مقال بواشنطن بوست: الرضوخ لابتزاز بوتين النووي كارثة جيوسياسية

دخان الحرب يعود إلى كييف ومخاوف الاجتياح تتجدد المصدر: الجزيرة
دخان الحرب يعود إلى كييف ومخاوف الاجتياح تتجدد (الجزيرة)

وصف مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الصواريخ الروسية التي هزت كييف ومدنا أخرى الاثنين الماضي بأنها أحدث عمل لإرهاب الدولة، مرجحا أن يزيد من صلابة الأوكرانيين، كما بدا جليا وهم يغنون النشيد الوطني أثناء الاحتماء في مترو أنفاق العاصمة، ولن يكون له أثر يذكر في عكس مسار الوضع في ساحة المعركة الذي ما فتئ يميل لصالح أوكرانيا.

ومع استمرار انتقام الرئيس الروسي فلادمير بوتين للانفجار الذي ألحق أضرارا بالغة بجسر يربط منذ عام 2018 شبه جزيرة القرم بروسيا، أوضح كاتب المقال ماكس بوت أن المخاوف من أن يلجأ بوتين إلى الأسلحة النووية لإنقاذ حملته العسكرية الفاشلة تتزايد.

وأشار الكاتب إلى ما صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن بأن بوتين لم يكن "يمزح عندما تحدث عن الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية"، كما حذر بايدن من أننا نواجه "احتمال نشوب هرمجدون" للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية.

 

خاص بتغطية الحرب النووية - روسيا أوكرانيا
الكاتب: من المهم جدا ألا ينجح بوتين في ابتزازه النووي (الجزيرة)

وأضاف أن بوتين إذا تمكن من تحقيق أهدافه الجيوسياسية من خلال استعراض القوة العسكرية النووية، فإن ذلك سيهز أسس النظام العالمي القائم منذ عام 1945، محذرا من إرسال رسالة للعالم بأن الدولة التي تمتلك أسلحة نووية يمكنها غزو جيرانها وارتكاب جرائم حرب وإعادة ترسيم الحدود الدولية والإفلات من العقاب.

لذلك من المهم جدا ألا ينجح بوتين في ابتزازه النووي، وحتى الآن لم ينجح، وفقا للكاتب، بل على العكس من قصد الرئيس الروسي أعلنت إدارة بايدن عن المزيد من تسليم الأسلحة لأوكرنيا، لكن تهديدات الرئيس الروسي ناجحة حتى الآن في ثني الإدارة الأميركية عن تزويد أوكرانيا بصواريخ ودبابات ومقاتلات بعيدة المدى.

ورأى الكاتب أن الطريقة الوحيدة التي سينتهي بها هذا الغزو الشرير هي إدارك بوتين ومن حوله أنه لن ينتصر في هذه الحرب، وأن تكاليف الانسحاب أقل من تكاليف البقاء والمخاطرة بالمزيد من الخسائر العسكرية.

ومع استمرار تخبط روسيا، يقول الكاتب، على الغرب ألا يتوانى، وليكن قلقا، ولكن عليه ألا يفزع في مواجهته تهديدات بوتين، وأن يعلم أن التكاليف الكارثية لاستخدام بوتين للأسلحة النووية لتجنب الهزيمة لا تضاهيها سوى التكاليف الكارثية للسماح له باستخدام تلك التهديدات النووية لتحقيق النصر.

المصدر : واشنطن بوست