سؤال في الرياضة - نتائج العرب في دورة بوسان وموضوعات أخرى
سؤال في الرياضة

نتائج العرب في دورة بوسان وموضوعات أخرى

تقييم نتائج العرب في دورة بوسان الأخيرة، حدود القدرة البشرية في تحطيم الأرقام القياسية للسرعة، كرة القدم الإيطالية وإرث طويل من الأساليب الدفاعية.

مقدم الحلقة:

أيمن جادة

ضيف الحلقة:

طلال منصور: عداء قطري

تاريخ الحلقة:

19/10/2002

– تقييم نتائج العرب في دورة بوسان الأخيرة
– حدود القدرة البشرية في تحطيم الأرقام القياسية للسرعة

– كرة القدم الإيطالية وإرث طويل من الأساليب الدفاعية

– أسباب إخفاق المنتخب الأميركي لكرة السلة في المونديال الأخير

– أشهر وأكبر ملاعب كرة القدم في العالم

– الاتحاد والأهلي.. عنوان بارز للرياضة الليبية

– روماريو.. نجم ذاق الحلاوة والمرارة

– بداية لعبتي السنوكر والبلياردو ومستقبلهما على مستوى البطولات

– المشاركة اليمنية في كأس الخليج العربي

– الكرة النيجيرية.. نجاحات وبريق نحو العالمية


undefinedأيمن جاده: تحية لكم من قناة (الجزيرة) في قطر مشاهدينا الكرام، وأهلاً بكم مع هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم (سؤال في الرياضة) الذي نقدمه مرة كل شهر بدلاً من (حوار في الرياضة).

هذا البرنامج –كما تعلمون- هو برنامج تثقيفي رياضي، ولكن هذا لا يعني

–بطبيعة الحال- أن يقتصر على المواضيع غير الزمنية أو المواضيع الأرشيفية إن جاز التعبير، إذ من الممكن أن يتطرق إلى مواضيع وقضايا آنية، كما في هذه الحلقة على سبيل المثال، وذلك تلبيةً لطلباتكم وإجابة عن تساؤلاتكم المختلفة. لا أريد أن أطيل، دعونا نتوقف أولاً مع أبرز ملامح هذه الحلقة ثم ندخل في صلب الموضوع.

حصيلة العرب في الألعاب الآسيوية هل حققت الطموحات أم ظلت في حدود المعدل المعتاد؟

أين تقف حدود القدرة البشرية في تحطيم الأرقام القياسية للسرعة؟

الكرة الإيطالية إرث طويل مع الأساليب الدفاعية.

ما هي أكبر وأشهر ملاعب العالم؟

(روماريو) البرازيلي نجم صنع الحلاوة وذاق المرارة.

أين هم الآن نجوم تونس عام 78؟

الكرة النيجيرية نجاحات وبريق عند الحدود العالمية.


تقييم نتائج العرب في دورة بوسان الأخيرة

أيمن جاده: إذاً الآن إلى طلباتكم وتساؤلاتكم، الأخ المشاهد عبد الله جاسم من العاصمة القطرية الدوحة بعث ببريد إلكتروني يسأل فيه: عن نتائج العرب في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في بوسان وهل هي مرضية؟ طبعاً كلمة مرضية هي كلمة كبيرة، وكان من الممكن النتائج العربية إذا دخلنا في تفاصيل الألعاب المختلفة أن تكون أفضل وأن تكون حصيلة ميدالياتهم أكثر، ومن الممكن لأكثر من دولة عربية أن تحتل مكاناً بين الدول العشر الأولى في لائحة الميداليات العامة، وهو ما لم يحدث بطبيعة الحال، لكن يبدو أن هذه حقيقة مستوياتنا حالياً، ولابد أن نعمل بجد أكبر من أجل أن نتوصل لمثل هذه المكانة في الدورات القادمة.

على أي حال التقرير التالي يواكب الحدث، ويقدم حصيلة العرب الرياضية في بوسان، نتابع.

تقرير /منقذ العلي: حصيلة عربية بلغت 17 ذهبية و11 فضية و24 برونزية، هي مجمل الميداليات التي نالتها إحدى عشرة دولة عربية مثلت المشاركة والثقل العربي في غرب آسيا في مواجهة الشرق الآسيوي العملاق المتمثل بالصين وكوريا واليابان ضمن الألعاب الآسيوية الرابعة عشر في بوسان الكورية.

السعودية كانت في الواجهة وإن كانت قد اختارت المشاركة النوعية والتألق في مجال برعت فيه وهو ألعاب القوى، ويكفي أنها (بزت) العملاق الصيني في منافسات الرجال، فحقق العداءون السعوديون 7 ذهبيات وفضية مقابل 4 ذهبيات للصين، والمشاركة السعودية تحمل في طياتها نجاحاً يتجاوز عدد الميداليات بآمال مشرقة بجيل واعد يحمل راية ألعاب القوى، أمثال مخلد العتيبي صاحب ذهبيتي 10 آلاف و5 آلاف متر، وهادي سوعان صاحب ذهبية 400 متر حواجز، وجمال سفار حامل ذهبية 100 متر، كما نال سالم الأحمدي ذهبية الوثبة الثلاثية، وحسين السبع ذهبية الوثب الطويل، فيما أحرز المنتخب السعودي ذهبية تتابع 400 متر بعد أن فشل حمدان البيشي في إضافة ذهبية 400 متر، فاكتفى بالفضية.

وبعيداً عن ألعاب القوى فإن الرياضة السعودية لم تطأ منصات التتويج باستثناء برونزية واحدة في منافسات التايكوندو.

أما قطر التي حلَّت بعد السعودية في ترتيب الميداليات بـ 4 ذهبيات و5 فضيات و8 برونزيات، فإن النتائج المتحققة لم تُلَّبِ الطموح القطري الذي شارك ببعثة رياضية كبيرة، وإن كانت تحمل صفة التحضير والاستعداد للأسياد القادم في الدوحة، إلا أن الإخفاق أو عدم التوفيق لازم الرياضيين في منافسات كانت تعوِّل عليها الرياضة القطرية الكثير، أما الذهبيات القطرية فتمثلت بواحدة في ألعاب القوى في ثلاثة آلاف متر موانع واثنتان في مسابقة (سكيد) في الرماية للفرد والفرق للرجال، فيما كانت الذهبية الرابعة في رفع الأثقال لوزن 105 كيلو جرامات، وظهر التأثر القطري في نتائج ألعاب القوى بأربع فضيات وثلاث برونزيات كان من الممكن أن يكون معظمها من اللون الذهبي، ولم يحالف التوفيق لاعبو قطر في البولينج فاكتفوا بفضية وبرونزية بعد أن كان يعوِّل عليها الكثير، وارتفعت الغلة القطرية من البرونز بفضل بناء الأجسام لأحمد السعافين والكاراتيه والتايكوندو، فيما كانت البرونزية الأغلى في كرة اليد بعد فوز جدير على حساب المنتخب الياباني وخلف المنتخب الكويتي صاحب الفضية.

الطفرة العربية في الميداليات الآسيوية تمثلت بالوفد البحريني الذي عاد محملاً بثلاث ذهبيات وفضيتين وبرونزيتين مثلت قفزة نوعية في سجل الإنجازات البحرينية، وكانت ألعاب القوى وبناء الأجسام مجال التفوق البحريني، فبعد ذهبيتي سباق 800 متر و1500 متر كانت الذهبية الثالثة مستحقة لطارق الفرساني في بناء الأجسام، كما أن بقية الميداليات توازعت بين المنافستين فقط.

الكويت حلت خلف البحرين في ترتيب الميداليات بذهبيتين وفضية و5 برونزيات، الذهب الكويتي في ألعاب القوى خطفه فوزي الشمري في سباق 400 متر، وأضاف بعدها منير محمد ذهبية في الكاراتيه، أما الفضية فكانت غالية لكرة اليد، وجاءت بعد خسارة صعبة أمام كوريا بفارق هدف وحيد، فيما توزعت البرونزيات بين الكاراتيه والتايكوندو وواحدة للبلياردو.

لبنان شارك على استحياء في المنافسات، وبصم بقوة في بناء الأجسام في وزن فوق 90 كيلو جرام بمشاركة محمد عنوتي الذي نال الذهب ويوسف الزين الذي نال البرونز، قبل أن يفاجئ الزين الجميع فيرفض إجراء فحص المنشطات، مما أدى إلى تجريده من البرونزية، وإيقافه رسمياً بانتظار اتخاذ عقوبة بحقه.

أما الإمارات التي شاركت في أكثر من مسابقة فإن تألقها الوحيد كان في البولينج من خلال فضيتين وبرونزية في الفردي والثلاثي والخماسي.

سوريا بمشاركتها النوعية المصغرة احتلت المركز السابع عربياً والـ 32 آسيوياً بـ 3 برونزيات تحققت في منافسات المصارعة لمحمد الكين والملاكمة عن طريق ياسر شيحان وناصر الشاني.

أما الأردن فاختار التايكوندو مجالاً لإثبات الهوية وسط زحمة الأقوياء من خلال برونزيتين وضعت اسم الأردن بين المتوجين.

وكذلك كان حال اليمن التي أنهت محصلة مشاركة وفدها الرياضية ببرونزية واحدة في التايكوندو أيضاً.

وإذا كانت حصيلة برونزية واحدة قد تكون مخيبة لدول قادرة على الاستعداد والمنافسة وتقديم الأفضل، فإنها –بالتأكيد- أكثر من ممتازة لوفد كالوفد الفلسطيني الذي حقق برونزية الملاكمة لوزن 81 كيلو جرام عن طريق منير أبو كشك لتكون ميدالية معنوية لإثبات الحق في الوجود ورفع علم الوطن الجريح على منصات التتويج بعيداً خلف الحدود.

أما عُمان فغابت عن الميداليات والتتويج.

في الختام قد يكفي أن نقول أن دولة واحدة مثل كازاخستان حققت أكثر بكثير مما أنجزته الدول العربية في المحفل الآسيوي في بوسان.

الميداليات العربية في دورة بوسان

البلد

ذهبية

فضية

برونزية

المجموع

السعودية

7

1

1

9

قطر

4

5

8

17

البحرين

3

2

2

7

الكويت

2

1

5

8

لبنان

2

1

الإمارات

2

1

3

سوريا

3

3

الأردن

2

2

فلسطين

1

1

اليمن

1

1

المجموع

17

11

24

52

أيمن جاده: المشاهد (الخاجة) من دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بعث حول نفس الموضوع تقريباً، ولكن السؤال كان مختلفاً، إذ يقول كيف تسنى لكوريا الجنوبية خلال عام واحد أن تنظم حدثين كبيرين كأس العالم لكرة القدم بالاشتراك مع اليابان ودورة الألعاب الآسيوية في بوسان؟ طبعاً الحدث الأول يتعلق بالدولة برمتها، والحدث الثاني يتركز بالمدينة المنظمة، وبالتأكيد الأمر يحتاج لاستعداد على مدى سنوات وللكثير من الدقة في التنظيم، والتقرير التالي يقدم الجواب بإيجاز.

تقرير/ زياد طروش: يرى الكثيرون أن نجاح كوريا الجنوبية في تنظيمها المشترك لكأس العالم لكرة القدم ومن بعدها إلى احتضان مدينة بوسان للدورة الرابعة عشر للألعاب الآسيوية، يرون في هذين الإنجازين تأكيداً جديداً على أن هذه الألفية ستحمل حتماً –رياضياً طبعاً- بصمة آسيوية واضحة المعالم.

الأسباب قد تختلف في محاولة تفسير هذا الرأي، لكنها تجمع على الأقل على أن الفترة القصيرة التي فصلت بين الحدثين أي أقل من ثلاثة أشهر والمدة التي استغرقها الإعداد لهما تحملان جزءاً كبيراً من دلائل النجاح، ففي منتصف عام 1995 قررت الجمعية العامة للمجلس الآسيوي منح بوسان شرف تنظيم الألعاب الآسيوية وبعدها بسنة واحدة وافقت الفيفا على احتضان كوريا الجنوبية واليابان مسابقة كأس العالم لكرة القدم، خلال هذه السنوات السبع سابق الكوريون الزمن لإنجاز ما قد يعتبره الآخرون بمثابة المستحيل، فبنوا عشرة ملاعب جديدة لكرة القدم موزعة بين عشر مدن كورية تتراوح طاقة استيعابها بين 40 و60 ألف متفرج.

وللألعاب الآسيوية شهدت مدينة بوسان، ثاني أكبر مدن كوريا، شهدت ما لا يقل عن ثمانية مجمعات رياضية جديدة متعددة الاختصاصات، وبقدر ما كان يسيراً خلال مونديال كرة القدم تقاسم عشر مدن كورية مهمة احتضان المباريات والتكفل بإقامة اللاعبين والوفود المشاركة كان الأمر أصعب بكثير على مدينة واحدة مثل بوسان لاحتضان نحو 11 ألف رياضي ومرافقيهم فضلاً عن 7 آلاف رجل إعلام من 43 دولة منتمية للمجلس الآسيوي، ولهذا لجأت لجنة تنظيم الألعاب الآسيوية فضلاً عن بناء الملاعب الجديدة إلى تجهيز قرية رياضية مجهزة بكل لوازم الإقامة وقادرة على استيعاب كل هؤلاء الرياضيين تقريباً، كما أن ارتفاع عدد الإعلاميين خلال الدورة حتَّم على لجنة التنظيم إعداد مركز إعلامي من الطراز العالي يتوافر على كل التجهيزات اللازمة للتغطية الصحفية والتليفزيونية بلغت مساحته 20 ألف متراً مربعاً.

صعوبة المهمة حتمت على المنظمين أيضاً الاستعانة بتجهيزات أربع مدن مجاورة هي أوسان، وماسان، وشانجون، ويانج سان، وبهذا بلغت المراكز والملاعب الرياضية المجهزة 44 مركزاً وملعباً لاحتضان 37 اختصاصاً رياضياً، فضلاً عن أن كأس العالم لكرة القدم كانت في اختصاص واحد، وأن تنظيمها كان مشتركاً مع الجار اليابان كان احتضان الألعاب الآسيوية أكثر تعقيداً بحكم عدد الدول المشاركة والرياضات المتنافس فيها، فتطلب الأمر تخصيص نحو 17 ألفاً و500 متطوع لخدمة ضيوف الدورة وتسهيل مهامهم، وهي مهمة نجح فيها هؤلاء جزئياً إذا ما اعتبرنا الفشل الكبير الذي ميز عملهم حين تعلق الأمر بمسألة إتقان التحدث بلغة أجنبية مع الزوار، كما أن الهاجس الأمني الذي كان حاضراً بشكل بارز في مونديال كرة القدم ظل أمراً حساساً في الألعاب الآسيوية بحكم تواجد دول حملت معها حساسيات سياسية وأمنية متفاوتة، فمثَّلا تواجد كورياً الشمالية وأفغانستان وفلسطين وتيمور الشرقية فضلاً عن الهند وباكستان مثَّل هاجساً مضاعفاً لنحو 37 ألف رجل شرطة وأمن وُضعوا في حالة تأهب متواصل خلال الأيام الـ 16 للألعاب.

في كلمة: بوسان وكوريا الجنوبية بشكل عام نجحت في إتمام هذين الحدثين على أفضل وجه، في انتظار احتضان بوسان مجدداً خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر لحدث ثالث لا يقل أهمية هو الدورة الثامنة لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة لدول الشرق الأقصى الآسيوي وجنوب المحيط الهادي.

أيمن جاده: وفوقها في العام القادم هناك دورة الألعاب الجامعية العالمية أيضاً في كوريا الجنوبية.

[فاصل إعلاني]


حدود القدرة البشرية في تحطيم الأرقام القياسية للسرعة

أيمن جاده: الأخ المشاهد مازن الرفاعي من العاصمة السورية دمشق بعث يسأل عن حدود القدرة البشرية في تحطيم الأرقام القياسية وخصوصاً في سباقات العدو للمسافات القصيرة؟ وهل من الممكن أن يستمر تساقط الأرقام عند حدٍ معين؟ للحديث حول هذا الموضوع –وأيضاً جزئياً- عن دورة بوسان وألعاب القوى فيها معي في الأستوديو العداء القطري الشهير طلال منصور (أسرع رجل في آسيا ثلاث مرات) لكن قبل ذلك نتوقف مع هذا التقرير عن الحدود البشرية في سباقات السرعة للعدو، ثم نواصل.

تقرير/ لطفي الزعبي: للسرعة أنواع، فهناك السرعة الانتقالية التي تعتمد على الانتقال من مكان إلى آخر، مثل سباق الـ 100 متر، وهناك السرعة الحركية، مثلاً عند الملاكمين والتي تعتمد على تحريك اليد بأسرع وقت ممكن.

وترتبط السرعة الانتقالية ارتباطاً مباشراً بالجهاز العصبي، كما وتعتمد على قدرة الجهاز العضلي في الاستجابة للأوامر القادمة من الجهاز العصبي المركزي، حتى تتم عملية الانتقال من مكان إلى آخر، وأكثر الأجزاء المسؤولة في الجهاز العصبي عن ذلك هي المراكز الحركية في الدماغ.

لقد تم مؤخراً تحطيم أرقام قياسية عالمية مختلفة في رياضات السرعة، مثل الـ 100 متر، حيث كان الرقم سابقاً يصل إلى 12 ثانية، ثم تقلص تدريجياً إلى إحدى عشر ثانية وعشر ثوان، وأخيراً كُسر حاجز العشر ثوان منذ فترة، ولمع في هذا المجال (بن جونسون) الكندي، و(كارل لويس) و(مايكل جونسون) و(تيم مونتجمري) من أميركا، والبريطاني (إدوارد شامبرز)، و(فيلكس سانشيز) من الدومانيكان، وهناك الكثير الكثير من الأبطال في هذا المجال.

ما دعانا لفتح ملف لسباقات السرعة هو تحطيم الأميركي (تيم مونتجمري) لرقم الـ100 متر مسجلاً 9 ثوان و75% من الثانية، إنه رقم قريب من المعجزة، فهل تتوقف قدرة البشر عند هذا الحد؟ هل تستطيع القدرات البشرية تحطيم الأرقام القياسية ووضع أرقام أخرى؟ أي هل تستطيع المراكز الحركية في الجهاز العصبي أن تصل قدراتها إلى تحقيق المعجزات، وذلك بالعمل المشترك مع الجهاز العضلي؟

إن تدريب العضلات هام وهام جداً للسرعة، لكن تدريب الدماغ هو الأهم بعد العضلات، فالجسم البشري يعمل كخلية واحدة، وذلك بتناسق كبير في العمل، ولابد هنا من الإشارة إلى مواصفات لاعب السرعة، فمن الملاحظ أن هناك كبراً في حجم عضلات لاعب السرعة عكس لاعب التحمل، وخصوصاً الفخذين حيث تتميز العضلات العاملة للسرعة بوجود ألياف عضلية بيضاء أكثر من الحمراء، هذه الأخيرة التي تعمل للتحمل، فيما تعمل الألياف البيضاء للسرعة، كما تتميز بكبر حجمها، وذلك لكي تتوفر بها مصادر الطاقة التي يتم استنفاذها في فترات قصيرة، كما تتميز خلايا تلك العضلات بقدرتها على إنتاج الطاقة بأسرع وقت ممكن وبالكميات الكافية حتى تتم عملية الانقباض والارتخاء العضلي بأسرع ما يمكن، والميتاكوندريا هي مخازن الطاقة في العضلات التي تمد العضلة بالطاقة سواء في السرعة أو التحمل، ولعل القلب يعتبر من أكثر العضلات التي تعمل في جسم الإنسان، والسبب وجود مخازن طاقة فيها الميتاكوندريا حوالي 40% من الطاقة، لذلك كلما زاد عدد خلايا التخزين الميتاكوندريا كانت القدرة على توفير الطاقة بصورة أكبر، وبالتالي الإنجاز كان أفضل لكي يبقى السؤال القائم: ما هي حدود قدرات البشر في كسر الأرقام القياسية العالمية؟ وإلى أي حدٍ يمكن أن تصل سرعة الإنسان في سباق الـ 100 متر؟

أيمن جاده: قبل أن نتحدث عن هذه الحدود البشرية. طلال منصور، أنت من رموز الرياضية العربية في الألعاب الآسيوية، وتحدثنا قبلاً عن دورة بوسان وحصيلة العرب فيها، كيف ترى -بالذات في ألعاب القوى- الأداء العربي في دورة بوسان الأخيرة؟

طلال منصور (عداء قطري – أسرع رجل في آسيا ثلاث مرات – سابقاً): في البداية شكراً على هاي الدعوة الكريمة. في الحقيقة ما كنت أول شيء أنا متوقع بالذات في ألعاب القوى، كنت متوقع إن تكون نتائج أفضل من هذه، وفيه دول ما كنت أتوقعها إن هي تحرز هذه الميداليات اللي صراحةً فاجأتنا فيها، فهذا يدل.. يدل إن هم شافوا الطريق الصح ومشوا عليه، فبالنسبة لمنتخبنا كنت صراحة أنا متفاجئ ولحد هذا اليوم أنا متفاجئ بأن النتائج اللي شفتها واللي سمعتها ولحد الآن ما مصدق إن فريقنا ما حصل على كثرة بالميداليات، وهاي كنت أنا متوقعة قبل أن يذهبون إلى.. إلى بوسان، يعني أيش أقول لك..

أيمن جاده [مقاطعاً]: يعني يعني عفواً أنت في مناسبة سابقة مثلاً العداء المغربي سعيد عويطة الشهير قال: إن النجم يفتح الباب أمام مَنْ وراءه وأن يكون قدوة في مجاله، تجد في المغرب مثلاً تخصص في السباقات المتوسطة والطويلة من بعد سعيد عويطة، في قطر متوقع كام بعد طلال منصور أن نشاهد العديد منهم؟

طلال منصور: فيه.. فيه قبل طلال منصور كان هناك فيه العداء فرحان سالمين، ومسك الراية بعده جمال سليمان ومن بعده مسكها فرج مرزوق، ومن بعده جاء طلال منصور ومن.. المفروض زي ما ذكرت إن الدول.. الدول الإفريقية في المسافات المتوسطة ومثلاً الموانع، وهاي كينيا هذه..

أيمن جاده: محافظين عليها.

طلال منصور: محافظين عليها ومستمرين عليها، الدول زي ما ذكرت المغرب مازال وراح يكونون أسياد هم والجزائر، راح يكونون أسياد هذه المسافات هذه، إحنا مفروض يعني.. وأنا تكلمت فيه بصراحة، تكلمت فيه من قبل ثلاث أو أربع سنوات يجب أن نحافظ على هذا المركز، فإذا.. قطر انعرفت بلعبات السرعة، فيجب أن نحافظ على هذا، فإذا ما حافظنا عليها خلاص ما.. ما لها لذة.

أيمن جاده: وهل ترى يعني هناك مواهب يمكن..

طلال منصور: وبالذات المائة متر يعني، بالذات المائة متر.

أيمن جاده: وهل ترى هناك مواهب يمكن أن تحافظ على هذه الراية من بعدكم؟

طلال منصور: ممكن، هم موجودين المواهب ولكن إذا –صراحة أنا أتكلم معاك يا أخ أيمن- إذا استمرينا بهذه الطريقة لن نحافظ ولن.. ولن، مجرد وهم نتكلم وتصريحات اللهم بس إن إحنا نروح نشوف تصريحات رنانة، التصريحات الرنانة هي لا أقل ولا أكثر.. وبالذات لبوسان صراحة.

أيمن جاده: طيب هذه.. هذه المرارة في كلامك طبعاً مفهومة وأرجو أن تزول على الأرض، لكن نتحدث عن موضوع السرعة وموضوع التقرير، أنت كعدَّاء وصلت إلى عشر ثواني و14 جزء بالمائة من الثانية، هل كنت تعتقد ربما يعني لو وُجدت في ظروف طبعاً.. وُفِّرت لك ظروف كبيرة في التدريب، لكن لو وجدت في ظروف أخرى مثلاً، لو كنت من الفريق الأميركي ووُفرت لك التدريبات التي كانوا يحصلون عليها هل تعتقد كان بإمكانك أن تكسر مثلاً حاجز العشر ثواني؟

طلال منصور: يعني بين اللاعب الأميركي واللاعب القطري ما فيه فرق، بالعكس إحنا صُرف علينا أكثر من.. من اللاعب الأميركي اللاعب الأميركي هو يصرف على نفسه وإذا ما صرف على نفسه ما راح يصير بطل، إحنا بالعكس إحنا متوفر لنا كل سبل النجاح.

[موجز الأخبار]

أيمن جاده: طلال، كنا نتحدث عن الإمكانيات الذاتية للعداء يعني –كما قلنا- أنت وصلت إلى عشر ثواني و14 جزء من الثانية، لكن هل كنت تشعر أن بإمكانك الوصول إلى عشر ثواني أو كسر حاجز العشر ثواني؟

طلال منصور: ممكن، ممكن يعني زي ما قلت لك إن أنا اللاعب الأميركي لما يحطم الرقم هذا، وينزل تحت العشرة، ما فيه فرق بيني وبينه، أنا كل الموجود.. كل الإمكانيات عندي موجودة ولكن كان يمكن ينقصني كان التخطيط، يعني اللاعب فيه له خطة من بداية الموسم لحد نهاية الموسم إيش لون البطولات اللي شارك فيها، وبعد هذه إنه يمكن إنه يوصل هذا الرقم المطلوب منه، يحط رسم بياني لما يوصل الـTop يعني وللأسف أنا كنت أشارك في بطولات كثيرة، بطولات..

أيمن جاده [مقاطعاً]: يعني حتى هذه المشاركات يجب أن تكون مدروسة..

طلال منصور: من لا..، يجب..

أيمن جاده: وليس كل دعوة لا يجب المشاركة فيها وليس..

طلال منصور: يعني أعطيك مثل.. مبارك النوبي مثلاً في شهر خمسة يشارك في البطولة الدولية لقطر ومفروض عليه إنه ما يشارك والآن من الأبطال العالم اللي لسه كانوا صاحيين من النوم، الحين خاصة انتهى الموسم مفروض الحين.. الحين يحطموا أرقامهم مش مثل مبارك النوبي في بداية الموسم وفي شهر خمسة بدأ أبطال العالم بدءوا يتدربون، يعدون إعدادهم والنوبي عاد من شهر.. عاد من شهر ثلاثة على أساس إنه يفوز في بطولة محلية، هذه..

أيمن جاده: إذن هذا التخطيط مهم..

طلال منصور: مهم جداً، أهم شيء.

أيمن جاده: عوامل.. عوامل أخرى يمكن تؤثر، يعني البعض يقول قوة المنافسة، قوة الانطلاقة في السباق.

طلال منصور: نعم، أنا.. أنا كم عندي طلال، كم عندي مبارك النوبي، وكم عندي راشد الدوسري، وكم عندي عبد الرحمن النوبي؟ كم عندي؟ ما عندي، أنا عندي أنا أملك البترول، عندي غاز وعندنا ماسة دائماً هو.. هو اللاعب هذا، ما عندي غيره، إن أنا كيف أوصله، اللهم بس عليه غبار بسيطة وأوصله، يعني ما أشاركه ببطولة مجلس التعاون، ما أشاركه..

أيمن جاده: إذن.. إذن.. إذن.. إذن.. إذن بالإضافة لتوفير الإمكانيات والتدريب والتحضير لابد من يعني دراسة..

طلال منصور: التخطيط.

أيمن جاده: دراسة متأنية وتخطيط صحيح للمشاركات..

طلال منصور: يجب، الآن ما فيه تخطيط.

أيمن جاده: وكيف تكون المشاركات.

طلال منصور: الآن ما فيه تخطيط، الآن ثلاثة.. ثلاثة (…..) في الاتحاد..

أيمن جاده [مقاطعاً]: نعم، طيب نحن لا نريد أن نعود..

طلال منصور: الاتحاد لا تطبع.. تطبع..

أيمن جاده: لا نريد أن نعود إلى موضوع الاتحاد، نتحدث علمياً عن المشاركات، إذن ليس كما يعتقد البعض كلما شارك العداء أكثر كلما كان أفضل، لابد أن ينتقي أو يُنتقى له أين يشارك ومتى يشارك وكيف يشارك.

طلال منصور: نعم، الجائزة الكبرى مثلاً مثلاً أعطيك مثل على اللاعب (صوعام) بيقول لك والله شارك في بطولات نعم شارك في البطولات، البطولات الدولية، هذه البطولات الدولية مجرد تفتح نفسه للبطولات، يختلف عن البطولات الرسمية اللي هي عليَّ أنا ضغوط، يعني مفروض كان النوبي كان يشارك في هذه البطولات، لما إجي البطولة.. البطولة الرسمية اللي هي معتمدين عليه رايح يخش البطولة وياخد البطولة..

أيمن جاده: طيب، طلال يعني هل..

طلال منصور: معلش اسمح لي.. أنا شوية أرجع..

أيمن جاده: أنت منفعل وتعود لهذا ومن حقك هذا، لكن أنا يعني يعني عندي بالنهاية..

طلال منصور: لأن أنا لأني.. أنا من الناس -يا أخ أيمن- اللي بنينا الأساس، وأنا شفت.. وحين أشوف الأساس هذا..

أيمن جاده: نتمنى.. نتمنى أن هذا الأساس موجود ولكن أن يعاد النظر في.. في طريقة الإشادة عليه، لكن أتحدث علمياً طلال، الآن يعني ما هي أهم العوامل التي تساعد العداء غير طبعاً التحضير والتخطيط السليم في نفس السباق، هل قضية قوة المنافسين، قوة الانطلاقة الأدوات اللي يستخدمها العداء، ما هي العناصر التي تساعد على تحطيم الأرقام؟

طلال منصور: والله، عناصر شتى هي طبعاً وكل سنة والسنة الثانية زي الكمبيوتر، الكمبيوتر كل يوم نشوف فيه شيء جديد أيضاً.. أيضاً لعبة.. ألعاب القوى كل يوم ييجي يطالعنا شيء جديد، سواء (سبيك) هي يمكن كان أطوَّر (سبيكات) حديد، الآن خفت إلى بلاستيك، التراك Track فيه كذا شركة تصنعها لكن يختلف من تراك لتراك، فيه تراك سرعة وفيه (تراك) مسافات طويلة يعني مثلاً في هذه البطولة شافوا يمكن أن فيه لاعب لاعب عالمي معروف بمسافات طويلة عايزينه يحطم في هذه البطولة، ينعمل تراك خصيصاً لهذه البطولة، يعني ولاعب السرعة ممكن يعملوا له تراك.

أيمن جاده: يساعده..

طلال منصور: يساعده على أساس إنه يحطم في هذه البطولة..

أيمن جاده: معنى ذلك طلال يعني الحذاء، المضمار، الأدوات الملابس تساعد أيضاً على تحطيم الأرقام..

طلال منصور: شيء أكيد.

أيمن جاده: العلم يساعد أيضاً.

طلال منصور: وأيضاً الـStart block

أيمن جاده: كما..

طلال منصور: Start block

أيمن جاده: مكعب الانطلاق، يعني هذه العوامل العلمية تساعد، لا أريد أن أتحدث عن جانب سلبي وتحدثنا عنه من قبل قضية المنشطات التي ربما تدفع بالطاقة البشرية إلى حدود غير معروفة، لكن يعني باختصار طلال، البعض يسأل هل في سباق المائة متر العداء ينطلق بنفس واحد أم يتنفس أم ماذا؟

طلال منصور: والله المائة متر صراحة اللي يقول لك أتنفس بنفس أو نفسين، يمكن أقول لك كذاب، لأنك من أول ما تخش الملعب وتجلس على الـ Start بعد ما تسمع طلقة الحكم، ما تدري صراحة بنفسك هل أنت تتنفس مرة أو مرتين أو ثلاث تحس بنفسك يعني كأنك كنت نائم صحيت في النهاية، لا تدري هل أنت تنفست أو ما تنفست.

أيمن جاده: لا تعلم شيء.

طلال منصور: أي لاعب في.. في المائة متر ما راح يجاوبك على السؤال، لأنه ما.. ما يدري أيش عمل..

أيمن جاده: في هذه العشر ثواني..

طلال منصور: في العشر ثواني.

أيمن جاده: ما الذي يجري، يريد أن يطير ويصل بأقصى سرعة..

طلال منصور: يريد بس إنه يخلص خط النهاية.

أيمن جاده: نعم، طيب طلال سؤال أخير: هل تعتقد الأرقام القياسية على مستوى العالم ستظل تتحطم؟ يعني الآن 9.79 بن جونسون ومنشطات في سول في 88 في الألعاب الأوليمبية، الآن مونتجمري 9.78 أين سيصل الإنسان؟ هل ممكن 9.50؟

طلال منصور: أتوقع.. والله أتوقع يتوقع في الخمسينات راح يوصلوا

أيمن جاده: يعني إذن ستستمر الأرقام في التناقص؟

طلال منصور: نعم.

أيمن جاده: مع تطور العلم وتطور التدريب وأشياء أخرى.

طلال منصور: والمنشطات..

أيمن جاده: وأشياء أخرى نعم، إذن طلال منصور (العداء القطري الشهير) شكراً جزيلاً لك على مشاركتك معنا ونتمنى لك التوفيق، ونتمنى يعني لهذه المرارة أن تزول وأن نشاهد ألعاب القوى القطرية والعربية في خير حال دائماً.

طلال منصور: أتمنى.. أتمنى، وأنا قبلها يعني أحب أبارك لإخواننا في المملكة العربية السعودية على هذه الإنجازات وأيضاً إخواننا في مملكة البحرين على هذه الإنجازات، اللي نفتخر فيها صراحة.

أيمن جاده: نعم، شكراً طلال منصور. مشاهدي، نواصل أيضاً طلباتكم واستفساراتكم الأخ كمال بستاني من العاصمة اللبنانية بيروت والمشاهدة رُبَى التي لم تذكر اسمها الكامل أو بلدها بعثا ببريد إلكتروني يسألان فيه عن كرة القدم الإيطالية ولماذا توسم دائماً بأنها كرة قدم دفاعية، هذه قصة طويلة طبعاً، والتقرير التالي يحاول أن يجيب عنها بالإيجاز الممكن، نتابع.


كرة القدم الإيطالية وإرث طويل من الأساليب الدفاعية

تقرير/ظافر الغربي: إذا كانت لغة الأرقام هي أبلغ دليل على الإقناع فعليكم أن تضعوا الكرة الإيطالية دون تردد في خانة الكبار بألقابها العالمية الثلاثة، الأول عام 34 تحت أنظار (موسوليني)، والثاني عام 38 في عاصمة النور باريس، فيما تحقق الثالث عام 82 في ديار الأندلس، كما وصلت إيطاليا مرتين إلى النهائي عامي 70، 94 وفي كل مرة أبكى البرازيليون أكثر من خمسين مليون إيطالي، وعلى المستوى القاري فإن إيطاليا تزعمت قارتها عام 68 بمنتخب يصعب تكراره، فالكرة الإيطالية كبيرة بما أنجبته من نجوم أفذاذ سواء كانت الصورة بالأبيض والأسود فقدمت (نيادزا) و(بيولا) و(أورسي) و(ستييافو) و(بيكي) أو حين تعددت ألوانها فكشفت عن (ريفيرا) و(ماكسوذا) و(ريفا) و(باكيتي) و(أنطوليوني) و(كاوزو) و(بتجا).

الكرة الإيطالية كبيرة بأنديتها (يوفنتوس) و(ميلانو) و(إنترميلانو) التي منها من كتب تاريخ بطولات الأندية الأوروبية ومنها من أعاد صياغة تاريخها، لاسيما البطولة الأشهر الخاصة بأبطال الدوري.

الكرة الإيطالية كبيرة بالدوري الأكثر بريقاً ولمعاناً والأكثر استقطاباً لمشاهير كرة القدم وسلاطينها، فباستثناء الأسطورة (بيليه) فإن أقدام عباقرة الكرة وطأت ملاعب إيطاليا وعزفت ما لم تعزفه غيرها في مختلف أنحاء العالم، فاستحق هذا الدوري أن يكون الأقوى منذ أمد بعيد وحتى يومنا هذا، لهذه الأسباب فإن تاريخ الكرة العالمية لا يكتب دون تدوين بصمات إيطاليا، ولكن رغم هذه المكانة المتميزة، فإن الكثيرين يعيبون على الكرة الإيطالية لجوءها إلى استراتيجية الدفاع المطلق، وغياب العنصر الجمالي على أسلوبها، هذا الرجل الأرجنتيني (هيلينو هيريرا) هو الذي أنشأ مدرسة (الكاتيناتشو) التي تلقن تحصين الدفاع وإغلاق المنافذ مع التركيز على الهجمات المرتدة واستغلالها لتسجيل الأهداف، هذا المدرب لقب بالساحر، فقد فتن إيطاليا ودوَّخ العالم حين غزا في الستينيات القارة العجوز بفريق إنترميلانو، فاحتكر لقب الأندية البطلة وكأس الإنتر كونتيننتال عامي 64، 65 إضافة إلى ثلاثة ألقاب محلياً، هذه الاستراتيجية اعتبرت ثورة في تلك الحقبة وتحولت إلى شعار للمنتخب والأندية خصوصاً في المشاركات الخارجية، ومنها ترسخت عقلية الدخول إلى الملعب من أجل تفادي الخسارة قبل التفكير في الفوز، فاشتهرت الكرة الإيطالية بهذا الأسلوب الذي اقتبسته دول أخرى مع بعض الإضافات والتعديلات مع مرور الزمن.

الكرة الإيطالية لم تتخلص حتى الآن من عقليتها هذه، لكن شعبيتها لا تزال كبيرة خارج الحدود، وكما يحتل طبق سباجيتي مكانة أساسية على موائد المعمورة، فإن الكرة الإيطالية ستظل دوماً حاضرة بخصوصيتها وأجوائها التي لا يضاهيها شيء في العالم.


أسباب إخفاق المنتخب الأميركي لكرة السلة في المونديال الأخير

أيمن جاده: المشاهد ميشيل زكُّود من العاصمة اللبنانية بيروت بعث يسأل عن نظام بطولة العالم لكرة السلة والتي أُقيمت مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية وفازت يوغسلافيا بلقبها ويقول: لماذا لم يقدم الأميركيون فريقاً قوياً رغم تفوق بطولتهم الوطنية الـNBA على المستوى العالمي؟ الجواب نحاول أن نجده في طيات التقرير التالي، نتابع.

تقرير/ مهند المعاضيدي: عند الحديث عن كرة السلة العالمية، فلا يختلف اثنان على أن السلة الأميركية هي الأقوى والأعلى شأناً بين قريناتها، ولكن عند النظر إلى نتائج الفريق الأميركي في بطولات العالم نلاحظ شيئاً يناقض هذه الحقيقة، فبالرغم من السمعة العريضة التي تتمتع بها كرة السلة الأميركية ولاعبوها الذين يزاحمون أهم نجوم السينما في شهرتهم، إلا أن المنتخب الأميركي لم يظفر باللقب العالمي سوى ثلاث مرات على مدى أكثر من نصف قرن، وكان ذلك في عام 54 و86 و94.

أما حصة الأسد في هذه البطولات فكانت ليوغسلافيا بخمسة ألقاب أعوام 70، 78، 90، 98، و2002، فلماذا أخفقت كرة السلة الأميركية عالمياً؟

السبب الأول وقد يكون الوحيد والأهم، هو أن الأميركان يضعون في حساباتهم بطولة العالم لكرة السلة في المرتبة الثانية بعد الألعاب الأولمبية من حيث الأهمية، الشيء الذي جعل جاء على لسان (كومباتنا) نائب رئيس الاتحاد وعضو الفريق عام 74 الحائز على البرونزية، والذي أكد عدم اهتمامهم الكبير بلقب البطولة، وقد يكون هناك سبب خفي لم يصرح به مسؤولو السلة الأميركية وهو تعاليهم على بقية فرق العالم، بالإضافة إلى أن مشاركاتهم متذبذبة بين فرق من لاعبي الجامعات إلى فرق من مزيج بين لاعبي الجامعات ودوري الرابطة الوطنية، أو ما يُعرف بالـNBA، وتقام بطولة كأس العالم لكرة السلة كل أربع سنوات باشتراك 16 فريقاً يقسمون إلى أربع مجموعات وجاءت فرق النسخة هذا العام على النحو التالي:

بطولة العالم لكرة السلة.

المجموعة الأولى: أنغولا، كندا، أسبانيا، يوغسلافيا.

المجموعة الثانية: البرازيل، لبنان، بورتوريكو، تركيا.

المجموعة الثالثة: الجزائر، ألمانيا، الصين، أميركا.

المجموعة الرابعة: الأرجنتين، نيوزيلندا، روسيا، فنزويلا

ولتجنب التقاء أي فريقين أكثر من مرة إلا إذا تأهلا إلى نصف النهائي أو النهائي فتنص قوانين البطولة على أن يصعد من الدور الأول فريقان من كل مجموعة ثم تُجمع فرق المجموعتين الأولى والثانية في مجموعة واحدة، والفرق المتأهلة عن المجموعة الثالثة والرابعة في مجموعة أخرى، وتتنافس الفرق الستة في كل مجموعة فيما بينها ليتم انتقال أفضل أربعة من كل مجموعة إلى دور ربع النهائي أو دور الثمانية، ثم في دور ربع النهائي يلتقي الأول من المجموعة الأولى بالرابع من المجموعة الثانية، والثاني من المجموعة الأولى بالثالث من المجموعة الثانية والثالث من المجموعة الأولى بالثاني من المجموعة الثانية، والرابع من المجموعة الأولى بالأول من المجموعة الثانية، ثم تتأهل الفرق الفائزة الأربع إلى نصف النهائي، فختام البطولة، وجاء التاسع والعشرون من آب أغسطس الماضي لتنطلق نسخة هذا العام والتي تستضيفها ولاية (أنديانا) الأميركية، ومنذ البداية كانت كل الترشيحات تصب في مصلحة الفريق الأميركي الذي ضم لاعبين من الفئة الثانية في الدوري الوطني الـ NBA، إذا ما استثنينا –طبعاً- هداف الثلاث نقاط (روجيه ميلات) والذي دخل عامه السادس والثلاثين مع انطلاق البطولة.

إلا أن نتائج البطولة أفرزت عدة فرق مرشحة لخطف اللقب من منتخب أميركا، مثل يوغسلافيا (حاملة اللقب) والأرجنتين وأسبانيا، وهي الفرق الثلاثة التي خسر أمامها لاعبو المنتخب الأميركي، ولتكون أسوأ مشاركات الفريق الأميركي. أما المنتخب اليوغسلافي والذي يمتلك عدة عناصر تلعب في NBA فتمكن بمجموعته من اللاعبين من الاحتفاظ بلقبه للمرة الثالثة في الدورات الأربعة الأخيرة، حيث أحرزها اللقب على حساب فريق الأرجنتين حامل لقب البطولة الأولى عام 50 بمباراة تم اللجوء فيها إلى خمس دقائق إضافية، ويعطي مدرب يوغسلافيا (سبيسلاف بيسيتس) والذي يكاد لا يعرفه أحد سوى أهل بلده درساً في فنون تدريب كرة السلة إلى الأميركيين قد يجبرهم في المستقبل على التخلي عن بعض غرورهم وتعاليهم على بقية فرق العالم.


أشهر وأكبر ملاعب كرة القدم في العالم

أيمن جاده: نواصل مع أسئلتكم واقتراحاتكم وطلباتكم، المشاهدة رُبى يوسف من لبنان، والمشاهد عاصم عثمان من الخرطوم في السودان، بعثا يسألان عن أشهر وأكبر ملاعب كرة القدم في العالم.

بالطبع القائمة طويلة، ويصعب حصرها بكل التفاصيل، ولكن التقرير التالي اجتهد لتقديم الجواب بالإجمال، نتابع.

تقرير/ حسن طه: لا يختلف الجميع على أن ملاعب كرة القدم هي الأساس في بناء وتطوير اللعبة الشعبية الأولى، وأنها عادة ما تكون العنوان المميز للبلاد في مختلف الأحداث الرياضية، كونها تمثل ميداناً خصباً لإبراز مواهب اللاعبين وفنياتهم، وعنصر جذب مهمٍ للجمهور لمتابعة النشاطات الرياضية بمختلف أشكالها، ومنها كرة القدم. ومن بين أشهر الملاعب في عالم كرة القدم ملعب (ماراكانا) في البرازيل الذي يحوي مائة وخمسة وعشرين ألف مقعد، تم افتتاحه العام 50، وكان يسمى ملعب (ماريو فيليو) قبل أن يشتهر باسمه الحالي، لوجود نهر في المنطقة يحمل ذات التسمية.

أكبر حضور جماهيري شهده الملعب تجاوز المائتي ألف متفرج في نهائي مونديال العام 50 بين البرازيل والأورجواي، والذي شهد كارثة بعد المباراة سقط ضحيتها 17 مشجعاً على إثر صدمة الهزيمة أمام الأورجواي، واعتبر اليوم التالي للمباراة يوم حداد وطني في البرازيل، ويبقى الماراكانا أكبر الملاعب في العالم على الإطلاق، رغم تخفيض سعته الاستيعابية لأسباب أمنية.

وفي الجارة الأرجنتين ينتصب ملعب (موني منتال) التابع لنادي (ريفر بلايت) كواحد من أشهر ملاعب العالم، حيث غُصت مدرجاته بأكثر من 92 ألف متفرج في مباراة ودية جمعت الأرجنتين وإنجلترا العام 53، رغم أن عدد مقاعده حالياً لا يتجاوز السبعة والسبعين ألفاً، تم افتتاحه العام 38، وتبقى ذكرى المباراة النهائية التي استضافها في مونديال 78 بين الأرجنتين وهولندا راسخة حتى الآن.

ولا يقل ملعب (أستيكا) في المكسيك شأناً عن سابقيه، وهو يتسع لنحو مائة وخمسة عشر ألف متفرج. افتتح الملعب العام 66، وهو الوحيد الذي احتضن نهائي مونديالين عامي 70 و86، كما شهد احتفاظ البرازيل بكأس (جون ريميه) إلى الأبد، غير أن فرحة الاحتفاظ باللقب لم تدم طويلاً، حيث سُرقت الكأس الذهبية من قبل لصوصٍ قاموا بصهرها وبيعها على شكل سبائك ذهبية.

ويعتبر ملعب (ويمبلي) في لندن عميد الملاعب الكبرى في العالم، حيث افتتح العام 23، وهو مزود بثمانين ألف مقعد، احتضن نهائي مونديال 66 بين إنجلترا وألمانيا الغربية سابقاً، وشهد هذا الملعب الحادثة الأغرب في تاريخ المباريات النهائية، عندما سدد الإنجليزي (جيف هاريس) كرة قوية ارتدت من العارضة إلى أرض الملعب، ليبعدها المدافع الألماني إلى ركنية، واقتنع الجميع وقتها -بمن فيهم هاريس نفسه- أن الكرة لم تتعد خط المرمى لحظة انزلاقها من العارضة، باستثناء حكم اللقاء السويسري الذي أطلق صافرته معلناً احتساب الهدف، وعلى أرضية هذا الملعب خاض المنتخب الإنجليزي أول مباراة في تصفيات أمم أوروبا أمام ألمانيا، وكانت في نفس الوقت آخر مباراة تقام عليه قبل أن يهدم في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2000 لإعادة تأهيله، وحمل ملعب (سانتياجو برنابيو) في العاصمة الأسبانية مدريد اسم رئيس النادي، الذي قدم فيه نجوم اللعبة (دي ستيفانو) و(بوشكاش) و(كوبواه) أرقى فنون كرة القدم في الخمسينيات، كما توجت إيطاليا فيه بطلة للعالم للمرة الثالثة العام 82، علماً أن الملعب افتتح العام 47، وأكبر عدد من المتفرجين شهده الملعب كان عام 57 في نهائي كأس أوروبا بين ريال مدريد وفيورنتينا وبلغ مائة وأربعة وعشرين ألف متفرج، ويتقاسم قطبا مدينة ميلانو الإيطالية (الإنتر) و(ميلان) ملعب (سانسيرو) وهو يحمل اسم (جيوسيبي مياتزا) أفضل لاعب في الإنتر في حقبة الثلاثينيات، تم افتتاح الملعب العام 27، وعدد مقاعده 85 ألفاً.

وبمباراة ودية بين ألمانيا الغربية والاتحاد السوفيتي سابقاً افتتح ملعب (ميونخ) الأوليمبي العام 72 لاستضافة الألعاب الأوليمبية، وقد دخل التاريخ بسبب تصميمه المميز، وفوق أرضيته رفع النجم الألماني (بيكنباور) كأس العالم 74، عدد مقاعده 69 ألفاً.

ويمثل ملعب (ساندوني) في باريس تحفة معمارية وفنية بسقفه ومقاعده المتحركة، تم افتتاحه العام 98 بمباراة ودية بين فرنسا وإسبانيا، وشهد مباراتي افتتاح ونهائي مونديال 98 الذي ذاق فيه الفرنسيون طعم الانتصار الكبير بفوزهم على البرازيليين، وتتويجهم باللقب العالمي الأول.

وشهد ملعب (يوكوهاما) في اليابان التي اشتركت مع كوريا الجنوبية في تنظيم المونديال الأخير شهد فوز البرازيل بلقب بطولة كأس العالم بانتصارها على ألمانيا في المباراة النهائية، يتسع الملعب لنحو 71 ألف متفرج، وأنشئ العام 97، وهو مزود بأحدث التقنيات الفنية والهندسية.


الاتحاد والأهلي.. عنوان بارز للرياضة الليبية

أيمن جاده: طبعاً هذه أبرز الملاعب وأشهرها، طبعاً هناك ملاعب أخرى، وهناك الكثير من الملاعب العربية الشهيرة، سنحاول أن نعود إليها في المستقبل –إن شاء الله-.

المشاهد مجدي المازوغي من طرابلس في ليبيا بعث يطلب نبذة عن النادي الأهلي الليبي، بينما مواطنه حسن الأسطى بعث يطلب نبذة عن نادي الاتحاد الليبي، وهما الفريقان الأشهر والمتنافسان التقليديان في الجماهيرية. هذه المهمة أوكلنا بها من يقدر عليها، وأقصد زميلنا المراسل الرياضي في ليبيا صلاح بلعيد الذي وافانا بهذا التقرير.

صلاح بلعيد: الاتحاد والأهلي هما عنوان بارز للرياضة الليبية، وصورة من صورها الكثيرة المشرقة، هما الناديان الأكثر شعبية في ليبيا، وبهم ومن خلالهم تطورت الرياضة، وساهما مساهمة قوية عبر أكثر من نصف قرن من عمرهم الرياضي.

الاتحاد الذي تأسس عام 44، والأهلي المتأسس عام 50 يسيران الآن في ذات الاتجاه من أجل مستقبل أفضل لرياضة ليبيا.

علي الحارثي (أمين المؤتمر الرياضي – نادي الاتحاد): طبعاً بالنسبة لنادي الاتحاد يعتبر من أقدم الأندية في الجماهيرية العظمى، وقد تأسس سنة 1944، وكان الفريق العربي الوحيد في طرابلس الذي يزاول النشاط الرياضي، واستطاع أن يحقق في تلك الفترة الكثير من الانتصارات على فرق الجيش البريطاني والفرق الإيطالية، وفرق الأسرى الألمان، وكان الحقيقة الفريق الوحيد الذي يرفع اسم ليبيا عالياً، وتلتف حوله الجماهير الرياضية، ويحقق الانتصارات، واستطاع أن يحقق البطولات من سنة 1944 إلى سنة 1954، انتصارات متواصلة وبطولات متواصلة.

ثم عندما قامت اللجنة الرياضية، وتم إنشاء المسابقات على مستوى المناطق الغربية والمحافظات الغربية احتكر فريق الاتحاد هذه البطولات، ومن ثم استطاع أن يحتكر أيضاً بطولات طرابلس ويحقق الانتصارات والبطولات على مستوى ليبيا بصفة عامة عندما بدأ الدوري على مستوى ليبيا.

ولاشك أن فريق نادي الاتحاد لا يعتمد على كرة القدم فقط، ولكن يزاول العديد من الأنشطة الرياضية، ونحن الآن في نادي الاتحاد نزاول أكثر من 17 لعبة رياضية مختلفة.

عز الدين شيديانية (أمين المؤتمر الرياضي – النادي الأهلي): دور الأهلي معروف في.. في الرياضة في ليبيا، وعلى المستوى العربي والمستوى الإفريقي، وأفضل نتيجة حققها فريق ليبي على المستوى الإفريقي وصول نادي الأهلي للمباراة النهائية على مستوى كأس الكؤوس الإفريقية في سنة 1984، واللي كان قاب قوسين أو أدنى للحصول على البطولة. أيضاً شاركنا في.. في البطولات العربية، وكان نتائج الأهلي جيدة جداً.

أيضاً النادي الأهلي يعتبر هو السند الأكثر لفرقنا الوطنية في كرة القدم، وفي كرة الطائرة والسلة واليد، ونعرفوا كلنا إحنا اللي ما بين.. عندما كنا نصل لكأس العالم في.. في 86.. في الـ 86 أن جُلَّ رياضيين المنتخب الليبي يتكون من النادي الأهلي، وهذا فخر عظيم للنادي الأهلي إن يكون أبناؤه دائماً سباقين في تحقيق النتائج للكرة الليبية.

صلاح بلعيد: شيخ المدربين الليبيين محمد الخمسي درب الأهلي والاتحاد، والمنتخب الوطني، وهو أكثر من عاصر ويعرف الناديين جيداً.

محمد الخمسي (مدرب سابق للاتحاد والأهلي): أذكر أن يوم الاتحاد.. يوم مباراة الاتحاد والأهلي كان يوم عيد يعني، الناس كلها بتفرح، سواء كان إعلام، أو جماهير أو رياضيين، فكان دور الجماهير دور واعي كبير، وبيعمل لقاءات مع الجماهير ومع رؤساء الأندية، ومع المدربين، ومع اللاعبين. كانت الجماهير قبل 3-4 أيام الأعلام منشورة في العمارات وفي الأحياش وفي المتاجر.

الرياضيين الحقيقة هذه واقعة يعني مرت بينا، وكنت أنا أحد المجموعة في هذيك الفترة، يعني كنا بنلتقي بنسهر مع بعض قبل المباراة، و.. وما.. وبعد المباراة، و.. وأكثر من ثلاثة أو أربع أندية كنا بنسهر مع بعض. الكلام يعني كتير يعني في.. في هادوم الناديين، وأتمنى أن.. أتمنى يعني أن أشوف الأهلي والاتحاد يعني في قمة مستواهم الرياضي، ويساهموا مساهمة كبيرة كما كان.

صلاح بلعيد: علاقة الاتحاد والأهلي يكسوها الود، ويخيم عليها الصفاء، وتتبدل الصورة أثناء التنافس الذي ينحصر في الملعب، لكنه ينتهي بانتهاء صافرة الحكم، لتستمر حركة دفعهم للرياضة الليبية.

علي الحارثي: علاقتنا بإخواننا وزملاءنا في النادي الأهلي علاقة متميزة، وعلاقة متينة جداً، بغض النظر عن المسابقات، إحنا دائماً ننظر للعلاقة داخل الملعب، ساعة ونص داخل المستطيل الأخضر، والفريق الأروع، أو اللي يقدم عطاء جيد هو اللي تؤول له النتيجة.

عز الدين شيديانية: علاقتنا مع نادي الاتحاد علاقة تنافس شريف، التبادل.. الاحترام المتبادل ما بين الناديين العريقين، وجود تفاهم ما بين إدارة الأهلي ونادي الاتحاد، أيضاً لقاءاتنا دائماً لقاءات كأي ديربي في.. في العالم يعني.

صلاح بلعيد: والأندية الأخرى التي تأتي في المقام الثاني غالبها ما تلعب بندية وقوةٍ أمام الناديين، وتحسب لهما حساباً كبيراً، لكن الأهلي والاتحاد هم من يقفوا فوق القمة على الدوام.

كثيراً ما كان هذا الملعب شاهداً حقيقياً على قمة المتعة والإثارة في مباراة تجمع الاتحاد والأهلي، وفي هذه المباراة تحبس المدينة أنفاسها كلها، ويصبح من الصعب أن تتحصل على موطئ قدم ما لم تأتِ مبكراً لمباراة يحضرها قرابة السبعين ألف متفرج، كيف لا والاتحاد والأهلي هما روح الرياضة الليبية.

لبرنامج (سؤال في الرياضة) -صلاح بلعيد – (الجزيرة) – طرابلس.


روماريو.. نجم ذاق الحلاوة والمرارة

أيمن جاده: مشاهدان من المملكة العربية السعودية، هما عبد الله خليل من جدة، وماجد يعقوب من الرياض بعثا يطلبان نبذة عن النجم البرازيلي الشهير (روماريو) اللاعب الفائز بكأس العالم لكرة القدم في الولايات المتحدة عام 94، والغائب الأكبر عن مونديال كوريا واليابان عام 2002. التقرير التالي يقدم الإجابة.

تقرير/ حيدر عبد الحق: في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير لعام 1966 أبصر النور الطفل (روماريو ديسوزا فاريَّا) في الحي الفقير، (جاكرزينو) في (ريو دي جانيرو)، وكان يعاني من مشاكل في التنفس حتى سن الصبا، وبعد انتقاله إلى (فيلادابينا)

بدأ روماريو ممارسة كرة القدم لأول مرة في سن التاسعة.

في عام 79 اكتشفه نادي (فاسكو دي جاما)، لكن بعض المدربين أبدوا ملاحظاتهم حول قصر وضعف روماريو الصغير، مما حدا بالنادي لعدم تسجيله، وانضم روماريو لنادي (أولاريه) وسجل له سبعة أهداف في العام 79، وهنا انتبه إليه كشافو فاسكو دي جاما مرة أخرى ليلعب للفريق في عام 80 قبل أن ينتقل إلى نادي (إيندهوفن) الهولندي الذي كان يدربه مدرب منتخب إنجلترا السابق (بوبي روبسون) وحقق روماريو مع أيندهوفن ثلاثة ألقاب دوري أعوام 89، و92، و93، وكأسين هولنديين عامي 90، و91، واستُدعي للمرة الأولى للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 90، ولعب مباراة واحدة فقط أمام اسكتلندا. وأصبح روماريو أفضل لاعب في أوروبا للعام 91، رغم إصابته بكسر في ساقه.

وفي محاولة من روماريو للعودة لمنتخب بلاده البرازيل انتقل في العام 93 إلى نادي (برشلونة) الإسباني، الذي كان يدربه الهولندي الطائر (يوهان كروييف)، وفاز معه بلقب الدوري الإسباني، لكن المشاكل بدأت بين روماريو ومدرب المنتخب البرازيلي (كارلوس ألبرتو بريرا) ومديره الفني (زاجالو) الذين استبعداه من التشكيلة البرازيلية في مرحلة التصفيات حتى المباراة الأخيرة أمام الأوروجواي التي كان يحتاج فيها المنتخب البرازيلي للفوز، ليضمن التأهل، فتم استدعاء روماريو فكان قراراً صائباً، عندما سجل هدفين، وضمن تأهل البرازيل إلى كأس العالم في أميركا 94.

وفي أميركا كان لروماريو الدور البارز في إحراز البرازيل لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها، وحصل على لقب أفضل لاعب في النهائيات العالمية في العام ذاته.

وبعد كأس العالم انتقل روماريو لنادي (فلامينجو) ليلعب إلى جانب مواطنه (بيبيتو) وهما الثنائي الذي أبدع في كأس العالم 94، وأحرز مع فلامينجو لقب دوري ريو دي جانيرو وسجل ستة وعشرين هدفاً. وبدأ الجميع يتحدث عن الثنائي المرعب روماريو و(رونالدو) اللذين أبدعا في كوبا أميركا، وكذلك في المباراة الودية قبل كأس العالم 98 في فرنسا، وكذلك في كأس القارات التي أقيمت في المملكة العربية السعودية، وأحرز المنتخب البرازيلي لقب هذه البطولة.

لكن تصرفات روماريو الذي يهوى السهر في الملاهي الليلية دفعت مدرب المنتخب (زاجالو) إلى اتخاذ قرار باستبعاده من تشكيلة المنتخب البرازيلي قبل أيام من كأس العالم، وكانت الحجة أنه مصاب، ولم تفلح تدخلات الكثيرين في إعادته للمنتخب، ليلعب بعدها روماريو إلى نادي (فالنسيا) الأسباني، وتركه أيضاً لكثرة مشاكله مع مدرب الفريق (رايميري) الذي اشتكى كثيراً من تصرفات روماريو وسهره في الملاهي الليلية، ليعود بعدها روماريو إلى فلامينجو، لكن تصرفاته غير الرياضية في الملعب دفعت النادي إلى بيعه إلى فاسكو دي جاما الذي أحرز معه كأس أندية العالم التي استضافها النادي في العام 2001، وبدأ روماريو مهمة استعادة الثقة بنفسه واضعاً نفسه تحت تصرف مدرب المنتخب البرازيلي (لكسمبورجو) الذي أشرك روماريو في مباريات تصفيات كأس العالم 2002، لكن روماريو رفض الالتحاق بتشكيلة المنتخب البرازيلي المشارك في كوبا أميركا في كولومبيا تحت قيادة المدرب (لويس فيليب سكولاري) لخوف روماريو من الأوضاع الأمنية المتدهورة في ذلك البلد، وهو الأمر الذي جعل (سكولاري) يرفض حتى تدخل الرئيس البرازيلي لضم روماريو لتشكيلة المنتخب الذي شارك في نهائيات كاس العالم 2002، ليبكي روماريو وهو في سن السادسة والثلاثين على حلم المشاركة للمرة الثالثة في النهائيات العالمية، ومع تقدم سنه يبحث روماريو حالياً عن نهاية مشرفة لمشوار حافل في عالم كرة القدم، فروماريو القصير القامة كان كبيراً في الملاعب ومرعباً لكل حراس المرمى الذين لعب ضدهم، وهو نموذج لمهاجم يصعب تكراره في ملاعب كرة القدم.

[فاصل إعلاني]

أيمن جاده: طبعاً كثيرة هي أسئلتكم سواءً عبر الإنترنت أو عبر البريد الإلكتروني في الأيام المعتادة خلال لشهر أو البريد العادي، على سبيل المثال عبده عبد الله عزاني من اليمن يقول: على أي أساس تتم المفاضلة بين الألعاب الرياضية؟

الحقيقة السؤال يعني غير واضح تماماً، أي نوع من المفاضلة، هل هو تصنيف الألعاب هناك طبعاً الألعاب الجماعية، هناك ألعاب فردية، أم أهمية الألعاب وقيمتها؟ طبعاً في الدورات المركبة كالألعاب الأولمبية أو الألعاب الآسيوية، الأفضلية والأهمية تكون للألعاب الفردية التي تقدم أكبر عدد من الميداليات مثل ألعاب القوى، مثل السباحة والجمباز وألعاب القوى كالملاكمة ورفع الأثقال والتايكوندو وغيرها، لكن بالنسبة للشعبية طبعاً كرة القدم هي الأكثر شعبية وألعاب الكرات –غالباً- هي الأكثر شعبية في مجمل العالم.

الأخ أسامة منصور مراد من إسبانيا، محامي، يقول: هل يوجد في عمليات تدريب للفرق أجهزة أو أدوات سرية يمنع وصولها للعرب حتى يبقوا على هذا المستوى المتخلف في كافة أنواع الرياضة باستثناء بعض الرياضات مثل سباقات الجري؟

يا سيدي حتى الجري لا تستثنى يعني نظرية المؤامرة ليست موجودة هنا في الرياضة، لا يجب أن نلقي كل أسباب فشلنا على الآخرين أو على نظرية المؤامرة التي قد تكون موجودة بالفعل في مجالات كثيرة، لكن في الرياضة ليست القضية قضية منع، ولكن هو فعلاً بعض الدول يعني لديها أسرارها، على سبيل المثال ألمانيا الشرقية سابقاً قبل توحدها مع ألمانيا الغربية كان لديها ما يعرف بأسرار الدولة في شؤون الرياضة وتبين فيما بعد أن بعض هذه الأسرار لا يتعلق فقط بطرائق ووسائل التدريب ولكن أيضاً بأساليب غير إنسانية في التنشيط واستخدام المنشطات ليس فقط في العقاقير، ولكن أيضاً بالكهرباء وبوسائل أخرى متعددة، لكن طبعاً لكل دولة وسائلها وأساليبها، وربما أسرارها، ولكن أيضاً بإمكان العرب الحصول على التكنولوجيا أو أدوات تدريباته كما يحصلون على المدربين والخبراء.

الأخ رضا يوسف يسأل عن (ماركو فان باستن) اللاعب الهولندي سبق أن قدمنا تقريراً عنه في إحدى الحلقات السابقة.

الأخ أيمن عبد الوهاب جسَّام من العراق مقيم في أبو ظبي يقول: لماذا لا نشاهد لعبة البليارد على الفضائيات الرياضية؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بكرة القدم؟ أرجو النظر بهذه اللعبة الممتعة. على أي حال نحن لسنا فضائية رياضية، لكن لدينا برامج رياضية في محطتكم المفضلة (الجزيرة)، نفس الموضوع المشاهد حسن يوسف الأعجب من العاصمة العمانية مسقط بعث يطلب تعريفاً بلعبتي السنوكر والبليارد والفارق بينهما، التقرير التالي يقدم المطلوب لكي لا نتهم بمحاباة رياضات على حساب أخرى، نتابع.


بداية لعبتي السنوكر والبلياردو ومستقبلهما على مستوى البطولات

تقرير/ لطفي الزعبي: بالعودة تاريخياً لجذور لعبة سنوكر والبلياردو يقول العارفون عنها: إنها بدأت في الهند عام 1870، لكن فكرة اللعبة كعصاة وطاولة وكرة انطلقت عام 1470 في فرنسا على يد (لويس الخامس عشر) ثم تشعبت إلى بلياردو وسنوكر ومشتقاتهاnine ball و eight ballوالفرنسي.

خالد السالم (مدرب ولاعب سابق): ظهرت لعبة السنوكر في الهند سنة 1870 كما ظهرت لعبة البليارد اللي هي معروفة في الـ nine ball و eight ball في أميركا وكل.. واللعبة الفرنسية في فرنسا، طبعاً تشعبت اللعبة إلى أكثر من لعبة وقوانين، و لكن الأكثر اهتماماً حالياً في الاتحادات العربية والأوروبية هي السنوكر والبليارد منها الـ nine ball و eight ball.

لطفي الزعبي: لعبة سنوكر التي لازالت في طور النمور عربياً ستنضم إلى الأسرة الأولمبية اعتباراً من عام 2004 في أثينا اليونانية، بعد ما دخلت مؤخراً في أسياد بوسان الكورية الجنوبية بعد تجربتها في تايلاند.

أحمد العلي (حكم دولي): الحين دشت الأولمبياد، إن شاء الله في 2004 في أثينا راح تدش، آسيوياً دشت خلاص في بوسان موجودين مشاركين.

لطفي الزعبي: وبالحديث عن الأدوات المستعملة في اللعبة فهناك العصى التي يبلغ طولها بين 57 إنشاً إلى 60 إنشاً، أما في البلياردو فالطول نفسه، لكن الاختلاف في رأس العصا، وعن الطاولة فالطول أحد عشر قدماً وثمانية إنشات، إنشات في البلياردو فالطول يبلغ تسعة أقدام، وعن العرض فيبلغ خمسة أقدام وعشرة إنشات فيما في البلياردو أربعة أقدام.

ارتفاع الطاولة بين تسعة ونصف إلى عشرة ونصف إنش، وهناك أدوات مساعدة مثل الرست والطابشورة أو الجوك.

عدد الحفر 6 حفر في كل طاولة، الأرضية مصنوعة من الرخام المغطى بقماش من المخمل المشدود.

أحمد العلي: السنوكر طبعاً أصعب من البليارد، والطاولة أكبر، فهذه لعبة السنوكر تأخذ مدة أكثر من البليارد.

لطفي الزعبي: تعتبر دول الخليج الأكثر اهتماماً باللعبة على الصعيد العربي، ولعل منتخب الإمارات العربية المتحدة هو الأميز على صعيد النتائج بالإضافة لمصر ثم قطر والكويت والسعودية والبحرين.

أول بطولة عربية نظمت عام 2001 نهاية شهر مارس/ آزار وفازت فيها الإمارات بالمركز الأول، ثم حلت مصر ثانية وقطر ثالثة.

خالد السالم: وضعها في.. في الوطن العربي أنا أعتقد أن لها مستقبل كبير، في الوطن العربي عامة وفي الخليج خاصة، لأن هي لعبة indoor لا تعتمد إلى إنك تلعبها في الأجواء الخارجية، لعبة داخل المبنى، فهذه اللعبة يعني هي اللعبة الوحيدة، أو من الألعاب القليلة التي تستطيع إنك تلعبها في اللبس الرسمي الخليجي وفي اللعب.. وفي اللبس الرياضي.

لطفي الزعبي: أما بالنسبة للمستوى العربي مقارنة بالعالمي فإن اللعبة لازالت في البدايات، وأفضل الإنجازات للعرب على الصعيد العالمي وصول الدور الثاني في بطولة العالم للشباب عام 2001 في اسكتلندا خلال شهر يوليو/ تموز عندما تأهل اللاعب القطري أحمد سيف إلى الدور الثاني.

خالد السالم: تحتاج إلى دعم أكبر ممكن من الشركات أو اهتمام أكثر أو تغيير بعض الخطط بالاتحادات العربية، وأتمنى إن يعني.. إن اللعبة تتطور أكثر وإنه نوصل للعالمية إن شاء الله.

لطفي الزعبي: تختلف مواصفات لاعب السنوكر عن لاعب البلياردو، فلاعب سنوكر يحتاج لأجواء من الهدوء بالإضافة للتركيز العالي والثقة بالنفس، لذلك ترى أن أكثر أبطال العالم صغار السن، فكلما تقدم اللاعب في العمر قل تركيزه، لذلك يفضل البداية في اللعبة من سن مبكرة.

فهد المحمدي (لاعب دولي): الهدوء مهم أهم شيء الهدوء والتركيز والثقة بالنفس طبعاً، يعني اللاعب لو واثق من نفسه بإمكانه إنه يهزم أي لاعب ثاني، لكن إذا فقد الثقة فمن الصعب إنه يرجعها، من الصعب إنه يفوز يعني بالمباراة. المهارة طبعاً الموهبة مطلوبة، أهم شيء وبالاجتهاد بالتمارين ممكن اللاعب يوصل للمستوى اللي يتمناه يعني.

لطفي الزعبي: أما البلياردو فتحاج إلى مهارة أعلى ودراية كبيرة في زوايا الطاولة، فهي لعبة تعتمد على التحكم بالكرة في الدرجة الأولى، وتعتمد على التركيز، لكن ليس بقدر سنوكر، لذلك ترى أن أبطال العالم فيها ليسوا من صغار السن، و تحقيق الإنجاز فيها غير مرتبط بالعمر.

فهد المحمدي: طبعاً يفضل إنه يبدأ وهو صغير، يعني 13، 14 سنة يكون مناسب حتى إنه يوصل مرحلة العشرين والواحد وعشرين سنة يكون يعني تشبع من السنوكر واكتسب الخبرة الكافية بإمكانه يحقق أي.. أي إنجاز -إن شاء الله- يتمناه يعني.

لطفي الزعبي: طيب بدها لياقة بدنية هذه؟

فهد المحمدي: طبعاً اللياقة البدنية مهمة.

لطفي الزعبي: ليه؟

فهد المحمدي: لأن هي فترة المباراة طبعاً السنوكر تكون أقل شيء سبعة أشواط يعني، ممكن يلعبها، فالمباراة ممكن تستمر 3 أو 4 ساعات فيحتاج حتى إن الذهن يكون صاحي يعني.

لطفي الزعبي: السنوكر لعبة فردية وزوجية وكذلك البلياردو تبدأ بأفضل ثلاثة أشواط إلى أحد عشر شوطاً، وفي الأولمبياد يعتمد الفوز للاعب الذي يحقق أفضل أربعة انتصارات من سبعة أشواط في الدور التمهيدي، وفي النهايات أفضل 5 من 9، أو 6 من 11، ينتهي الشوط بانتهاء الكرات على الطاولة، ويعتمد على تسجيل النقاط للاعب، والمدة أطول في السنوكر من البلياردو.

أحمد العلي: السنوكر طبعاً أصعب من البليارد والطاولة اكبر، فلهذا لعبة السنوكر تأخذ مدة أكثر من البليارد.

لطفي الزعبي: في الدوحة يعتبر اللاعب فهد المحمدي أول لاعب قطري يحقق 143 نقطة متتالية في سنوكر، فيما أعلى رقم هو 147 نقطة.

فهد المحمدي: وبالنسبة للبريك كان أعلى بريك في قطر 139 اللاعب محسن عبد العزيز بشيشة، والحمد لله طبعاً بالاجتهاد وبالتدريب وطبعاً كنت أتمرن لمدة 4 أو 5 ساعات يومياً ومما ساعد يعني جدياً أن أنا أحاول أكسر الرقم يعني، فالحمد لله، الله وفقني وقدرت أكسره يعني، وأعتبره أول لاعب قطري يتعدى 140 نقطة يعني.


المشاركة اليمنية في كأس الخليج العربي

أيمن جاده: المشاهد سمير غالب من اليمن بعث يسال عن مشاركة اليمن في دورة كأس الخليج العربي القادمة لكرة القدم بدءً من الدورة المقررة في الكويت، التقرير التالي طلبناه من مراسلنا في اليمن عادل الأعسم حول أصداء هذه المشاركة اليمنية والتوقعات والاستعدادات والحظوظ من وجهة النظر هناك، نتابع.

تقرير/ عادل الأعسم: انتظرت الكرة اليمنية الدعوة إلى دورة كأس الخليج لكرة القدم سنوات طويلة، وأخيراً وبعد مرور ثلاثين عاماً على انطلاقها سيشارك المنتخب اليمني في دورة كاس الخليج القادمة بالكويت بناءً على قرار قمة مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر الماضي بضم اليمن إلى بعض نشاطات ومؤسسات المجلس ومنها كرة القدم.

محمد عبد اللاه القاضي (رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم): نحن لا نطمح بكأس الخليج، ولن ننافس على كأس الخليج، هذه أول مشاركة لنا ستكون، وكل ما نتمناه من منتخبنا واتحاد القدم هدفه أن يحقق انتصارات أو.. على مستوى أداء مشرف.

صالح خميس: (أمين عام اتحاد الكرة اليمني): نحن سعداء جداً أولاً أن نكون ضمن هذه الأسرة العربية، ونعتبر وجود الاتحاد اليمني لكرة القدم بمختلف فعالياته ونشاطه يضيف نشاط جديد للنشاط الرياضي في دول الخليج العربي.

عادل الأعسم: القرار الخليجي قوبل في الوسط الرياضي اليمني بترحاب لم يخلُ من بعض التحفظات، على اعتبار إنه تأخر كثيراً وجاء بعد أن فقدت دورة الخليج بريقها ورونقها وأضحت بحاجة إلى مشاركة اليمن وليس العكس، لأن المنتخب اليمني بجماهيره العريضة سينعش الدورة ويضفي عليها المزيد من الحيوية وحرارة المنافسة، لكن هذه التحفظات لا تمنع الكثيرون من الاعتقاد بأن المشاركة بدورات الخليج تأتي لصالح تطور مستوى الكرة اليمنية.

محمد عبد اللاه القاضي: أعتقد عندما تشارك اليمن في دولة من دول الخليج السعودية أو قطر أو البحرين أو عمان وهذه الصلات موجودة ستمتلئ بالجماهير وستمتلئ الملاعب بالجمهور وستعطي طفرة وتعطي نظرة جديدة للكرة العربية أو الكرة الخليجية، فمن الأساسيات لإقامة بطولات هو الجمهور، إذا ليس لديك جمهور وسيبقى الجمهور على شاشات التليفزيون والإذاعة والصحف لن تتحقق هناك بطولات، ولن يكون هناك تنافس ولن يكون هناك حماس، الجمهور هو الذي يصنع هذه الأشياء.

صالح خميس: إحنا طبعاً نستفيد من خلال تواجدنا في الخليج إنه الاحتكاك المستمر هو الذي سيُفعِّل النشاط الرياضي وهو الذي فعلاً سيبرز المواهب التي لازالت تحت أو مدفونة حتى الآن، ستبرز كثير من المواهب من خلال اللقاءات المستمرة مع دول الخليج والاحتكاك المستمر مع الإخوة الرياضيين هناك على مستوى كرة القدم.

عادل الأعسم: اليمنيون بشكل عام متفائلون بدعوة منتخبهم للمشاركة في دورة كأس الخليج، ويؤكدون أن جوانبها الإيجابية كثيرة، وأنها الخطوة الأهم نحو الاندماج اليمني الكامل في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.

عادل الأعسم –(الجزيرة)- صنعاء.


الكرة النيجيرية.. نجاحات وبريق نحو العالمية

أيمن جاده: الأخ المشاهد محمد ولد محبوبة من موريتانيا بعث يطلب نبذة عن كرة القدم النيجيرية ومنتخبها الفائز بالذهب الأولمبي في أتلانتا 96، وبألقاب أخرى عديدة على الصعيدين الإفريقي والدولي.

الكرة النيجيرية بالطبع هي إحدى العلامات البارزة في كرة القدم الإفريقية، وهي إلى جانب الكاميرون من حملة راية الكرة الإفريقية السمراء إضافة طبعاً للمغرب وتونس ومصر والجزائر عربياً من أجل إيصال الكرة الإفريقية نحو العالمية، إليكم هذا التقرير الذي يتحدث بإيجاز عن كرة القدم النيجيرية دولياً.

تقرير/ معز بو لحية: كم مرة رقصوا، وكم مرة أمتعوا، وكم مرة حلقوا فوق أعتى الدفاعات، إنهم نسور نيجيريا الذين أكدوا مرة تلو الأخرى أن خارطة كرة القدم قابلة في كل مناسبة للتغيير وإعادة التوزيع وحتى التشكُّل من جديد، التغيير بدأه أسود الكاميرون عام 90 وأكده نسور نيجيريا أولاً عام 94 وثانياً عام 98، وثالثاً عام 2002 ولو بقليل من الخجل.

رحلة التأكيد وتثبيت الأقدام بين الكبار عرفت محطتها الأولى عام 80 عندما تُوِّج النيجيريون بعد طول انتظار أبطالاً للقارة السمراء ليؤسسوا انطلاقاً من مشاركات متميزة في نهائيات كأس العالم للناشئين ما أصبح يعرف بالجيل الذهبي لنيجيريا، بطولة أولى عام 85 وأخرى عام 93، وأسماء بدأت تشق طريقها نحو العالمية (كانو)، (أوليسيه)، (بابا يارو)، (أموكاشي)، (أوكوشا) (ياكيني) وغيرهم طرقوا أبواب الشهرة دون استئذان وأسروا قلوب الملايين من عشاق سحر الملاعب، فكان من الطبيعي أن يحصل هؤلاء على جواز العالمية عبر تتويج إفريقي ثانٍ في تونس عام 94، والتأهل للمرة الأولى كممثل للقارة السمراء إلى نهائيات كأس العالم، فكانت ملاعب أميركا خير شاهد على العبور إلى الدور الثاني بعد إمتاع وإقناع، غير أن الحلم النيجيري الذي راود الجميع طيلة 89 دقيقة من مباراة تاريخية أمام إيطاليا اغتاله النجم (روبرتو باجيو) مرتين، وأجله إلى مونديال فرنسا بعد 4 سنوات، لكن النيجيريين وجدوا في ألعاب أتلانتا الأولمبية عام 96 خير عزاء، فأهدوا إفريقيا أول ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية على حساب البرازيل في نهائي مشهود، ليلبسوا ثوب المنتخبات المهابة في المونديال الفرنسي، فتصدروا واحدة من أعتى المجموعات في الدور الأول ضمت البراجواي وإسبانيا وبلغاريا، غير أن لعنة الغرور والثقة المفرطة فيما بعد عجلت بخروجهم المفاجئ بأربعة أهداف لهدف من الدور الثاني أمام الدنمارك.

وجاءت المشاركة الثالثة على التوالي في مونديال كوريا واليابان وانتظر الجميع منتخباً بلغ مرحلة النضج الكروي، إلا أن النسور أخفقت هذه المرة حتى في التحليق للدور الثاني، فالأجسام كانت هناك أمام الأرجنتين وإنجلترا والسويد، أما العقول فانشغلت بالعقود الخيالية ولعبة المراهنات القذرة وأشياء أخرى، نيجيريا خذلت القارة الأفريقية في المونديال الآسيوي وصدمت عشاق اللعب الجميل، لكن الأمل في انتفاضة النسور الجريحة في المونديال المقبل لا يزال قائماً، فالأقدام لا تزال تختزن الكثير من السحر، و الأمل في رقصة نيجيرية جديدة لا يبدو صعب المنال.

أيمن جاده: هذا ما سمح به الوقت -مشاهدي الكرام- لفقرات (سؤال في الرياضة)، نلتقي في هذا البرنامج بعد شهر –إن شاء الله- إنما مع (حوار في الرياضة) السبت بعد القادم، ودمتم بخير وإلى اللقاء.