تايم: غازبروم تطلق "منظمة عسكرية خاصة" فهل تكون "فاغنر" أخرى؟

مبنى شركة غازبروم الروسية
مبنى شركة غازبروم الروسية (الجزيرة)

نشرت "تايم" (The Time) تقريرا تناول الإعلان في روسيا مؤخرا عن إنشاء "منظمة أمنية خاصة" تابعة لشركة النفط الروسية العملاقة "غازبروم" بداية الشهر الجاري.

وأشارت هذه المجلة الأميركية إلى أن وزارة الدفاع الأوكرانية حذرت من الخطوة، واعتبرت أنها تأتي في إطار ما سمته "سباق التسلح الروسي".

كما حذرت الحكومة الأوكرانية من أن هذه المنظمة الأمنية الجديدة ستكون شبيهة بمجموعة فاغنر الروسية سيئة السمعة.

ويشير التقرير إلى أن الإعلان الروسي -الذي صدر في 4 فبراير/شباط الجاري حول إطلاق المجموعة الأمنية الجديدة- يمكن تفسيره على نحو مختلف عما ذهبت إليه كييف، فقد وقع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في 7 من الشهر نفسه قرارا يسمح بإنشاء "منظمة أمنية خاصة" استنادا إلى قانون يسمح لشركات الطاقة بإنشاء مثل هذه المجموعات لتأمين منشآتها، ولم يوقع قرارا بإنشاء "منظمة عسكرية".

ولا يُعرف حتى الآن عن هذه المنظمة الأمنية الجديدة سوى ما ورد بإعلان قرار إنشائها الذي وقعه ميشوستين، كما أن الدور الذي قد تلعبه في أوكرانيا أو خارج حدود روسيا مازال مجهولا. ورغم ذلك، فإن مجموعة من الخبراء المختصين بمجال الطاقة الروسية، نقلت المجلة آراءهم، منقسمون بشأن هذه المنظمة وما قد تشكله من تهديد لأمن أوكرانيا وغيرها من بلدان العالم.

لماذا أنشأت غازبروم منظمة أمنية؟

تضاربت آراء الخبراء -الذين تحدثت إليهم المجلة- بشأن أسباب إقدام شركة نفط عملاقة على إنشاء منظمة أمنية. ويرى جيرهارد مانغوت، الأستاذ بجامعة إنسبروك الذي يدِّرس السياسة الخارجية الروسية، أن أحد تلك الأسباب يعود إلى أن غازبروم، شأنها شأن العديد من شركات الطاقة، تبني منظمة أمنية لحماية خطوط الأنابيب التابعة.

ويقول مانغوت إن تأمين خطوط أنابيب الطاقة ومواقع استخراج النفط والغاز يعد أمرًا منطقيًا خلال الحروب، حيث تكون أكثر عرضة لأعمال التخريب.

كما أشارت إميلي هولاند، الأستاذة المساعدة بمعهد الدراسات البحرية الروسية في الكلية الحربية البحرية الأميركية، إلى أن غازبروم تركز اهتمامها على الموارد الطبيعية في القطب الشمالي الذي أصبح يكتسي أهمية خاصة مع تحول المصالح الاقتصادية الروسية نحو الأعمال التجارية مع دول آسيا.

وفي إشارة إلى كون خطوة إنشاء منظمة أمنية تابعة لغازبروم له مبرراته، تنقل المجلة عن هولاند قولها إن القطب الشمالي يشهد تطورا سريعا من حيث البنية التحتية للطاقة والتنقيب عنها، والمنشآت العسكرية التي أنشئت فيه التابعة لدول عديدة، ومن ضمنها الصين.

ويشير تقرير المجلة إلى رأي آخر لخبراء يعتقدون أن غازبروم ربما تبني منظمة أمنية لتعزيز القوة العسكرية الروسية، وأن أهداف الشركة تذهب إلى ما هو أبعد من مجال الغاز وحماية منشآته.

ومن ضمن أولئك الخبراء الدكتورة أغنيا غريغاس -الزميلة بمركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي ومؤلفة كتاب "الجغرافيا السياسية الجديدة للغاز الطبيعي"- التي تقول إن أهداف غازبروم لا تقتصر على تجارة غاز، إذ إن عليها أن تدعم مصالح الاتحاد الروسي، والحفاظ على نظام الرئيس فلاديمير بوتين ودعمه.

وتضيف غريغاس "أعتقد أن بوتين أوضح أن هذه حرب في الأساس من أجل بقاء نظامه، وأنه ليس على استعداد للتراجع".

ومن جانبها ترى مارغريتا بالماسيدا، الأستاذة بجامعة سيتون هول (Seton Hall University) أن الحرب في أوكرانيا جعلت الحكومة الروسية في أمس الحاجة لإيجاد طرق جديدة لتجنيد مزيد من الجنود، وقد تسعى في هذا الإطار إلى استخدام القوى العاملة بمجال النفط والغاز في المجال العسكري.

وتعتقد بالماسيدا أن قرار إنشاء المنظمة الأمنية الجديدة قد لا يكون صادرا عن الكرملين وحده، وترجح أن يكون اتخذ من قبل قادة غازبروم، بمن فيهم الرئيس التنفيذي أليكسي ميلر، تقربا لبوتين، وسعيا منهم لتوسيع سلطاتهم بمرحلة ما بعد الحرب.

وتقول أيضا "ينبغي فهم هذه الشركات العسكرية الخاصة في سياق المعركة على السلطة التي تجري الآن في روسيا، الأمر يتعلق (أيضا) بالفوائد أو الخدمات التي يمكن أن يمنحها (بوتين)".

وأشارت تايم -في تقريرها- إلى أنها تواصلت مع غازبروم للتعليق على قرار إنشائها منظمة أمنية خاصة، لكن المجلة لم تتلق أي رد من الشركة.

المصدر : تايم