استئناف مفاوضات النووي الإيراني بفيينا ونواب جمهوريون يطالبون بعرض أي اتفاق يعقده بايدن على الكونغرس قبل إقراره

Talks on reviving the 2015 Iran nuclear deal in Vienna
جانب من محادثات الاتفاق النووي الإيراني بفيينا (رويترز)

تُستأنف -اليوم الثلاثاء- جلسات الجولة الثامنة من مفاوضات النووي الإيراني في فيينا، عقب مشاورات أجرتها الوفود مع حكوماتها، في حين قال أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي إنهم سيعملون على إعاقة أي اتفاق نووي جديد مع إيران، إذا لم يسمح الرئيس جو بايدن للكونغرس بالاطلاع عليه.

واستبق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجلسة بدعوة الغرب إلى اتخاذ قرارات جدية ومؤثرة بشأن رفع العقوبات عن بلاده، بينما قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إن مسار فيينا لن يكون سالكا إذا لم تتوقف واشنطن عن أوهامها.

وأضاف عبد اللهيان خلال استقباله نظيره الفنلندي في طهران أنه يأمل في الاقتراب خلال هذه الجولة من المفاوضات من تحقيق اتفاق، معتبرا أن التوصل لاتفاق يرتبط بقرار الثلاثي الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن طهران لن تساوم على رفع العقوبات.

أما المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، فقال إن طهران لا تسعى لاتفاق مؤقت، وأساس عمل الحكومة هو التوصل لاتفاق جيد مع ضمانات كافية.

الحاجة إلى تنازلات

في المقابل، قال المنسق الأوروبي في محادثات فيينا إنريكي مورا إن الجولة الثامنة التي ستستأنف اليوم تحتاج إلى تنازلات من أجل التطبيق الكامل للاتفاق النووي.

وشدد المنسق الأوروبي على الحاجة إلى روح التوافق لإعادة جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، وقال إنه في ضوء الاتجاهات المختلفة غير المرغوب فيها، هناك حاجة إلى اختتام المفاوضات النووية بسرعة.

وبادرت واشنطن -يوم الجمعة- إلى إعادة العمل بإعفاءات ترتبط بالبرنامج النووي المدني لإيران، وهي خطوة ضرورية للعودة إلى اتفاق عام 2015 النووي أو "خطة العمل الشاملة المشتركة".

ويسمح الإعفاء للدول والشركات الأخرى بالمشاركة في البرنامج النووي المدني الإيراني دون فرض عقوبات أميركية عليها، في إطار تعزيز الأمان وعدم انتشار الأسلحة النووية.

وقال مفاوضون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا -في بيان مشترك يوم السبت- إن هذه الخطوة "من شأنها أن تسهل المناقشات الفنية اللازمة لدعم المحادثات، للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا".

لكن إيران رأت أن هذه الإجراءات الأميركية بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها لا تزال "غير كافية".

موافقة الكونغرس

وفي سياق مواز، أخطرت مجموعة من 33 عضوا جمهوريا بمجلس الشيوخ الأميركي الرئيس بايدن بأنهم سيعملون على إعاقة أي اتفاق نووي جديد مع إيران، إذا لم تسمح حكومته للكونغرس بمراجعة شروطه والتصويت عليها.

وفي رسالة لبايدن، أبلغ أعضاء مجلس الشيوخ بقيادة تيد كروز المعارض منذ وقت طويل للاتفاق النووي، أنهم سيستخدمون "النطاق الكامل من الخيارات والنفوذ المتاح لهم"، لضمان التزام حكومته بالقوانين الأميركية التي تحكم أي اتفاق جديد مع إيران.

وأبلغ كروز وغيره من كبار الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ، الرئيس بايدن بأن تنفيذ أي اتفاق جديد "ستتم إعاقته بشكل كبير إن لم يكن بصورة نهائية"، إذا لم يفِ بالالتزامات القانونية التي تهدف إلى ضمان إشراف الكونغرس على التعديلات أو التغييرات التي طرأت على الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ولم يقدم أعضاء الكونغرس أي تفاصيل عن خططهم، لكن الجمهوريين عادة ما يستخدمون أساليب متنوعة لإبطاء تشريعات أخرى أو تعليق مرشحي بايدن لمناصب مختلفة، بما في ذلك الكثير من مناصب السفراء.

وينقسم مجلس الشيوخ إلى 50 مقعدا للجمهوريين و50 مقعدا للديمقراطيين، لكن كامالا هاريس نائبة الرئيس -وهي من الحزب الديمقراطي- تمتلك الصوت الحاسم في أي تعادل بين الطرفين.

لكن الديمقراطيين قد يفقدون السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة في وقت لاحق من هذ العام.

المصدر : الجزيرة + وكالات