نقل السفارات من تل أبيب إلى القدس.. بريطانيا على خطى أميركا ودول أخرى

U.S Embassy Jerusalem - stock photo The Israeli and American flags at the opening of the Embassy in Jerusalem May 2018. gettyimages-1007294374
لوحة ترشد لموقع السفارة الأميركية بالقدس خلال افتتاحها عام 2018 (غيتي)

أبلغت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأنها تدرس نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وفي حال اتخذت القرار فستسير بريطانيا على خطى الولايات المتحدة ودول أخرى على الرغم من شبه الإجماع الدولي على أن ذلك مخالف لقرارات الشرعية الدولية.

وأثنى لبيد على تراس التي كانت أفصحت عن نيتها بشأن نقل السفارة إلى القدس المحتلة في رسالة إلى ما يعرفون بـ"أصدقاء إسرائيل" من حزب المحافظين، قبل فوزها بزعامة الحزب وتوليها رئاسة الوزراء خلفا لبوريس جونسون.

وقال لبيد -في تغريدة له على تويتر- إنه يشكر "الصديقة العزيزة" تراس على الاهتمام بنقل السفارة البريطانية إلى القدس، ووصف نظيرته البريطانية بالصديق الحقيقي لإسرائيل، مشيرا إلى أنهما سيجعلان التحالف بين المملكة المتحدة وإسرائيل أقوى.

ولم تحدد الحكومة البريطانية إطارا زمنيا لنقل السفارة، لكن موقف رئيسة الوزراء الجديدة أثار انتقادات من دبلوماسيين بريطانيين سابقين قالوا إنه يتعين انتظار قيام دولة فلسطينية.

كما انتقد معارضون لحكومة المحافظين هذه الخطوة، وقال الرئيس السابق لحزب العمال جيرمي كوربين -للجزيرة مباشر- إنه ليس من حق رئيسة الوزراء نقل سفارة بلادها إلى القدس من دون التشاور مع البرلمان.

وأعرب كوربين عن اعتقاده أن هناك تأثيرا للوبي الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية على تراس.

كما أثارت تغريدة لبيد وبيان الحكومة البريطانية استياء شديدا لدى الجانب الفلسطيني، فقال سفير فلسطين لدى بريطانيا حسام زملط في تغريدة على تويتر "إنه لمن المؤسف جدا أن تتعهد رئيسة الوزراء تراس، في أول ظهور لها في الأمم المتحدة، بإمكانية انتهاك القانون الدولي بوعدها بـ‘إعادة النظر’ بموقع السفارة البريطانية في إسرائيل"، وأضاف أن "أي نقل للسفارة سيمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وللمسؤوليات التاريخية للمملكة المتحدة". وحذر السفير الفلسطيني من أن القرار قد "يقوّض حل الدولتين، ويؤجّج وضعا هشا أساسا في القدس وبقية الأراضي المحتلة".

وكانت الولايات المتحدة بادرت قبل 4 سنوات بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، واقتفت أثرها 3 دول أخرى هي كوسوفو وغواتيمالا وهندوراس، في حين وعد سياسيون في دول مثل رومانيا بخطوات مماثلة.

وتنشط إسرائيل بقوة دبلوماسيا لإقناع مزيد من الدول بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، وترى أن أي خطوة بهذا الاتجاه سترسخ أكثر ادّعاءها بأن القدس "عاصمتها الموحدة والأبدية"، وذلك بعكس ما تنص عليه قرارات مجلس الأمن التي تعدّ القسم الشرقي من القدس -الذي يضم المقدسات الإسلامية والمسيحية- تحت الاحتلال.

U.S. Embassy Formally Opens In Jerusalem On 70th Anniversary Of State Of Israel
إيفانكا ترامب ووزير المالية ستيفن مينوشين خلال افتتاح السفارة الأميركية بالقدس (غيتي)

دول نقلت سفاراتها إلى القدس

الولايات المتحدة: في مايو/أيار2018، وبقرار من الرئيس الأميركي حينئذ دونالد ترامب نقلت السفارة من تل أبيب إلى القدس بعد إقراره بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

وأثار القرار غضبا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ترجمته المواقف المنددة والمظاهرات.

كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يندد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وصوّتت لمصلحة القرار 128 دولة بما فيها بريطانيا وألمانيا وكندا.

غواتيمالا: بعد يومين فقط من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في مايو/أيار 2018، أقدمت غواتيمالا على خطوة مماثلة، وكانت من بين دول قليلة أيّدت قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وحضر حفل افتتاح السفارة بالقدس رئيس غواتيمالا حينئذ خيمي موراليس ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو.

باراغواي: في الشهر نفسه، نقلت باراغواي سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

ولكن بعد 4 أشهر، قررت حكومة الرئيس الجديد ماريو عبده بينيتز إعادة السفارة إلى تل أبيب، وبررت هذه الخطوة بدعم السلام العادل، مؤكدة أنها تتصرف وفق ما تمليه عليها المبادئ.

وأثار القرار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ بنيامين نتنياهو الذي قرر غلق السفارة الإسرائيلية في أسونسيون.

-غينيا الاستوائية: في فبراير/شباط 2021، أعلن رئيس هذه المستعمرة الإسبانية السابقة تيودور مباسوغو، في محادثة هاتفية مع نتنياهو، أن بلاده ستنقل سفارتها إلى القدس.

وقال مباسوغو حينئذ إن "أفريقيا"" تفتح ذراعيها لإسرائيل، أما نتنياهو فقال إن إسرائيل تعود لأفريقيا.

كوسوفو: في منتصف مارس/آذار 2021، أعلنت كوسوفو أنها افتتحت رسميا سفارتها لدى إسرائيل في القدس بعد إقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مطلع فبراير/شباط من العام نفسه.

وحينئذ وصف القائم بأعمال كوسوفو لدى إسرائيل افتتاح السفارة بالحدث التاريخي.

وقايضت كوسوفو فتح سفارة لها في القدس باعتراف إسرائيل بها، وبذلك أصبحت كوسوفو أول دولة أوروبية تفتح سفارة لها في القدس.

Honduras' President Juan Orlando Hernandez is seen at the Western Wall hours before the opening of a Honduran Trade Office, which will be an extension of Honduras' embassy in Tel Aviv, in Jerusalem Old City
هرنانديز الذي اتخذ قرار نقل سفارة هندوراس إلى القدس عند حائط البراق (رويترز)

هندوراس تتراجع

-هندورواس: قامت هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

ولكن في أغسطس/آب 2022 أعلن وزير خارجية هندوراس أن بلاده تبحث إعادة سفارتها إلى تل أبيب، مشيرا إلى أنه بحث الأمر مع الرئيسة زيامورا كاسترو، وهي أول امرأة تتولى رئاسة هندوراس.

واتخذ قرار نقل السفارة الرئيس المحافظ السابق خوان أورلاندو هرنانديز الذي كان يعدّ نفسه حليفا لواشنطن، ولكن من المفارقات أن هرنانديز تم ترحيله في 2022 إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة تهريب المخدرات.

سفارة ومساعدات

سورينام: في أواخر مايو/أيار 2022 أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يائير لبيد -الذي أصبح لاحقا رئيسا للوزراء- أن وزير خارجية سورينام ألبرت رامدين أبلغه في لقاء بينهما أن بلاده ستفتح سفارة لها بالقدس.

وفي ذلك الوقت، أعلن لبيد أن بلاده سترسل "مساعدات إنسانية" إلى هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية لمساعدة سكانها المتضررين من الفيضانات.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأجنبية + مواقع إلكترونية