تغيير قواعد الاشتباك.. الحرس الثوري يتبنى للمرة الأولى مسؤولية استهداف "مقر إسرائيلي" في أربيل بكردستان العراق

Iran's Revolutionary Guards take responsibility for attack on Erbil - Iran state media
آثار الدمار الذي أصاب أحد المباني في أربيل بسبب القصف الإيراني (رويترز)

خاص- بعد نحو أسبوع من مقتل عنصرين تابعين للحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي على ريف دمشق وتهديد إيران بالانتقام تبنى الحرس الثوري اليوم الأحد هجوما صاروخيا على مناطق في مدينة أربيل (شمالي العراق).

وأعلن الحرس الثوري في بيان مسؤوليته عن الهجوم الذي طال مركزا وصفه بأنه "المقر الإستراتيجي للمؤامرات والمخططات الصهيونية العدائية" بصواريخ دقيقة، مؤكدا أن الهجوم جاء ردا على "الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، والإعلان المسبق عن عدم ترك طهران جرائم الكيان ومؤامراته دون رد".

وحذر الحرس الثوري تل أبيب من أن أي تحرك ضد المصالح الإيرانية سيواجه برد قاطع ومدمر، واصفا أمن واستقرار البلاد بأنهما خط أحمر.

احتفال بالثأر

وكان الإعلام الإيراني قد احتفل مع الإعلان عن العملية عند الساعة 1:20 بعد منتصف الليل، إذ دأب الإيرانيون على المطالبة بالثأر لقادتهم في هذا التوقيت الذي تمت فيه تصفية القائد السابق لفيلق القدس الفريق قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع 2020.

من جانبها، سارعت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) إلى إعادة نشر مواقف المرشد الإيراني علي خامنئي قبل عقد من الزمن كان قد قال فيها إنه "على الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي أن يدركا جيدا أن الرد الإيراني على أي اعتداء سيؤدي إلى تدمير الكيان وانهياره من الداخل".

قاعدة اشتباك جديدة

وعملية استهداف "المقر الإسرائيلي" في أربيل تختلف عن كل المواجهات والعمليات السرية السابقة بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي، إذ تبنى الحرس الثوري لأول مرة مسؤولية العملية، وحذر من أن "الرد القادم على الاستفزازات الصهيونية سيكون مدمرا ومزلزلا"، وفق الباحث الإيراني في الشؤون العسكرية والأمنية حسين دليريان.

وأوضح دليريان -في حديث للجزيرة نت- أن تبنّي هذه العملية يعني أن الحرس الثوري يريد تكريس قاعدة اشتباك جديدة وإرسال رسالة بأن أي عملية إسرائيلية ضد المصالح الإيرانية ستواجه برد أقوى وأشد مرارة.

وأضاف أن "الكيان الإسرائيلي سبق أن تلقى ضربة قوية في الجولان السوري المحتل عندما أقدم على استهداف مطار تيفور العسكري بحمص السورية عام 2018 راح ضحيته 7 من القوات الإيرانية".

وكشف الباحث الإيراني عن استهداف مقرين تابعين للموساد الإسرائيلي الليلة الماضية بصواريخ باليستية دقيقة، مؤكدا أن لديه أنباء عن وجود أحد قادة الموساد في أحد المقرين لحظة تنفيذ العملية، "مما يدل على أن العملية جاءت بعد استطلاع إيراني دقيق".

وأشار دليريان إلى أن بلاده "وضعت خططا أخرى للرد على أي عملية قد يقدم عليها الكيان الإسرائيلي ضد المصالح الإيرانية" عقب استهداف مقر الموساد في أربيل، مضيفا أنه لا يستبعد أن ترد إيران هذه المرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة "إذا حاول الكيان الإسرائيلي التمادي في غيه في الشرق الأوسط"، وفق تعبيره.

وكشف أن الحرس الثوري استخدم عددا غير محدد من صواريخ طراز فاتح-110 في العملية.

السلطات العراقية تحدثت عن هجوم بـ12 صاروخا باليستيا (رويترز)

رسالة للجوار

وعن اختيار العراق ساحة للرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على ريف دمشق، يقول الخبير الإيراني في الشؤون العسكرية محمد مهدي يزدي إن عملية أربيل "متناسبة مع إقدام الصهاينة على استهداف القوات الإيرانية أراضي دولة ثالثة".

وأوضح يزدي -في حديثه للجزيرة نت- أن طهران كانت قد حذرت من أنها لن تتساهل مع حضور عناصر الكيان الإسرائيلي قرب حدودها، مؤكدا أن عملية أربيل تحمل رسالة ثانوية إلى قادة إقليم كردستان العراق ليأخذوا التحذير الإيراني على محمل الجد.

وأشار إلى أن بلاده تجمع معلومات دقيقة عن حضور العناصر الإسرائيلية في دول الجوار باعتبار هذا الملف أحد الخطوط الحمراء المتعلقة بالأمن القومي الإيراني، مضيفا أن إيران "ستعمل على إبعاد الكيان الإسرائيلي من حدودها، ولن تسمح للصهاينة بتطويقها"، حسب وصفه.

وخلافا للهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد العراقية عام 2020 حيث انطلقت الصواريخ من كرمانشاه (غربي إيران) -والكلام ليزدي- فإن اختيار منطقة قرب مدينة تبريز (شمال غربي البلاد) قرب الحدود التركية "يبعث رسالة لتركيا التي عملت مؤخرا على تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي واستضافت رئيسه إسحاق هرتسوغ".

وعزا الخبير الإيراني سبب تبنّي الحرس الثوري هذه العملية إلى ارتفاع عدد العمليات الإسرائيلية ضد المصالح الإيرانية مؤخرا، مؤكدا أن بيان حرس الثوري "دشن اليوم معادلة جديدة في مواجهة الأطماع الإسرائيلية في المنطقة مفادها أن أي مؤامرة إسرائيلية جديدة ستقابل برد قاطع ودون تريث".

المصدر : الجزيرة