إنترسبت: الفساد المالي والتضليل وراء فشل أميركا العسكري في أفغانستان

Afghan police officers stand guard at the site of a suicide attack in Kabul, Afghanistan September 13, 2017. REUTERS/Mohammad Ismail
الشرطة الأفغانية التي دربتها شركات الدفاع الأميركية الخاصة ضعيفة القدرات وفاسدة ومارست الجريمة والسطو والابتزاز (رويترز)

نشر موقع "إنترسبت" (Intercept) الأميركي أن أحد نواب الكونغرس الذي ظل يطالب مؤخرا بإعادة إطلاق الحرب الأميركية على أفغانستان يمتلك شركة دفاعية حصلت على ملايين الدولارات من عقود لتدريب القوات الأفغانية.

أوردت الصحيفة ذلك في مقال للكاتب لي فانغلي كمثال على الفساد الذي كان يمارسه السياسيون ورجال الأعمال الأميركيون خلال الحكومات الأفغانية التي دعمتها أميركا منذ الغزو في 2001.

وذكر الكاتب أن النائب الجمهوري بمجلس النواب عن ولاية فلوريدا مايكل والتز كان يمتلك ويدير شركة دفاعية ذات سجل متقطع لتدريب قوات الأمن الأفغانية، قد حصل على 25 مليون دولار من بيعها عندما فاز بمقعد في مجلس النواب عن إحدى مناطق ولاية فلوريدا عام 2018.

فساد سياسي ومالي

وقال فانغلي إن والتز ظل يدعو الرئيس جو بايدن في الأسابيع الأخيرة إلى "عكس المسار"، وإعادة إطلاق العمليات العسكرية في أفغانستان، وسحق هجوم طالبان باستخدام القوة الجوية الأميركية بدعم من "القوات الخاصة"، محذرا من ظهور ما أسماه "القاعدة 3.0" وطالب بعدم إجراء مفاوضات مع طالبان "حتى يستقر الوضع عسكريا".

وأورد فانغلي كثيرا من التفاصيل عن الأعمال المالية لوالتز في أفغانستان منذ 2010 بعد أن كان يعمل في الجيش ومستشارا لإدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، وعن عقوده المربحة لتدريب القوات الخاصة في أفغانستان، بما في ذلك برنامج مثير للجدل لتطوير عمليات التعدين الحرفي في بعض القرى الأفغانية.

وقال الكاتب إن الأموال المهدرة والمشاريع الفاشلة ربما تكون من بين الجوانب الأكثر تعريفا بالاحتلال الغربي الذي قادته أميركا لأفغانستان، الذي تقدر تكلفته بأكثر من 2 تريليون دولار على مدار 20 عاما.

أشكال محيرة للاحتيال والهدر

وأوضح الكاتب أن عمليات التدقيق المختلفة وضعت يدها على أمثلة لا حصر لها لأشكال محيرة للعقل من الاحتيال والهدر تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، بما في ذلك 70 مليون دولار اختلس من شركة نقل بالشاحنات، وإنفاق 1.6 مليون دولار على نظام تنقية مياه فشل بعد شهرين فقط، و50 مليار دولار على المركبات المقاومة للألغام التي تم التخلص منها باعتبارها غير ضرورية.

وأشار الكاتب إلى تدهور قدرات قوات الشرطة الأفغانية، التي دربتها الشركات الأميركية الخاصة ومتعاقدو الدفاع في السنوات الأخيرة، وانخراطها في الجرائم وأعمال الجريمة المنظمة والفساد وابتزاز المواطنين، لافتا الانتباه إلى أن هذه الشرطة سرعان ما تخلت عن مواقعها مع تقدم مسلحي طالبان الشهر الماضي، قائلا إن الفشل الأميركي لا يجب أن يكون مفاجئا للناس.

وعلق فانغلي بأن حماسة النائب والتز من أجل "حماية" الشعب الأفغاني تتجاهل السجل السيئ الذي تظهره تقارير الأداء لبناء دولة أفغانستان طوال 20 سنة منذ الغزو الأميركي.

تزوير تقارير التنمية

وقال فانغلي إن الحرب الأميركية على أفغانستان أسفرت عن مقتل 47245 مدنيا وأكثر من 66 ألف من أفراد الشرطة والجيش الأفغان، وانتشار التعذيب، وتمكين أمراء الحرب والعصابات الإجرامية التي دمرت حياة معظم الأفغان.

وحتى المكاسب المتباينة لحقوق المرأة في أفغانستان -يقول الكاتب فانغلي- تلاشت تحت الاحتلال الأميركي، إذ أظهرت التقارير أن مشاركة المرأة في الانتخابات الأفغانية انخفضت بشكل كبير منذ عام 2014، وأن العديد من جهود المساواة بين الجنسين التي تدعمها أميركا قد تم تصميمها وتنفيذها بشكل سيئ، مع القليل من الدعم المحلي، كما وجدت عدة تقارير استقصائية مستقلة أن الأميركيين زوروا تسجيل النساء في برامج التعليم وضللوا بشأن معايير التنمية الأخرى.

ومع ذلك، أورد فانغلي أن النائب والتز كان يدعو لإطالة أمد الحرب، إذ قال في 2017 لوسائل الإعلام إن تلك الحرب التي استمرت 15 عاما -آنذاك- ليست سوى البداية، وتوقع أن تستمر 100 عام.

المصدر : إنترسبت