لوموند: معارضو مودي يستنكرون انجراف الهند نحو الدكتاتورية

A supporter of India's main opposition Congress party is detained by police during a protest outside the party headquarters, in New Delhi
الشرطة الهندية اعتقلت عددا من مناصري حزب المؤتمر المعارض (رويترز)

قالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية إن الديمقراطية الهندية تضعف يوما بعد يوم؛ والدليل على ذلك قيام حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي باعتقال قادة المعارضة، الذين كانوا يعتزمون تنظيم احتجاجات سلمية في جميع أنحاء البلاد للتنديد بارتفاع الأسعار والبطالة ورفع الضرائب على المواد الأساسية، بعد منعهم من إثارة هذه القضايا في البرلمان.

وفي ما أطلق عليها "الجمعة السوداء"، اعتقلت الشرطة -حسب تقرير صوفي لاندرين للصحيفة- العديد من نواب حزب المؤتمر المعارض -بمن فيهم زعيمه راهول غاندي وشقيقته بريانكا- وهم يتوشحون بالسواد، واحتُجز ما مجموعه 65 نائبا لمدة 6 ساعات، على أساس المادة 144 من قانون الإجراءات الجنائية التي تحظر تجمع 5 أشخاص أو أكثر، وكذلك حظر عقد اجتماعات عامة.

وقال راهول غاندي -في أثناء اعتقاله- "نحن هنا لإثارة قضية ارتفاع الأسعار، ومهمتنا ضمان حماية الديمقراطية في الهند وإثارة قضايا الناس، وهذا ما نقوم به"، أما أخته الأمينة العامة للحزب، فقالت إن "رئيس الوزراء أعطى ثروة البلاد لعدد قليل من الناس، وهؤلاء لديهم الكثير من المال ولا يمكنهم إدراك ارتفاع الأسعار، لكن الناس العاديين يعانون؛ لأن الطحين والأرز وغاز الطهي وكل شيء أصبح باهظ الثمن".

وأشارت الصحيفة إلى أن بنك الهند المركزي عكس مخاوف المحتجين، بإعلانه أن التضخم تجاوز الحد المسموح به وهو 6% على مدى 6 أشهر متوالية، كما أن مؤشر ارتفاع الأسعار ارتفع إلى أعلى مستوى له في 8 سنوات عند 7.79% في أبريل/نيسان، كما أن البطالة ارتفعت ارتفاعا مرعبا، حسب بيانات من شركة الأبحاث الخاصة بمركز مراقبة الاقتصاد الهندي.

إشارة قاتمة

ونبهت لوموند إلى أن الأمور بدأت يوم 18 يوليو/تموز الماضي، عندما طلبت المعارضة إجراء نقاش في البرلمان بشأن القضايا المتعلقة بغلاء المعيشة والبطالة وترشيد الحكم، ليقوم رئيسا غرفتي البرلمان بإيقاف 23 نائبا من مجلس الشيوخ و4 نواب من مجلس النواب يمثلون أحزابا معارضة مختلفة، وهو تهميش أثار صدمة حتى لدى وسائل الإعلام التي اشتُهرت بعدم انتقادها للسلطة، فكتبت صحيفة "إنديان إكسبرس" (Indian Express) اليومية في افتتاحية لها أن هذا التعليق لأعضاء البرلمان "يرسل إشارة قاتمة بشأن حدود النقاش".

وقبل "الجمعة السوداء"، شجب راهول غاندي الخصم الرئيسي لمودي تجاوزات النظام للصحافة، وقال إن "الهند تشهد موت الديمقراطية. ما بنته الدولة لبنة لبنة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، يتم تدميره أمام أعينكم. اليوم لا توجد ديمقراطية في الهند، بل دكتاتورية يمارسها 4 أشخاص".

وأبدى حزب المؤتمر شكوكه في دور مديرية التنفيذ بوكالة منع الاحتيال الحكومية -التي حققت مع رئيسه الحالي ووالدته الرئيسة السابقة بشأن الاشتباه في قيام قادة الحزب باختلاس أموال بالاشتراك مع صحيفة "ناشونال هيرالد" (National Herald) التي أسسها جواهر لال نهرو عام 1938- وقال إن الحكومة تستخدمها لأغراض سياسية وعقابية، مثل وكالة التحقيقات الوطنية ومكتب التحقيقات المركزي أو المكتب الوطني لمكافحة المخدرات.

المصدر : لوموند