تسلم آبي أحمد رئاسة الحكومة في مارس /آذارعام 2018 في مناخ سياسي يشوبه التوتر والصراع السياسي الظرفي والمزمن، كأول شخص من عرقية الأورومو يشغل هذا المنصب بتزكية من "حزب الأورومو الديمقراطي"، الذي يعد أحد مكونات تحالف "الجبهة الديمقراطية الثورية الإثيوبية" بعد فوزه بأغلبية مقاعد البرلمان (547 مقعدا) في انتخابات عام 2015، وإثر احتجاجات واسعة أطاحت خلفه هايلي ميريام ديسالين (2012-2018).
استطاع الرجل خلال السنة الأولى أن يجذب قطاعات شعبية واسعة بنهجه الداعي إلى السلام والوحدة والمساواة والتوافق ومكافحة الفساد، من خلال إنهاء حالة الطوارئ وإطلاق السجناء السياسيين والدعوة للمصالحة وإقالة ومحاكمة عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين بتهم فساد.
عمل أيضا على تهدئة الصراعات الخارجية ومحاولة استثمار بعض المشاريع التنموية والقضايا الحدودية لاستدعاء "الروح القومية"، لا سيما تصلبه في محادثات سد النهضة مع مصر والسودان، وفي الخلاف الحدودي حول إقليم الفشقة مع الخرطوم.
سرعان ما انفتحت النيران على صاحب "نوبل"، واهتزت أركان المشروع وصورة "صانع السلام" جراء احتجاجات شعبية واسعة، بينها تلك التي أعقبت مقتل المغني الشهير من عرقية الأورومو "هاتشالو هونديسا" في يوليو/تموز 2020 والنزعات الانفصالية المتجددة والتوترات في بعض الأقاليم وإعلان الحرب على إقليم تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 والتي انتهت بسيطرة القوات الحكومية على عاصمة الإقليم ميكيلي وسط اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" وبانتقادات واسعة لآبي أحمد، الذي بنى مشروعيته على تحقيق السلام والوحدة والرخاء.