتن موبانغا: أود أن أريك شيئا ضد الحرب وضد التعذيب عن المعتقلين في خليج غوانتانامو وتقاعس الحكومة البريطانية هذا هو الأخ الذي نناضل من أجله أسمه سامي الحاج.

براين هاوب: سامي إنه وسيم.

[تعليق صوتي]

اختار مارتن التوجه إلى ساحة البرلمان البريطاني حيث يعتصم براين هاوب بشكل دائم منذ خمس سنوات احتجاجا على الحروب الأميركية البريطانية وأثارها المأساوية مثل قتل الأطفال والدمار والتعذيب في السجون وقد أصبح مكان اعتصامه قبلة لناشطي حقوق الإنسان ومناهضي الحروب بعد الحديث عن سامي الحاج ومعاناة السجناء خرج براين بقصيدة قصيرة آلفها للتو.

براين هاوب: تحية إنصاف لك يا بلير سأعذبك يا توني أيها السفاح بلير فعندما تسقط القنابل وعندما يصرخ المستضعفون وعندما يسوء الحال ستقول لنا صدقوني أنا لم أكن هناك ولهذا فنحن بحاجة إلى الذين كانوا هناك مثلك يا مارتن فتوجه بالدعاء إلى السماء.

مارتن موبانغا: كما لديك قصيدة فلدي أيضا واحدة قصيرة وقد لا تكون بجودة قصيدتك ولكني أهديها لسامي والأخوة وهي تجسد شعوري نحو سامي وغوانتانامو ووضعنا الراهن، دعوني أحكي لكم عن أخ لي أسمه سامي هو الآتي من مكان أسمه السودان ولكنه مسجون في غوانتانامو، الآن فانتبه وأصغي لحكايتي فبوش لديه خطة ويحاول تحطيم أخي هذا بوش وإنها لخطة دنيئة يا بوش وقاد جيشا لغزو أفغانستان ولكن يا سامي لا تغضب ولا تتحسر، يا سامي ابق صامدا يا سامي وبسبب إخلاصك والتزامك فلك كل الاحترام يا سامي.

[تعليق صوتي]

أفترق الرجلان على أمل اللقاء مجددا وعاد براين إلى اعتصامه المتواصل ربما لسنوات قادمة وسيصبح كتيب سامي وثيقة جديدة يضيفها إلى شواهد التعذيب التي يعرضها بينما يقوم مارتن بتوجيه رسالة وفاء لعائلة صديقه سامي.

مارتن موبانغا: سامي كان رجل طيب صالح وملتزم وفي أي وقت كنت حزين كان يفرحني وكذلك أريد أن أفعل شيء له ولأسرته ليرتاحوا ويفرحوا لا تحزني وخروجه بأمر الله ونسأل الله أن يكون عن قريب.

[تعليق صوتي]

قبل سنوات اعتبر مارتن إرهابيا شريرا أطلق سراحه لأنه بريء، لم يقدم له أي اعتذار وهو يحاول اليوم العودة إلى حياته الطبيعية بعد تجربته المريرة في السجون الأميركية لكن الحياة الطبيعية لم تعد بعد إلى أسماء ومحمد حيث يقيمان اليوم في الدوحة بانتظار إطلاق سراح سامي.

أسماء الحاج: مرة كتب لي رسالة قال أسماء.. أول رسالة لما وصاني مع صورة محمد بكيت بكاء شديد جدا، طبعا هذه الرسالة أثرت في وأثرت فيه هو وهو كتب لي رسالة لمحمد شهر سبتمبر 19 سبتمبر سنة 2005 كتب لمحمد رسالة فيه رسالة كان يناشد محمد يقول إلى حياتي إلى أبني الغالي إلى فلذة قلبي محمد أنا مشتاق لك كثير جدا جدا ومشتاق لرؤيتك إن شاء الله قريبا سوف أكون معك.

ديفيد روز: تجربة غوانتانامو مبنية على أكذوبة وهي أنه يمكن من خلال تحطيم المعتقلين الحصول على معلومات قيمة ولكن ماذا لو كانوا اعتقلوا خطأ كالذين باعهم أمراء الحرب بـ 5000 دولار أو صحفي بريء مثل سامي عندها لن تستطيع الحصول على معلومات مفيدة وإنما ستخلق معاناة رهيبة لقد أجريت لقاء مع محلل استخباراتي رفيع المستوى في البنتاغون وذكرت ذلك في كتابي قال لي.. إنه مقابل كل معتقل في غوانتانامو قد نكون أوجدنا عشرة إرهابيين في المستقبل، أنا أعتقد أن تقديره كان متواضعا فقد يكون الرقم أقرب إلى المائة والواضح بالنسبة لي أنهم استطاعوا أن يخلقوا إرهابا لا أن ينتصروا عليه في غوانتانامو.

[تعليق صوتي]

سجنا على أرض مقتطعة لا يخضع لدساتير الأرض ولا لتعاليم السماء، حوادثه أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة لقد قيل للعالم أن غوانتانامو شُيد لتحقيق العدالة وسجن أعتى المجرمين ولكن العالم بمؤسساته الأممية والحقوقية والإنسانية يُجمع على رفضه، يطالب العالم اليوم كما يطالب السجين البريء سامي الحاج بعدالة حقيقية، هاتوا برهانكم حاكمونا أو أطلقوا سراحنا أعيدوا لنا الكرامة الإنسانية وأسقطوا عنا صفة الأرقام افتحوا السجن للتفتيش والزيارات أو أغلقوه فورا.

[رسالة سامي الحاج]

عزيزي كلايف كان علينا أن نمضي في هذا الإضراب مجددا وهو شيئا لا أتوق إليه ولكن ينبغي علي ذلك فيجب علينا أن نقف بجانب بعضنا البعض وذلك من أجل بقية السجناء كلي أمل أن أبقى على قيد الحياة ولكن أرجوك أبلغ زوجتي وولدي بأني أحبهم.