مقال بمجلة تايم: هجوم روسيا الجديد يهدف إلى إبراز قوة لا يمكنها الحفاظ عليها

الهجوم الروسي مستمر في منطقة دونيتسك (رويترز)

نشرت مجلة "تايم" (Time) الأميركية مقالا للكاتب فريدريك كاجان مدير مشروع "التهديدات الحرجة" في معهد أميركان إنتربرايز، يرى فيه أن المعركة من أجل مدينة سيفيرودونيتسك هي عملية إعلامية روسية في شكل معركة، وأن أحد أهدافها الرئيسية بالنسبة لموسكو هو خلق الانطباع بأن روسيا قد استعادت قوتها وسوف تسحق أوكرانيا الآن.

وقال كاجان إن هذا الانطباع خاطئ، وإن الجيش الروسي في أوكرانيا أصبح بشكل متزايد قوة مستهلكة لا يمكنها تحقيق نصر حاسم إذا استمر الأوكرانيون في الصمود.

وأضاف الكاتب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول تحويل غزوه لأوكرانيا إلى صراع وحشي للإرادات، إذ يراهن بجيشه على كسر الإرادة الجماعية للأوكرانيين للقتال في بلدهم. وإذا تمكّن الأوكرانيون من الصمود في وجه العاصفة الروسية الحالية، ثم شنوا هجوما مضادا على القوات الروسية المنهكة، فلا يزال لديهم كل الفرص لتحرير شعبهم وجميع أراضيهم.

ويرى الكاتب أن بوتين لا يستطيع هزيمة أوكرانيا عسكريا طالما أن الأوكرانيين لديهم الإرادة للقتال، والغرب لديه الإرادة لدعمهم. ولذا فهو يهاجم إرادة كليهما من خلال إجبار قواته على شن أكثر أنواع الهجوم شراسة ووحشية في هذه الحرب، على أمل إقناع الجميع بأنه استغل أخيرا كتلة وقوة روسيا التي استخدمها ستالين لهزيمة هتلر.

إذا تمكن الأوكرانيون من الصمود في وجه العاصفة الروسية الحالية ثم شنوا هجوما مضادا على القوات الروسية المنهكة، فلا يزال لديهم كل الفرص لتحرير شعبهم وجميع أراضيهم

وأشار الكاتب إلى أن بوتين يحتجز إمدادات تصدير الغاز والوقود الأوكرانية رهينة، على أمل فرض تكاليف باهظة كافية لإقناع الغرب بالتخلي عن أوكرانيا.

وعلق بأنه لا يجب على الأوكرانيين ولا أصدقائهم في جميع أنحاء العالم الاستسلام لبوتين، أو الانخداع بالسراب الحالي للنجاح والقوة الروسية اللذين يظهران في معركة سيفيرودونيتسك.

وأضاف أن المشاكل في الجيش الروسي في هذه اللحظة أخطر بكثير على نجاح المهمة الروسية، ومن غير المرجح أن تنكسر إرادة الأوكرانيين أو يرفضون القتال على نطاق واسع ما لم تتفاقم الأمور بشكل كبير، ومن غير المحتمل أن تكون هذه هي الحال لأن المساعدات الغربية مستمرة في التدفق، والجيش الأوكراني يواصل تحديث معداته وإمداداته الحالية ويكتسب بشكل دوري قدرات جديدة.

ولكل هذه الأسباب وغيرها، فإن الهجوم الروسي الحالي من شبه المؤكد سيتوقف عند نقطة معينة. وبالتأكيد لن يستطيع الجيش الروسي تحمل هذا الهجوم لمدة طويلة لتدمير الجيش الأوكراني، أو الاستيلاء على مدن رئيسية أخرى. ويجب ألا نسمح للخسائر المحبطة لسيفيرودونيتسك وربما المزيد من الأراضي في الشرق بإخفاء هذا الواقع.

وختم الكاتب مقاله بأنه إذا احتفظ الأوكرانيون بإرادتهم في القتال، وثقتهم المبررة في قدرتهم على تحرير الكثير إن لم يكن كل أراضيهم المحتلة، وإذا تمسك الغرب بالالتزام بدعم أوكرانيا في هذا الهدف والامتناع عن دفع كييف لتقديم تنازلات، فهناك كل أسباب الأمل.

المصدر : تايم