مقال في الإندبندنت: حكام سريلانكا المغادرون ومؤسسات الإقراض الدولية والصين يتحملون مسؤولية الأزمة

متظاهرون يتجمعون خارج مكتب رئيس الوزراء السريلانكي في العاصمة كولومبو 13 يوليو/تموز الجاري، وسط الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد (رويترز)

حمّل مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" (Independent) البريطانية المسؤولية عن الأزمة في سريلانكا لقادة البلاد ومؤسسات الإقراض الدولية والصين كذلك.

وقال كاتب المقال بورزو دراغاهي من المؤكد أن النخبة السياسية الراسخة في سريلانكا، ولا سيما الرئيس السابق غوتابايا راجاباكسا وعائلته، تستحق نصيب الأسد من اللوم عن الكارثة، التي كانت تتشكل منذ سنوات. ولكن يجب أيضا محاسبة المجتمع الدولي. ففي كثير من الأحيان، تمنح المؤسسات الدولية القروض للدول من دون الالتفات إلى انتهاكات القيادة وغياب المساءلة الديمقراطية.

ونقل دراغاهي -عن صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal)- أن سريلانكا كانت تعلم أنها في مأزق منذ بداية جائحة كوفيد-19، لكنها تبنت خطة صينية للحصول على المزيد من القروض، بدلا من إعادة هيكلة مواردها المالية. ومايو/أيار الماضي، تخلفت الدولة الآسيوية عن سداد ديونها البالغة 50 مليار دولار التي تدين بها للصين، وكذلك البنوك الدولية والدائنين، ومن ضمنهم الممولون الغربيون، وبنك التنمية الآسيوي، والبنك الدولي.

كانت نقطة مضيئة

وقبل بضع سنوات فقط، كانت سريلانكا نقطة مضيئة واعدة في جنوب آسيا. وكان لديها اقتصاد مزدهر، وتفاخر بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9%، وبجذب السياح إلى شواطئها وجبالها، وكذلك باستقطاب المستثمرين إلى مراكز التصنيع. لقد بدأت في الابتعاد عن إرث حرب أهلية دامت سنوات. لكن، على مدى الأشهر القليلة الماضية، تراجع الاقتصاد في كل جوانبه، وضاقت حياة الناس، ومع ذلك ظل الرئيس راجاباكسا يقلل من شأن ما وصفه بـ"المضايقات".

وعلى الرغم من أن الحكومة سجلت سنوات من النمو في أعقاب الحرب الأهلية، فإنها أخفت الفساد وتخصيص الموارد العامة على مشاريع باهظة التكلفة لم تحقق سوى القليل للجمهور. ومع ذلك، خفف الدائنون قيودهم المالية، وقاموا بشكل أساسي بتمويل انتهاكات العصبة الحاكمة.

الصين الإمبريالية

وقال الكاتب إن الصين تستحق أيضا اللوم على إخفاقات سريلانكا؛ فهي تحاول تصوير نفسها على أنها قوة عالمية حميدة تنشر سخاءها وخبرتها من خلال "مبادرة الحزام والطريق"، لمساعدة البلدان النامية على إنشاء بنيتها التحتية من خلال قروض التنمية، مضيفا أن الصين لا تختلف عن إمبرياليات القرن 19.

وأوضح أن تلك الإمبرياليات كانت تقدم القروض للحكام في جميع أنحاء العالم، وعندما يفشل أولئك الحكام في دفع ما عليهم من ديون، يجيء الدائن في زوارقه الحربية، مطالبا بامتيازات في شكل عقارات أو قواعد عسكرية أو العمل في الصناعات الرئيسية.

واستمر يقول إن بناء الإمبراطوريات، سواء عن طريق إرسال طائرات حربية أو عن طريق إقراض المال، هو عمل قبيح، يتم فيه انتصار أمة على أخرى، مستغلة مواردها وترسيخ نفسها أخلاقيا وسياسيا.

وبالمثل، فإن يد الصين المخملية الممدودة للعالم هي قبضة من حديد، يقول دراغاهي، ناقلا عن تقرير للبنتاغون أن الصين تخطط لبناء سلسلة من القواعد العسكرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدائرة القطبية الشمالية والدول التي قدمت لها القروض، بما في ذلك باكستان وميانمار وكينيا وأنغولا وبالطبع سريلانكا.

المصدر : إندبندنت