إعلام مصر روّج لانهياره.. فاروق الباز: احتمال انهيار سد النهضة "كلام فارغ"

التلفزيون الإثيوبي يعلن اكتمال التعبئة الثانية لسد النهضة ويبث صورا لها
إثيوبيا تواصل بناء السد وتشغيله رغم الانتقادات المصرية (مواقع التواصل)

القاهرة- بعد شهور من ترويج الإعلام المصري لدراسة تتحدث عن تهديدات بانهيار سد النهضة، قال عالم الجيولوجيا المصري الشهير فاروق الباز إن جسم السد بحالة جيدة، واصفا ما يتردد بشأن احتمالية انهياره بأنه "كلام فارغ".

وأضاف الباز -خلال لقاء من واشنطن مع الإعلامي عمرو عبد الحميد عبر فضائية "تن" (TeN) أمس الثلاثاء- أن الشركات العالمية والجهات المساهمة في بناء السد، التي أنفقت الملايين ما كانت تفعل ذلك إلا وهي على يقين من أن أموالها في محلها، وأن دراسات السد سليمة.

وقال الباز –حسب ما نقلت صحيفة أخبار اليوم الحكومية المصرية- إن العالم أدرك أن الدولة المصرية لن تفرط في أي جزء من حصتها المائية بسبب سد النهضة وهذا هو الأهم، حيث إن مصر لا تمانع أن تولد إثيوبيا الكهرباء التي تحتاجها من السد ما دام ليس هناك تأثير على حصة مصر من المياه.

تصريحات فاروق الباز تتنافى مع الضجة التي أثارها الإعلام المصري العام الماضي حول دراسة قالوا إنها تمت بمشاركة متخصصين مصريين ودوليين -منهم وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي- والتي تحدثت عن وجود هبوط أرضي بموقع سد النهضة الإثيوبي، وعدد من العوامل الأخرى التي تهدد بانهيار السد.

على عكس دراسة روجت لها مصر حول انهياره.. فاروق الباز: احتمالية انهيار سد النهضة "كلام فارغ"
عالم الجيولوجيا المصري الشهير فاروق الباز (مواقع التواصل)

واهتم عدد من مشاهير الإعلام المصري بالتعليق على تلك الدراسة، وكان في مقدمتهم الثلاثي الذي يعد بين الأكثر قربا من النظام المصري في الفترة الأخيرة، عمرو أديب وأحمد موسى ونشأت الديهي، إذ حذروا حينها من خطورتها، وشددوا على أهمية الوصول للمعلومات الكاملة عن السد، من أجل حماية مصر والسودان من أي تهديد، حسب قولهم.

وحل أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشامبان الأميركية، هشام العسكري، ضيفا على الفضائيات المصرية وشرح كيف تم تحليل 109 صور ومشاهد، في الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2016 إلى يوليو/تموز 2021، باستخدام تقنية الأشعة الرادارية، لتخلص إلى وجود شواهد على عوامل إزاحة وتحرك مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الخرساني "الرئيسي" وكذلك السد الركامي "المساعد"؛ مما ينذر بانهيار السد وما يتبع ذلك من تأثير مدمر على دولتي المصب، على حد قوله.

ورغم الاهتمام الإعلامي وما قيل عن اشتراك وزير الري المصري في إعداد الدراسة، فإن القاهرة لم يصدر عنها أي بيان أو تصريح رسمي عن الدراسة، سواء من الحكومة أو من وزارة الري أو غيرهما من المؤسسات المعنية.

من جانبه، قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي -في مقابلة خاصة مع الجزيرة سبتمبر/أيلول الماضي- إن سد النهضة يعاني من مشاكل فنية حالت دون إتمام التعبئة الثانية لبحيرة السد.

 

وانضم أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إلى قائمة المعلقين على هذه الدراسة، قائلا إن انهيار سد النهضة سيكون بمثابة "خراب على السودان"، لأنه سيتسبب في طوفان وفناء 20 مليون نسمة يعيشون على ضفاف النيل الأزرق.

وأوضح شراقي -في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه المذاع على فضائية "إم بي سي مصر" (مصر MBC) المملوكة للسعودية- أن تأثير انهيار سد النهضة على مصر يتوقف على مخزون السد العالي، فلو كانت بحيرة السد العالي مملوءة ستكون هناك مشكلة كبيرة، لأن مفيض توشكى بالإضافة إلى بوابات السد العالي لن تستطيع تصريف المياه، أما إذا كانت البحيرة منخفضة، فإنها قد تستوعب المياه القادمة من إثيوبيا.

كما استضافت وسائل إعلام مصرية المهندس أحمد الشناوي الذي وصفته بأنه خبير دولي بالموارد المائية وتصميمات السدود، حيث قال إن سد النهضة سينهار بمجرد تشغيله.

وعلى مدى السنوات الماضية، تواصل مصر انتقاد السد الذي يهدد حصتها التاريخية من مياه نهر النيل، في حين تواصل إثيوبيا بناءه وتشغيله من دون الاستجابة لمطالب مصر والسودان بإبرام اتفاق ملزم في هذا الشأن.

 

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي