وزير الدفاع الإندونيسي يعزز حظوظه في انتخابات الرئاسة المقبلة
جاكرتاـ بعد أن خسر الانتخابات الرئاسية 3 مرات متتالية، بدأ تحالف وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو المرشح للمرة الرابعة يتوسع رغبة منه في تحقيق فوز طال انتظاره.
وضمن مرات ترشحه للرئاسة، كان التصويت الأعلى لسوبيانتو بانتخابات 2019 عندما قاد تحالف المعارضة وفاز بـ 44.5% من أصوات الناخبين (68.65 مليون صوت) مقارنة بفوز الرئيس الحالي جوكو ويدودو بـ 55.5% من الأصوات (85.6 مليونا).
وبعد جولات تظاهر واعتراض قانوني من المعارضة آنذاك، توصل الجنرال سوبيانتو (72 عاما) إلى توافق، يندر أن يحدث في دول كثيرة، مع منافسه الفائز (الرئيس الحالي) الذي عرض عليه المشاركة في حكومته بعدد من الوزارات منها الدفاع.
ويحظى سوبيانتو في الانتخابات المقبلة بتأييد حتى من مؤيدي الرئيس الحالي وبعض أحزاب تحالفه الحاكم، حيث انضم لتحالفه إلى جانب حزبه "حركة إندونيسيا العظمى" عدة أحزاب هي: النهضة القومية، الأمانة الوطني، غولكار، وكلها أحزاب ذات أوزان اجتماعية وحضور ديني وتاريخي معروف، مما يجعله منافسا قويا لأي مرشح آخر.
دبلوماسية عسكرية
وينفذ سوبيانتو خطة لتحديث الجيش تستمر 25 عاما، فالوزير وبخلفيته العسكرية ركز منذ تسلمه حقيبة الدفاع على برنامج مكثف وموسع لتحديث تسليح جيشه الأقوى في جنوب شرق آسيا أي بين دول آسيان، وهو الجيش الذي تتراوح تقديرات قوته بين المركز 12 و15 على مستوى العالم، آخرها توقيع وزارته على صفقة لشراء 24 مروحية من طراز "سيكورسكي بلاك هوك إس-70 إم" الأميركية.
وتشمل الصفقة إشراك مصنع ديرغانتارا الإندونيسي لصناعة الطائرات في الصيانة وتوفير قطع غيار للمروحيات المذكورة، وذلك في إطار سعي جاكرتا إلى تعزيز شراكتها الإستراتيجية مع واشنطن، وتحديث أسطولها الجوي بعشرات الطائرات الإضافية.
كما وقعت إندونيسيا -خلال وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة- صفقة مع شركة بوينغ لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "إف-15 إي إكس" (F-15EX) بهدف تحديث أسطول سلاح الجو الآخذ بالتقادم، رغم أن إنجاز الصفقة سيعتمد على موافقة الحكومة الأميركية.
ويقول سوبيانتو إن حيازة بلاده على هذا السرب من الطائرات يهدف إلى حماية حدودها وتحديث قدراتها الدفاعية، حيث إن "إف-15 إي إكس" هي آخر تحديث من حيث المنظومة التسليحية والإلكترونية والبرمجية من هذا الطراز وهي مستخدمة في 7 دول فقط حول العالم.
وكانت وكالة التعاون الدفاعي والأمني الأميركية قد أعلنت في فبراير/شباط من العام الماضي عن إمكانية بيع طائرات "إف-15 إي إكس" والتقنيات الدفاعية المرتبطة بها لإندونيسيا، في صفقة قدرت حينها بـ 13.9 مليار دولار. واللافت أن ذلك الخبر جاء مباشرة بعد الإعلان صفقة وقعتها جاكرتا مع فرنسا لشراء 42 طائرة مقاتلة من طراز رافال بقيمة 8.1 مليارات دولار، سعيا منها للتخلي عن طائراتها التي بدأت تتقادم.
ومنتصف الشهر الجاري، تسلم سلاح الجو الإندونيسي 3 طائرات شحن من طراز "سي-130 جي-30 سوبر هيركوليس" المعروفة، وكانت جاكرتا قد وقعت صفقة لشراء 5 طائرات من هذا الطراز، وستصل الطائرتان الرابعة والخامسة خلال الأشهر الستة المقبلة.
تعزيز الشراكة
وليست صفقات التسليح إلا جزءا من تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين جاكرتا وواشنطن، فرغم ما اعترى العلاقة قبل عقدين من فتور إبان التحول السياسي في إندونيسيا، فإن الفترة الأخيرة شهدت تحولا كبيرا في العلاقات بين الجانبين.
ومع أن الصين باتت أكثر حضورا من الناحية التجارية والاستثمارية في كثير من دول جنوب شرق آسيا، ومنها إندونيسيا، فإن بعض دول آسيان -ومنها إندونيسيا وماليزيا- مازالت تسعى للحفاظ على علاقة إستراتيجية ودفاعية متينة مع واشنطن للإبقاء على توازن في علاقاتها الخارجية مع كبرى القوى.
وبعد أيام قليلة، ستنطلق تدريبات "درع غارودا" العسكرية المشتركة بمشاركة نحو 1500 جندي أميركي، و1700 جندي إندونيسي، ومئات آخرين من بريطانيا وسنغافورة وأستراليا واليابان، وبحضور مراقبين من دول أخرى.
وهذه التدريبات ستكون في أقصى جنوب شرق جزيرة جاوا الإندونيسية، المطلة على شمالي أستراليا، وستستمر حتى الأسبوع الثاني من سبتمبر/أيلول، وستكون فرصة أخرى لتعزيز العلاقات الدفاعية بين الدول المشاركة.