مقال في وول ستريت جورنال: النجاح الوحيد للربيع العربي قد لا ينجو من هجمة رئيس تونس

Tunisian President Kais Saied
الكاتب: الرئيس التونسي استغل بذكاء وسخرية الفوضى في تونس لتوطيد سلطته (الأناضول)

كل انتفاضات الربيع العربي فشلت بشكل مذهل باستثناء انتفاضة تونس التي حققت انتقالا ناجحا وإن كان صعبا إلى الديمقراطية، لكن وبعد عقد من الزمان أشعل الرئيس التونسي المنتخب ديمقراطيا قيس سعيد النيران في المشروع الديمقراطي لبلاده.

ورد ذلك في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأميركية كتبه البروفيسور صفوان المصري نائب الرئيس التنفيذي للمراكز والتنمية العالمية في جامعة كولومبيا الأميركية وباحث أول في الشؤون الدولية والعامة.

وقال المصري إن التونسيين استقبلوا تصرفات الرئيس بفرح مثلما فعل المصريون الذين هتفوا في 2013 لجيشهم بقيادة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عندما أطاح بحكومة الراحل محمد مرسي المنتخبة ديمقراطيا، ومثل المصريين أيضا سيكتشفون قريبا أن مستقبلهم ينذر بالسوء.

فشل القادة الديمقراطيين

وأوضح أنه في حين أن هناك ميلا للنظر إلى ما يحدث في تونس حاليا باعتباره ظاهرة إقليمية تخص المنطقة العربية إلا أن الحقيقة هي أنها تمثل ظاهرة عالمية أكبر، فالشعبويون الذين صعدوا للسلطة في المجر والهند وحتى الولايات المتحدة في عام 2016 لم يتم انتخابهم، لأن الناخبين يتوقون إلى الحكم الاستبدادي بسبب فشل قادة المؤسسات الديمقراطية الليبرالية في تقديم حكم كفء.

وأشار إلى أن صبر التونسيين على قادتهم نفد وهم يشاهدون 9 حكومات متعاقبة خلال 10 سنوات تصدر وعودا كبيرة وتتعثر باستمرار، قائلا إن قيس سعيد استغل بذكاء وسخرية هذه الفوضى والإحباط لتوطيد سلطته، مستغلا المفاهيم الرومانسية للجمهور بدلا من القيام بالعمل الشاق لإصلاح ما هو موجود.

مهارة تونس التاريخية

وقال المصري إن تونس امتازت تاريخيا بمهارة التعامل مع الشرق والغرب، وتشكلت مواقفها الثقافية وهويتها الوطنية من قبل أوروبا والدول العربية الأخرى بالتساوي، مما جعلها حالة شاذة في المنطقة، لكن قيس سعيد سيوجهها نحو مركز ثقل عربي إسلامي بسعيه الواضح لإقامة تحالفات أيديولوجية والحصول على دعم أنظمة في المنطقة عازمة على إجهاض التجارب الديمقراطية خشية أن يطمح سكانها إلى حريات مماثلة، ومن المرجح أن يجد تمويلا من المستبدين بالمنطقة كما حدث في مصر.

واختتم الكاتب بالتعبير عن أسفه من رد فعل الغرب المتحفظ في إدانة "الهجوم الوقح" على المبادئ الديمقراطية التي دافع عنها في أعقاب الربيع العربي.

المصدر : وول ستريت جورنال