مودرن دبلوماسي: مبالاة مطلقة للنخب الحاكمة في العالم تجاه جرائم إسرائيل

500 مليون دولار حجم الخسائر المباشرة ومئات الملايين خسائر غير مباشرة جراء الحرب على غزة-رائد موسى-الجزيرة نت
جانب من الدمار الذي خلفته غارات إسرائيل على غزة خلال الحرب الأخيرة (الجزيرة)

لا يتوقع المرء نهاية قريبة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بسبب صمت النخب الحاكمة في جميع أنحاء العالم والدعم الشامل من أميركا لهذا الاحتلال ولجرائم الحرب التي ظل يرتكبها طوال عقود.

ورد ذلك في مقال للكاتبة أنيقة سافدار الباحثة في "مركز دراسات الفضاء والأمن" (CASS) بإسلام آباد ونشره موقع "مودرن دبلوماسي" (Modern Diplocy) الأوروبي.

تقول أنيقة إنه لأمر مؤلم أن نرى اللامبالاة المطلقة للنخب الحاكمة في العالم تجاه جرائم الحرب الإسرائيلية وانتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في الوقت الذي شهد فيه هذا الصراع سلسلة من الاشتباكات العسكرية بين العرب والقوات الإسرائيلية في الماضي، وتحوّل اليوم إلى جرائم حرب على أيدي القوات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء.

غطاء دبلوماسي ومشاركة

وأوضحت أن الولايات المتحدة ظلت على الدوام تتسبب في إخفاق مجلس الأمن الدولي بإصدار قرارات ضد إسرائيل في جولات العنف المتكررة، مضيفة أن واشنطن لا تقدم الغطاء الدبلوماسي لاحتلال فلسطين فحسب، بل هي أيضا طرف في انتهاكات حقوق الإنسان نظرا لمساعدتها العسكرية الكبيرة لإسرائيل.

وطالبت أنيقة نخب العالم -خاصة "أولئك الذين يسيرون في أروقة السلطة بالولايات المتحدة والأمم المتحدة"- أن يكفوا عن الوقوف في الجانب الخطأ من القانون ويجب أن يجبروا إسرائيل على قبول حل الدولتين الذي أقرته الأمم المتحدة من أجل استعادة السلام الدائم في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن مجرد الدعوة إلى "الهدوء النسبي" وللعمل الإنساني الذي طال أمده.

ولفتت الانتباه إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يُعتبر أحد الصراعات المستمرة في العصر الحديث مع وجود "قضية فلسطين" على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1947.

فصل عنصري

وسردت الكاتبة تاريخ هذا الصراع مرورا باستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في 1967 والتي ما زالت تحتلها حتى الآن، رغم العديد من قرارات الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والاستقلال والسيادة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي تحول إلى (نظام) فصل عنصري.

وتناولت الكاتبة بالتفصيل عدم تورع إسرائيل عن استخدام القوة الغاشمة ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة مع تجاهل تام لقواعد الاشتباك في 2008-2009، و2012، و2014، و2018، و2021، وقتلها آلاف المدنيين بينهم مئات الأطفال، وكذلك إنشائها مستوطنات غير شرعية لليهود فقط في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتدمير منازل وممتلكات الفلسطينيين والحصار اللاإنساني لغزة منذ عقود، وقالت الكاتبة إن الأمم المتحدة وصفت الجولة الأخيرة من الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه شكل من أشكال "العقاب الجماعي" المحظور بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.

وختمت أنيقة مقالها بالقول إنه من المفارقات أن إسرائيل -التي أصبحت ملاذا للناجين من "المحرقة النازية"- انغمست هي نفسها في ارتكاب جرائم مماثلة.

المصدر : مودرن دبلوماسي