مسؤولون أفغان يكشفون للجزيرة نت عن كواليس هروب الرئيس أشرف غني
كشفت شخصيات رفيعة في الحكومة الأفغانية السابقة عن بعض ملابسات فرار الرئيس أشرف غني، وأكد أكثر من مصدر أن خلافا حادا طرأ بين الرئيس ونائبة أمر الله صالح بشأن كيفية التعامل مع تقدم طالبان السريع باتجاه العاصمة كابل، وإستراتيجية ما بعد سقوطها إذا ما حدث.
وقال مسؤول سابق للجزيرة نت -فضل عدم الكشف عن هويته- إن صالح رفض فكرة الخروج من أفغانستان، وأصرّ على حماية شرعية الحكومة المعترف بها دوليا، والتحول إلى مرحلة جديدة من مقاومة طالبان في حال فقدان الجيش وأجهزة الأمن السيطرة على العاصمة.
غير أن الرئيس غني -والكلام للمسؤول- ظهر عليه التوتر، وتوقع أن يصاحب سقوط كابل مجازر قد تعمّ جميع من في القصر الرئاسي المعروف باسم آرك، وطلب من نائبه مرافقته للخروج من البلاد تجنبا لوقوع كارثة.
وتوقع المسؤول السابق في الحكومة الأفغانية أن يكون الرئيس غني تلقى معلومات من الإدارة الأميركية لم يرغب بإطلاع نائبه عليها، واستبعد أن يكون خروجه من القصر الجمهوري باتجاه المطار ومن ثم مغادرة البلاد من دون تنسيق مع القوات الأميركية أو سفارة الولايات المتحدة.
وانتشرت على وسائل التواصل قائمة بأسماء 52 مسؤولا، بينهم الرئيس أشرف غني وزوجته، كانوا على الرحلة التي أقلّتهم إلى دوشنبه عاصمة طاجيكستان يوم الأحد منتصف أغسطس/آب الجاري، ومنها إلى وجهة أخرى إلى أن أعلن غني وصوله إلى الإمارات العربية المتحدة، وظهر في بث مباشر يشرح ملابسات خروجه من البلاد، التي سوّغها بحقن الدماء.
وكشفت السفارة الأفغانية في طاجيكستان عن أن غني حمل معه 169 مليون دولار أميركي.
مسؤول آخر في وزارة الخارجية الأفغانية أكد للجزيرة نت أن قوات أميركية أحاطت بالقصر الجمهوري صبيحة فرار الرئيس، وأنها جرّدت عناصر الحرس الجمهوري من أسلحتهم وغادرت القصر بعد ساعات من دون معرفة المهمة التي كانت تقوم بها داخل القصر، وبعدئذ اختفى الرئيس عن الأنظار.
ويعتقد المسؤول في الخارجية الأفغانية أن الرئيس خرج بحراسة القوات الأميركية من القصر إلى المطار، واستبعد ما وصفها بإشاعات مغادرته على متن طائرة عمودية، وقال إن الطائرة التي أقلّته سلكت مسارا يصعب تتبعه باتجاه طاجيكستان، وعندما رفضت حكومتها استقباله واصل طريقه إلى وجهته النهائية.