إيران تجدد التمسك بالضمانات ورفع العقوبات وواشنطن تحذر من نفاد الوقت أمام فرص الاتفاق النووي

قالت إيران إن المحادثات الجارية في فيينا بشأن الاتفاق النووي حققت تقدما رغم وجود قضايا عالقة، مجددة تمسكها بتوفير الضمانات ورفع العقوبات الأميركية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في إحاطة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني رغبة بلاده في الحصول على ضمانات حقيقية شاملة والتحقق من رفع العقوبات.

وتأتي هذه التصريحات بعد تجديد واشنطن تحذيرها من نفاد الوقت أمام فرص الاتفاق النووي مع إيران.

الطريقة الأكثر فعالية

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وقت التوصل إلى تفاهم في فيينا قد نفد تقريبا بالنظر إلى وتيرة التقدم النووي الإيراني.

غير أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال -في مؤتمر صحفي في واشنطن مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح- إن الاتفاق النووي يبقى الطريقة الأكثر فعالية لضمان عدم تمكن إيران من تطوير سلاح نووي.

وأضاف بلينكن أن بلاده "تقدر دعم الكويت للعودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاقية النووية الإيرانية، لأنها الطريقة الأكثر فعالية لضمان عدم تمكن إيران من تطوير سلاح نووي".

وتابع "نحن ممتنون جدا لدولة الكويت للتنسيق الوثيق من خلال أماكن مثل مجموعة عمل دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، حيث وقفنا معا ضد أعمال طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

استعداد للتواصل المباشر

وفي وقت سابق الأربعاء، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن المجال متاح لتحقيق أي اتفاق "إذا رُفعت عن الإيرانيين العقوبات الظالمة"، وذلك بعد أن أبدت واشنطن استعدادها للتواصل المباشر مع طهران بشأن مفاوضات الملف النووي.

وأكد رئيسي أن بلاده ستواصل المفاوضات لتفعيل الاتفاق النووي، لكنها لن تربط كل المسائل بها.

من جهته، قال أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني إن التواصل بين الوفدين الإيراني والأميركي في فيينا حتى الآن كان عبر تبادل وثائقَ غيرِ رسمية.

وأضاف شمخاني -في تغريدة على تويتر- أنه لم تكن هناك حاجة لتغيير هذا الأسلوب للتواصل، وأن هذه الطريقة لن تتغير إلا إذا توفرت إمكانية الحصول على اتفاق جيد، بحسب تعبيره.

وكانت الولايات المتحدة قد أبدت في وقت سابق استعدادها للاجتماع بشكل مباشر مع الإيرانيين، معتبرة ذلك أفضل الطرق بشأن مفاوضات الملف النووي، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

وردا على سؤال للجزيرة، ذكرت الخارجية الأميركية أن الاجتماع المباشر مع الإيرانيين يفتح مجالا أكبر للتواصل، معتبرة أن وقت التوصل إلى تفاهم في فيينا قد نفد تقريبا بالنظر إلى وتيرة التقدم النووي الإيراني.

تحذير بريطاني

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس قد حذرت من أن المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي تقترب من مأزق خطير.

وأضافت الوزيرة البريطانية -أول أمس الثلاثاء أمام البرلمان- أن هذه المفاوضات عاجلة، وأن التقدم الذي تحرزه ليس سريعا بالقدر الكافي، وقالت "نواصل العمل بشراكة وثيقة مع حلفائنا، لكن المفاوضات بدأت تتجه إلى مأزق خطير".

وأوضحت أن على إيران أن تختار الآن إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي، "ولو انهار الاتفاق النووي فستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

ومنذ أشهر تخوض طهران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق عام 2015 مفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018، معيدة فرض عقوبات على طهران دفعتها إلى التراجع عن التزامات أساسية كانت مدرجة فيه.

وتشارك واشنطن بشكل غير مباشر في المباحثات، ويتولى الأطراف الباقون في الاتفاق -أي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا فضلا عن الاتحاد الأوروبي- تنسيق المواقف بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين.

المصدر : الجزيرة