وصفته بـ"العار".. واشنطن بوست تقترح على إدارة بايدن 3 سيناريوهات لإغلاق معتقل غوانتانامو

Human rights acrivists take part in a protest demanding the closure of the U.S. prison at Guantanamo, during the NATO summit in Brussels, Belgium June 14, 2021. REUTERS/Johanna Geron
تعددت الدعوات عبر العالم للرئيس جو بايدن بالمسارعة لإغلاق معتقل غوانتانامو سيئ السمعة (رويترز)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إن كل الرؤساء الأميركيين فشلوا في الوفاء بوعودهم بإغلاق معتقل غوانتانامو الذي وصفته بأنه من بقايا فترة حزينة في تاريخ الولايات المتحدة، وسردت بعض الحلول التي بإمكانها أن تشكل مخرجا لواشنطن من هذا المأزق الذي يسيء لسمعتها عالميا.

وأكدت واشنطن بوست -في مقال لهيئة التحرير- أن إنشاء هذا المعتقل "العار" كان "خطأ جسيما"، مبرزة أن إدارة الرئيس جو بايدن جعلت المسافة أقرب إلى إغلاقه نهائيا من خلال تفريغه من المعتقلين داخله، الذين يصل عددهم حاليا إلى 34 معتقلا حسب إحصاء أعدته "نيويورك تايمز" (New York Times) في وقت سابق.

وأضاف المقال أنه سيتعين على الكونغرس اتخاذ الخطوات القليلة المتبقية لإزالة هذه "الوصمة" التي لطخت سمعة الولايات المتحدة عالميا، موضحا أن الخصوم يستغلون وجوده للتأكيد على نفاق الولايات المتحدة في ما يرتبط بأوضاع حقوق الإنسان، وهي التي تظهر نفسها دائما في صورة المدافع عن الحقوق والديمقراطية والحريات، في حين تحتضن معتقلا تنعدم فيه شروط العدالة.

انتقاد وإدانة

يضاف إلى ذلك أن تكلفة إبقاء المعتقل رهن الخدمة مرتفعة جدا -توضح الصحيفة- إذ بلغت تكلفة السجين الواحد 19 مليون دولار عام 2019.

ولا تحبذ الإدارة الأميركية الإبقاء على المعتقلين داخل الأراضي الأميركية، وأوقفت منذ فترة طويلة جلب معتقلين جدد لغوانتانامو، كما بدأت تشجع الحلفاء على الاحتفاظ بالمعتقلين لديهم، فضلا عن تقديم بعض المعتقلين البارزين للمحاكمة أمام المحكمة الفدرالية.

وحسب الصحيفة، فإن استمرار المعتقل يجعل البلاد عرضة للانتقاد والإدانة لفترة طويلة، خاصة أن بعض المعتقلين توفوا داخل غوانتانامو، ووصل عددهم حتى الآن 9 أشخاص.

فئات ثلاث

وأكد المقال أنه يمكن تقسيم من بقوا رهن الاعتقال (34 شخصا) إلى 3 فئات، وتتألف الأولى من 20 شخصا كشفت التحقيقات عن أنه بالإمكان تسفيرهم إلى البلدان التي يحملون جنسيتها، مع إجراءات أمنية بعدية صارمة تضمن عدم عودتهم لتهديد مصالح الولايات المتحدة.

وتكمن المشكلة الأبرز في استعداد دولهم لاستقبالهم، علما أن بعض الدول تطوعت لاستقبال عدد من المعتقلين كـ"خدمة إنسانية"، في حين تتكلف الولايات المتحدة بضمان متطلبات حياتهم اليومية.

وتتألف المجموعة الثانية من 11 معتقلا، اتهموا -أو أدينوا- بارتكاب جرائم، بينهم من شارك في هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ولم تبدأ محاكمتهم بعد، إذ أنشأت إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن لجانا عسكرية لمحاكمتهم ولم يتحقق ذلك، لأن إيجاد نظام قانوني مواز تطلب وقتا طويلا، ودعت الصحيفة إدارة بايدن لتحقيق العدالة بطريقة أخرى، لعل أكثرها نجاعة محاكمتهم أمام المحكمة الفدرالية.

أما الفئة الثالثة فتتكون من 3 أشخاص لم توجه لهم بعد أي اتهامات، وترفض واشنطن تسفيرهم بحجة أنهم يشكلون خطرا عليها، وبينهم زين العابدين محمد حسين -المعروف بـ "أبو زبيدة"- وبالنسبة لهؤلاء، اقترح مقال الواشنطن بوست نقلهم إلى مراكز سجنية أميركية لحين محاكمتهم.

وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أنه بإمكان إدارة بايدن تخفيض عدد معتقلي غوانتانامو إلى 14 فقط (من أصل 34)، عبر تسفير البقية إلى مناطق خارج الولايات المتحدة، وهو ما يجعل بقاء هذا المعتقل لأجل هذا العدد القليل من المعتقلين عبثا ومضيعة للمال وسمعة البلاد عالميا، داعية إلى إقناع الكونغرس بإنهاء هذا "الإحراج الوطني" للأبد.

المصدر : واشنطن بوست