أفغانستان.. جونسون يدعو لاجتماع طارئ لمجموعة السبع وبوتين يحذر من خطر تسلل مسلحين تحت غطاء اللاجئين

جونسون (يمين) وأمير قطر (في الوسط) وأردوغان (وكالات)

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه دعا لعقد اجتماع طارئ لمجموعة السبع يوم الثلاثاء لمناقشة تطورات الوضع في أفغانستان، كما أجرى اتصالا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتلقى آخر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث الأزمة الأفغانية.

وتم خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه أمير دولة قطر من رئيس الوزراء البريطاني استعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في أفغانستان.

وأكد الجانبان أهمية استمرار المحادثات وتكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية والانتقال السلمي للسلطة لما فيه مصلحة الشعب الأفغاني.

كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن شكره للشيخ تميم على جهود دولة قطر في مفاوضات السلام في أفغانستان.

وفي تغريدة له على تويتر، حث جونسون المجتمع الدولي على إيجاد سبل لمنع تصعيد الأزمة في أفغانستان، وأضاف أنه "من الضروري أن يتعاون المجتمع الدولي لضمان عمليات إجلاء آمنة، ومنع حدوث أزمة إنسانية، ودعم الشعب الأفغاني؛ حفاظا على مكاسب السنوات العشرين الماضية".

وتتولى بريطانيا حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، التي تضم أيضا الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيبحث الوضع الأفغاني في لقاء عن بعد مع زعماء مجموعة السبع الثلاثاء القادم.

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد أن أولوية بلاده الحالية في أفغانستان هي إجلاء مواطنيها.

وذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية -في بيان- أن الرئيس أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني.

وأوضح البيان أن أردوغان أكد لجونسون أنه يمكن لتركيا تحمّل مسؤولية تأمين مطار كابل وتشغيله مستقبلا إذا تهيأت الظروف المناسبة.

وأشار إلى أن أردوغان وجونسون بحثا قضايا من شأنها تعزيز العلاقات التركية البريطانية، وقضايا إقليمية في مقدمتها المستجدات في أفغانستان والهجرة.

وأكد أردوغان لجونسون أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران فلا مفر من موجة هجرة جديدة.

وشدد على أنه قبل أن تتحول الهجرة غير النظامية القادمة من أفغانستان إلى أزمة، ينبغي على الجميع -خاصة الدول الأوروبية- تحمل مسؤولياتها بصدق، وأن على المجتمع الدولي التكاتف بشأن هذه القضية.

وأكد ضرورة مساعدة الشعب الأفغاني داخل أراضيه، والبلدان المجاورة، لدرء المآسي الإنسانية الجديدة التي قد تنجم عن الهجرة الصادرة من أفغانستان.

وأوضح أنه يمكن الحد من الهجرة عبر زيادة الإسهامات المالية لمؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة، خاصة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

بوتين: تطورات أفغانستان تمس أمننا

وفي العاصمة موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التطورات في أفغانستان تمس أمن روسيا بشكل مباشر.

وحذر بوتين من خطر ما سمّاه تسلل مسلحين إلى روسيا تحت غطاء اللاجئين الأفغان، منتقدا في هذا المجال الاقتراحات الغربية بشأن إمكانية إسكان اللاجئين الأفغان مؤقتا في دول آسيا الوسطى إلى حين حصولهم على تأشيرات تتيح لهم السفر إلى الولايات المتحدة أو أوروبا.

وبالتزامن مع تصريحات بوتين، قال وزير خارجيته سيرغي لافروف إن اتصالات بلاده مع الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي بدأت أمس السبت، وإن حركة طالبان تلتزم بتعهدها بوقف الأعمال القتالية في أفغانستان.

وفي السياق ذاته، قالت منظمة التعاون الإسلامي -التي تضم 57 دولة- اليوم الأحد إنها ستسعى للمساعدة في تحقيق السلام بأفغانستان وتسهيل عمليات الإجلاء من هذا البلد.

وعقدت المنظمة -التي تتخذ من السعودية مقرا لها- اجتماعا خاصا لبحث أوضاع أفغانستان.

رئيسي: الأفغان يقررون مصيرهم

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده تدعم تحقيق الاستقرار والسلام في أفغانستان، وإن الأفغان هم من سيقررون وحدهم مصير بلادهم.

وأضاف رئيسي، خلال لقائه وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، أن الوجود الأميركي بأفغانستان أدى لزعزعة الأمن والاستقرار فيها، مؤكدا أن واشنطن اعترفت بأن حضورها هناك كان خطأ، وقريبا ستدرك أن حضورها في باقي الدول والمنطقة خطأٌ أيضا.

وكان وزير الخارجية الياباني التقى -في وقت سابق في طهران- نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وناقش الجانبان سبل إحياء الاتفاق النووي الإيراني، والوضع في أفغانستان، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وعقب اللقاء، وصف ظريف -في تدوينة نشرها على موقع تويتر- الوضع في أفغانستان بالكارثي، محملا الولايات المتحدة مسؤولية ذلك.

كازاخستان: وضع أفغانستان يشكل مخاطر علينا

بدوره، أعلن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أن الوضع في أفغانستان يشكل مخاطر معينة على بلاده.

جاء ذلك في كلمة له اليوم الأحد خلال مناورات جرت بمركز الحرب والتدريب التابع للحرس الوطني في مدينة ألماتي.

وقال توكاييف إن التطورات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان زادت من حدة القلق لدى المجتمع الكازاخستاني.

وأضاف: رغم أن الوضع في أفغانستان لا يشكل تهديدا مباشرا لكازاخستان، فإنه يشكل بعض المخاطر، لذلك يجب أن نراقب عن كثب مسار الوضع وأن نكون مستعدين للرد بالشكل اللازم على أي تحد.

بلير ينتقد "التخلي" الغربي عن أفغانستان

من جهة أخرى، انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ما سماه التخلي الغربيّ عن أفغانستان وشعبها، واصفا إياه بالمأساوي والخطير وغير الضروري والذي لا يصب في مصلحة الأفغان ولا الغرب على حد سواء.

وقال بلير إن مبررات الولايات المتحدة للانسحاب ليست مدعومة بإستراتيجية كبرى بل هي لاعتبارات سياسية.

وأكد أن الإستراتيجية الحالية للحلفاء الغربيين ستضر بهم على المدى البعيد، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن الصين وروسيا وإيران تراقب الأوضاع وتستفيد من هذه الأحداث.

المصدر : الجزيرة + وكالات