مراسلو الجزيرة

المسلمون الروس، الأميركيين والعرب، اليزيديون في العراق

الإسلام والمسلمون في روسيا والصورة التي ترسمها وسائل الإعلامٍ عنهم، قافلة للصداقة تجوب الشوارع الأميركية لمد جسورٍ التفاهم بين الأميركيين والعرب، أتباع الديانة اليزيدية في العراق الذين لا يعرف عنهم سوى تقديسهم للشيطان.

مقدم الحلقة:

 محمد خير البوريني

ضيوف الحلقة:

 مايكل كيرتلي: رئيس منظمة قافلة الصداقة
 تحسين بيك: أمير طائفة اليزيدية في العراق
 نفيع الله عشيروف: مفتي القسم الآسيوي من روسيا

تاريخ الحلقة:

 31/01/2004

– صورة الإسلام في وسائل الإعلام الروسية
– قافلة الصداقة بين أميركا والعرب
– المعتقدات الدينية لطائفة اليزيدية ومطالبها

محمد خيري البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة نشاهد في هذه الحلقة تقريرا يتناول صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الروسي في أجواء حقبة ما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر والعمليات التي ينفذها المسلحون الشيشانيون ضد أهداف داخل روسيا، كما نرافق قافلة أُطلق عليها أسم قافلة الصداقة تجوب شوارع كبريات المدن الأميركية في محاولة لمد جسور فوق هوة سوء التفاهم التي ميزت العلاقات بين الأميركيين والعرب ونعرض من العراق تقريراً حول طائفة اليزيدية التي لا يعرف عنها كثيرون سوى أن أتباعها يعبدون الشيطان، نطلع على بعض عاداتهم وتقاليدهم وأساليب عيشهم، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

صورة الإسلام في وسائل الإعلام الروسية

إرهاب وعنف ووحشية يقطّرها تخلف وظلامية وخروج على العصر، تلك هي مكونات الصورة التي يحاول الإعلام في روسيا حفرها في مُخيلة المواطنين الروس عن الإسلام والمسلمين سيما في أجواء بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، يعزز ذلك العمليات التي ينفذها المقاتلون الشيشانيون داخل روسيا لكن هناك أصواتا روسية أخرى ظلت تحمل عقلية الحقبة السوفيتية وتنظر إلى الجميع بعين واحدة كما أن هناك مسلمين ينافحون عن وجودهم تقرير سلام العبيدي أعده من موسكو.

[تقرير مسجل]

سلام العبيدي: لا يكاد يمر يوم في روسيا دون أن تنشر صحيفة مقالا أو تبث إذاعة خبرا أو تعرض قناة تليفزيونية مشهد مشبعا بتعابير توحي بأن ما يقف وراءه سواء أكان كاتبه أو مسوقه لا يكِن للإسلام والمسلمين أدنى درجات الود وهذا يحصل في بلد تقطنه مائة وخمسون قومية تؤمن بعشرات الأديان والمذاهب المختلفة وإذا كان انعدام الود نصف مصيبة فإن المصيبة تكمن في أن بعض ما يُروج يقصد الإساءة للإسلام دِيناً وللمسلمين أمة إن لم يكن الغرض تأجيج العداء للإسلام في المجتمع الروسي المثقل بتبعات التغيير هذا الاعتقاد ترسخ في وعي مسلمين يرفضون الرضوخ لمثل هذا الواقع.

مراد سيف الدينوف – رئيس تحرير الموقع الإسلامي على الإنترنت: نحن نعرف من يقف وراء ذلك إنهم يزرعون الفتنة في المجتمع ويثيرون النعرات الطائفية والعرقية في بلدنا المتعدد الأديان والقوميات لكن هيهات.

سلام العبيدي: المواطن الروسي الذي نشأ وترعرع في العهد السوفيتي غُرزت فيه شاء أم أبى روح الأممية والصداقة بين الشعوب لذا فإنه يمقت عدوانية الإعلام حينما يستهدف دينا أو قوما.

ميخائيل كوزنيتسوف – محام: إنني مسيحي لكن ذلك لم يمنعن من الدفاع عن موكلي المسلم الذي يدافع ليس عقيدته فحسب وإنما عن السلام والوئام في بلدي كما أن الكنيسة التي أنتمي إليها باركت ما أقوم به.

سلام العبيدي: البعض من أتباع الدين الإسلامي يرجع هذه الظاهرة إلى احتكار رجال أعمال يهود وأناس لا يفقهون شيئا في الإسلام لقسم كبير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ذات التأثير.

نفيع الله عشيروف – مفتي القسم الآسيوي من روسيا: منهم يرى في بعض النصوص القرآنية وأحكام السنة خطراً على الوفاق في المجتمع لكنهم يجهلون أن الإسلام يدعو إلى التسامح والمحبة بين البشر بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الطائفي.

سلام العبيدي: ويتفق مع هذا الرأي قسم من القوى السياسية المعروفة بموقفها الناقد للسلطات على ما تعتبره إخفاقا في رسم سياسة راسخة في التعامل مع شؤون الأديان والقوميات.

أناتولي لوكيانوف – رئيس آخر برلمان في العهد السوفيتي: في العهد السوفيتي لم يكن أحد يجرؤ على إثارة العداء بين الشعوب والطوائف التي تقطن البلاد أما الآن فإن الدولة لم تقدم مفهوما للتعايش بين فئات المجتمع المختلفة.

سلام العبيدي: الأحداث المأساوية في الشيشان التي وصل صداها إلى مدن روسية بهيئة تفجيرات وعمليات احتجاز رهائن لعبت دورا كبيرا في تهييج المشاعر المفعمة بالتحامل على الإسلام لدى بعض فئات السكان خاصة أولئك الذين اندفعوا وراء شعارات شوفينية وقومية متعصبة الأمر الذي ما لبث أن وجد من أعد له أرضا خصبة لتوظيف قدراته الإعلامية بهدف تسويق مرادفات شائعة مثل إسلام يعني تطرفا مسلم يعني إرهابيا.

مواطن روسي: إنهم ينسفون بيوتا ويقتلون الأبرياء، روسيا كانت وستبقى للروس ولا مكان لهؤلاء الدخلاء على أرضنا.

سلام العبيدي: أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 أعطت هي الأخرى زخماً إضافيا للدعاية التي تستهدف الإسلام وأصبح بوسع المروجين لها أن يقولوا للمجتمع انظروا إلى فظائع الإسلاميين المتطرفين.

مواطن روسي: يتعين علينا أن نكون صفا واحدا مع العالم المتحضر بإيقاف زحف هؤلاء الظلاميين الذين يهددون العالم ويريدون إرجاعه إلى القرون الوسطى.

سلام العبيدي: بالطبع صورة ما يجري من أحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة تنقله وسائل الإعلام المعنية بالذكر كحرب ضد الإرهاب وليس كمقاومة للاحتلال وحتى ليس كنزاع بين طرفين.

أناتولي لوكيانوف: روسيا كانت على الدوام صديقا للعرب ونصيرا لهم في قضاياهم لكن هيمنة قومية تعرفونها على الإعلام جعلت الأسود أبيض وبالعكس.

سلام العبيدي: لكن الدولة لا تشجع هذه الظاهرة أما القوانين المعمول بها فبالرغم من الاعتقاد السائد بالقصور في تطبيقها فإنها تسمح بملاحقة مؤججي النعرات الطائفية والعرقية في المجتمع هذه الظروف بالإضافة إلى رغبة روسيا في الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي شجعت بعض الأوساط الإسلامية على اللجوء إلى القضاء في محاولة لم تشهد روسيا مثيلا لها من قبل للاقتصاص من كاتبي سلسلة مقالات نشرتها صحيفة ايزبيستيا تسيء للإسلام وتتضمن دعوة إلى حظره ليس في روسيا فحسب وإنما في كل دول العالم التي وصفها كاتبو المقالات بالمتحضرة.

مارلين كورنوباييف- بروفيسور في الفلسفة الإسلامية: إنهم يجهلون أمورا كثيرة ولا يكلفون أنفسهم بمراجعة تاريخ للإطلاع على ما جاء به الإسلام وما كتب عنه العلماء المسلمون وغير المسلمين باختصار إنهم جهلة.

سلام العبيدي: الجولة الأولى من النزال في المحكمة لم تكن في صالح المسلمين ذاك أن محكمة محافظة موسكو لم تجد جُرما في تلك المقالات إلا أن تجربة المقاضاة في قضية السماح للمسلمات بارتداء غطاء الرأس في الصور التي تُلصق على وثائقهن الشخصية والتي كُسبت في المحكمة العليا بعد استئنافين طمأنت قلوب المسلمين الذين يصرون على استئصال ظاهرة مهاجمة الإسلام بكل الوسائل القانونية المتاحة.

مراد سيف الدينوف: لن نترك الأمر هكذا سوف نستأنف القضية في الهيئات القضائية كافة بدءا بالمحكمة العليا الروسية وانتهاء بالمحاكم الدولية لأننا أصحاب حق.

سلام العبيدي: الإعلام الذي يجيز مهاجمة الإسلام والإعلاميون الذين امتهنوا هذا الأسلوب لا يرون في ما ينشرون ويروجون ملامح عداء للإسلام ويعتبرون النقاش في هذا الموضوع محاولة لكسب الأصوات وخنق الحرية في التعبير عن الرأي وبعض هؤلاء يرفض الحديث للجزيرة بحجة أنها قناة إسلامية ولن تكون منصفة في نقل الآراء، بغض النظر عن ما ستؤول إليه المواجهة بين من يهاجم الإسلام بنية مبيتة وبين من يدافع عنه بدافع الانتماء والعقيدة يلحظ المرء في الآونة الأخيرة وقد يكون ذلك أكثر أهمية سمات التغيير في وسائل الإعلام الرسمية التي بدأت تتخلص تدريجيا من الموضوعات السلبية في التعامل مع الإسلام سلام العبيدي لبرنامج مراسلو الجزيرة موسكو .

[فاصـل إعلاني]

قافلة الصداقة بين أميركا والعرب

محمد خير البوريني: قافلة حقيقية ولكن للصداقة انطلقت بحاديها وركبها وجِمالها ولكن ليس في إحدى الصحاري العربية ولكن في شوارع مدن أميركية يريدها القائمون عليها أن تكون جسر وصل فوق هوة صنعها اختلاف المصالح بين بني البشر بهدف خلق صور ومواقف إيجابية لدي جانبي معادلة سوء التفاهم الأميركيين والعرب، تقرير ثابت البرديسي.

[تقرير مسجل]

ثابت البرديسي: الإبل في غيتسبرغ يصبحها مسؤولو المدينة التابعة لولاية ميرلاند بالقرب من العاصمة واشنطن كما يصحبها عدد من سفراء الدول العربية في أميركا فيما سُمي بقافلة الصداقة وهي منظمة حديثة نسبيا جاءت كرد متواضع على التيار العارم الناجم عما يقول مراقبون إنها هجمة في وسائل الإعلام وحتى من قبل بعض المؤسسات الحكومية برسائل مناهضة للعرب والمسلمين لكنه مهما كان متواضعا فهو رد مطلوب واتجاه يري كثيرون ضرورة تشجيعه.

مايكل كيرتلي – رئيس منظمة قافلة الصداقة: معناها صداقة ونحن هنا لنكون أصدقاء مع الشعوب العربية.

سيدني كاتز- عمدة مدينة غيتسبرغ: غيتسبرغ مجتمع متعدد ونحن نقدر جهود قافلة الصداقة والسفراء والزوار من كل أنحاء العالم، كذلك نقدر عملهم مع مجتمعنا وأندية الروتاري لدينا ومدننا ترحب بالزوار في أي وقت ونحن نحاول جَسر الحواجز الثقافية لجعل عالمنا أكثر سلاما.

ثابت البرديسي: زيارة المدارس والمسيرة التي شارك فيها حوالي ثلاثمائة وخمسين شخصا من العرب والأميركيين وبعض المسؤولين المحليين بالإضافة لبعض سفراء الدول العربية المشرفة على الفكرة طافت في شوارع مدينة بيتسبرغ لتعريف السكان بالعرب وبدء صلات تعارف وصداقة وتعريف بالثقافة العربية ولمحاولة محاربة الصور السيئة الخاطئة والمغرضة عن العرب في أذهان الأميركيين وقد طافت المسيرة بعدة منشآت منها المدرسة الابتدائية بالمدينة حيث قام المنظمون على جهود تعريف التلاميذ بثقافات من العالم العربي.

شارون جونز – مديرة مدرسة غيثرسبرغ الإبتدائية: أطفالنا عملوا بجد لهذه المناسبة وقد أعدوا اللافتات وتعلموا عن البحرين وكتبوا رسائل للتلاميذ هناك وتعلموا عن ثقافتها.

ثابت البرديسي: البحرين أشرفت وموَّلت بشكل كبير هذه النشاطات لقافلة الصداقة كما شاركت دول أخرى كالسعودية والسودان والإمارات ومصر وجامعة الدول العربية في هذه النشاطات للمنظمة الجديدة والتي أسسها حديثا مايكل كيرتلي وهو مصور صحفي سابق عمل لمجلة ناشيونال جيوغرافيك في العالم العربي وهو يقول إنه شعر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن عليه واجب تعريف مواطنيه الأميركيين بأن العالم العربي صديق وأن شعوبه محبة وصديقة للشعب الأميركي على حد قوله.

مايكل كيرتلي: لقد ربيت أبنائي في العالم العربي وسافرت عبر الجزائر وطول إقامتي عوملنا بأقصى درجات الكرم والترحيب والسلام بين العرب وقد تأثرت بشدة من ردود فعل الإعلام الأميركي والكثير من المواطنين العاديين إزاء العالم العربي فقررت أن أبدأ حركة تخلق صورا ومواقف إيجابية عن الجانبين.

ثابت البرديسي: أنشطة قافلة الصداقة تعددت خلال العامين الماضيين وكان أحدثها إجراء حوار عبر الهاتف التليفزيوني بالصوت والصورة بين مجموعة من طلاب الدراسة الثانوية في مدينة بيتسبرغ ونظرائهم في المدرسة الثانوية التابعة لوازرة الدفاع في البحرين من خلال استخدام القاعدة البحرية الأميركية في البحرين مكانا لعمل الاتصال.

ثابت البرديسي: من بين الطلاب الأميركيين الذين شاركوا في هذه التجربة يقول بول رينكويست إن له عدة أصدقاء في المدرسة من العرب وأنهم يناقشون قضايا السياسة الخارجية.

بول رينكويست – طالب في مرحلة الدراسة الثانوية: أعتقد أنه كان ينبغي التعامل مع صدام بشكل ما لكنني لا أعتقد أنه كان علينا نحن أن نقوم بذلك ولا أعتقد أنه يحق لنا أن نحتل تلك الدولة.

بيتسي كورسمان – طالبة في مرحلة الدراسة الثانوية: أمي لديها أفكار غريبة جدا عن العالم وبالتالي فهي مؤيدة بشدة للحرب وللرئيس بوش لكنني لست متفقة معها في ذلك.

ثابت البرديسي: أما الطالب ناثان ستراند فله وجهة نظر عن مواقف الإعلام الأميركي من العرب.

ناثان ستراند – طالب في مرحلة الدراسة الثانوية: كثيرا مما أراه في الإعلام عن العرب سلبي ويزعجني ما أراه في وسائل الإعلام تجاه المسلمين لكن لا يمكن أن أقول أن الإعلام محابي أو مناهض للعرب بشكل متعمد لكن هناك مجالا للتحسين.

ثابت البرديسي: معظم هؤلاء الطلاب خرجوا من الحوار مع زملائهم في البحرين أقرب إلى الصداقة والتفاهم مع العرب منهم إلى عدم الاكتراث، نشاط آخر من نشاطات هذه المنظمة كان لقاء السفراء العرب مع حضور مع الأميركيين تم بثه تليفزيونيا على قناة (C-SPAN) الأميركية أسئلة الحاضرين عكست الصور المغلوطة عن العرب في أذهان الأميركيين ووضع المرأة في الدول العربية فهذه السيدة سألت لماذا لم أر من بين السفراء العرب سيدة واحدة ورد سفير مصر بأن اثني عشر بالمائة من السفراء المصريين سيدات.

نبيل فهمي – سفير مصر في واشنطن: إنها مجرد مصادفة ألا توجد لدينا سفيرات لكنني أطمئنك أن لدينا في وزارة الخارجية المصرية سيدات أكثر مما لديكم في أميركا.

ثابت البرديسي: المواجهة وانطباعات كراهية كل طرف للآخر تجلت في سؤال هذا الرجل عن السبب في مظاهرات الفرحة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر في بعض البلاد العربية ورد سفير السودان بأن تلك من مغالطات الإعلام.

خضر هارون – سفير السودان في واشنطن: إن معظم الناس في المنطقة لا يقبلون مثل تلك الإعمال الإرهابية مثل التي حدثت في نيويورك وواشنطن فبلادي مثلا تعرضت للهجوم بالصواريخ الأميركية عام 1998 كما تذكرون ومع ذلك فإنه فور وقوع أحداث سبتمبر توجه الناس بأعداد كبيرة إلى السفارة الأميركية لإبداء التعاطف وتقديم العزاء لذلك فإنني أقول أن معظم أبناء المنطقة لا يقبلون بمثل تلك الأعمال التي يذهب ضحيتها ناس أبرياء وعلى الإعلام في كلا الجانبين توخي الحذر لدي نقل مثل تلك الأخبار.

ثابت البرديسي: الموسيقى أيضا وُظفت لخدمة مشروع قافلة الصداقة بإقامة ما سُمي بخيمة الصداقة وشملت ساهرات حُشد لها موسيقيون من العرب والأميركيين على أمل أن تنمو بذرة الصداقة بين الشعبين العربي والأميركي لتصبح شجرة وارفة تحجب حرارة سوء الفهم بين الجانبين. وقد يحتاج الأمر لآلاف من مثل هذه المنظمات لمجرد معادلة السيل المتدفق من الصور والموقف السلبية إزاء العرب والمسلمين من صناع سياسات ومراكز أبحاث يمينية ووسائل الإعلام لكن أهميتها تكمن في أنها قد تكون بعض أوائل الغيث وأن وسيلة الاتصال المباشر والشخصي تفوق في تأثيرها كل ماعداها من وسائل، ثابت البرديسي لبرنامج مراسلو الجزيرة واشنطن.

المعتقدات الدينية لطائفة اليزيدية ومطالبها

محمد خير البوريني: لا يعرف الناس عنهم الكثير سوى أنهم يعبدون الشيطان أو ما يسمونه طاووس ملك، كبار شيوخهم يقولون إن تعلقهم بالشيطان أو إبليس ليس من باب العبادة وإنما من باب الاحترام الذي قد يصل حد التقديس ويرون أنه جدير بذلك لحبه الشديد لله إذ رفض أن يسجد لغير الله حتى حينما عصى أمره بالسجود لآدم أول الخلق، صوفية تتجاوز كل الحدود، يرى كثيرا منهم أن من حولهم من أتباع الديانات الأخرى يسيئون فهمهم إنهم اليزيديون، منطقة انتشارهم صغيرة ومحدودة تتركز في النواحي الشرقية والشمالية الغربية من محافظة نينوى شمالي العراق لليزيديين عادات وطرائق عيش وتقسيمات طبقية تبدو غريبة بالنسبة لكثيرين تقرير سمير حسن.

[تقرير مسجل]

سمير حسن: تحسين بيك بن سعيد هو أمير طائفة اليزيدية في العراق والعالم يعتبره أتباعه معصوماً ويدفعون إليه بالنذور والصدقات يرى أحقية طائفته في أن يكون لهم تمثيل سياسي في مؤسسات الدولة العراقية الجديدة على أساس أن عددهم يصل إلى أربعمائة ألف نسمة.

تحسين بيك: نطالب إنه يحتفظ بحقوق اليزيدية على عدد نفوس اليزيدية يكون حقوقنا في الوزارة برلمان بعثات خارجية المناطق اللي هي أكثر يزيدية تتواجد اليزيدية يكون المسؤولين من قبل اليزيدية وإحنا ما نطالب لا انفصال وإحنا طبعاً إحنا نطالب يعني حقوق الأكراد الفدرالية وإذا أعطوا فدرالية نحن نكون من ضمن الفدرالية.

سمير حسن: ورغم عدم وجود حزب سياسي لليزيديين إلا أن لهم وجودا في أحزاب سياسية كردية لأن معظمهم من الأكراد.

تحسين بيك: والله إحنا إذا حقوقنا محفوظة لأنه إحنا عايشين مئات السنين بين الأكراد وبين العرب عايشين عيشة طيبة فإذا كل حقوقنا محفوظ فمو من الضروري أن يكون حزب لنا.

سمير حسن: ويقول المؤرخون إن اليزيدية كانوا من المجوس واعتنقوا الإسلام لكنهم اتخذوا من الشيخ عدي بن مُسافر الأموي بعد وفاته إماماً ونسبوا إليه ما لا تصح نِسبته إلى بشر وقيل إنهم سُموا باليزيدية لأنهم أَلّهُوا يزيد بن معاوية والشيخ عدي ولد في بلاد الشام وتوفي في الموصل في منتصف القرن السادس الهجري وتعد زيارة قبره في قضاء شيخان في الموصل شمال شرق العراق من أهم الشعائر لدى اليزيديين وبجوار القبر يوجد بئر ماء يطلقون عليه اسم زمزم لا تجوز رؤيتها إلا لليزيديين وبجوار القبر أيضاً يوجد مخزن لزيت الزيتون الخالص الذي يستعمل في إضاءة مصابيح القبر كما أن في هذا المخزن يرمي زوار القبر هذا المنديل الأصفر على هذا القبر طمعاً في تحقيق أمنية يتمناها الزائر وفي إحدى الغرف الملحقة بالقبر يحتفظ اليزيديون بهذا الخبز الذي يجلبه الزائرون في الأعياد طلباً للبركة والخير ويطلق لقب فقير على الرجل الذي يتولى رعاية القبر.

فقير قبر الشيخ عدي بن مسافر: كل اليزيديون يجون من العالم من خارج القطر ومن داخل القطر فأكبر الأيدي هي أيدي الجمعية اللي صادرة في 6/10 لـ 13/10 فيتجمعون اليزيدية أكثرهم هنا في ها المكان بالنسبة للخِراج ماله فكل واحد كيفه يتبرع على ها العتبة يعني يخليه خراج ماله؟

سمير حسن: وبالإضافة إلى الأمير والفقير يوجد البابا شيخ وهو قدوة المشايخ والشيخ و يجب أن يكون من سلالة يزيد بن معاوية وشيخ الطريقة والقوّال الذي يرتل الأناشيد في المراسم الدينية والكواجك وهم من عوام اليزيدية ويتميزون بارتداء زي أبيض والمريدون وهم من عوام الناس وتجب عليهم الطاعة العمياء للشيخ ويصلي اليزيديون ثلاث صلوات عند شروق الشمس وغروبها وقبل النوم ووفق بعض الباحثين فإن اليزيديين يسمون الشيطان الطاووس ملك ويخافون منه لذلك يتقربون إليه ويحلفون به ويتجنبون ذكر اسمه أو الدخول إلى الحمام والمرحاض لأنها من ملاجئه أما عبادتهم لله فهي للخضوع والشكر ولا يجوز لهم البصق على الأرض لأن ذلك إهانة للشيطان

تحسين بيك: أبداً ما قلت شيء إحنا نعبد الله هو وحده القهار ولا نعبد غير الله.
سمير حسن: ويحرم اليزيديون دخول مساجد المسلمين وقد اتهمهم البعض بأنهم يرفضون الخدمة في الجيش ويرفضون دفع الضرائب.

تحسين بيك: أبداً ما فكرنا في هذا يوم عدم دفع الضرائب أو الجيش لا بالعكس إحنا في حرب إيران ودّيِنا أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وحوالي ثلاثة آلاف مفقود وجريح، هنا كتير من الجريح هذا والضرايب إحنا ندفع أبداً شخص اليزيد ما يبتعد من الضرايب، بالعكس إحنا أسهل واحد بالعراق لدفع الضرائب لقبول القانون.

سمير حسن: ويقول الباحثون إن بعض حكام وملوك العراق فشلوا في القضاء عليهم أو استقطابهم وتعتقد اليزيدية أن التخفي في أداء الشعائر التعبدية والتظاهر بغير المعتقد الأصلي فرض على اليذيديين لحمايتهم من الآخريين سمير حسن الجزيرة قضاء الشيخان مدينة الموصل

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني reporters@aljazeera.net أو من خلال العنوان البريدي في الختام هذه تحية من مخرج البرنامج صبري الرمّاحي وفريق العمل وتحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.