هآرتس: الملك بيبي لم يكن الأسطورة الوحيدة التي تحطمت في إسرائيل هذا الأسبوع

U.S. Secretary of State Blinken and Israeli Prime Minister Netanyahu meet in Jerusalem
بنيامين نتنياهو تصدر المشهد السياسي في إسرائيل طوال 12 عاما (رويترز)

قالت صحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية إن التحالف الجديد -الذي رأى النور في إسرائيل بمشاركة أحزاب، منها حزب القائمة العربية الموحدة الذي يشارك لأول مرة، بهدف قطع الطريق أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإنهاء سيطرته طوال 12 عاما على المشهد السياسي- مزق الأوهام والأساطير والأفكار السهلة التي كانت لدى اليهود الأميركيين منذ أمد طويل.

وذكرت هآرتس -في مقال للصحفي الإسرائيلي من أصول بريطانية أنشيل بفيفر- أن البروتوكول الدبلوماسي عادة ما يفرض ألا تتسرع أي دولة أو جهة أو شخص في تهنئة قادة بلد آخر على توليهم السلطة قبل أن يتأكد بالفعل حدوث ذلك.

لكنه كان لافتا أن تتصل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) -وهي أقوى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في أميركا- بعد إعلان اتفاق الائتلاف لتهنئة نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا"، وزعيم "هناك مستقبل" يائير لبيد.

وكان هذا الموقف مثيرا للاهتمام بالفعل -يضيف الكاتب- خاصة من قبل منظمة رئيسية على دراية جيدة بتقلبات السياسة الإسرائيلية، حيث أصدرت بعد 4 ساعات أو يزيد من إعلان الاتفاق بيانا صحفيا جاهزا للنشر هنأت فيه الزعيمين الإسرائيليين على "تشكيل ائتلاف واسع ومتنوع".

مغادرة نتنياهو

ويؤكد بفيفر أن كل من سنحت له فرصة إجراء محادثة صريحة وغير رسمية مع خبراء هذه المؤسسة خلال السنوات القليلة الماضية لن يتفاجأ أبدا بسماع أن أيباك لم تعد تستطيع الانتظار لرؤية نتنياهو مغادرا، وتمني النفس بألا يحضر مرة أخرى أحد مؤتمراتها السنوية داخل الولايات المتحدة.

فعلى العكس تماما بما قد توحي به العروض العامة كان نتنياهو -خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب- يوجه كلاما سيئا لقادة المنظمة على انفراد، مؤكدا أنه لم يعد بحاجتهم، وأنه قوي بما يكفي في واشنطن ومدعوم من قبل الإنجيليين المسيحيين، وأن الشيء الوحيد الذي كانت أيباك تقوم به بشكل جيد هو فقط لعب دور الثقل المضاد للجماعات اليهودية الليبرالية الأكثر انتقادا في واشنطن.

فبات قادة المنظمة -يضيف الكاتب- يأملون الآن أن يصبح وزير الخارجية القادم يائير لبيد "اللطيف والعلماني والوسطي" الوجه الجديد لإسرائيل في أميركا والعالم، ليحل محل نتنياهو الذي وصفه أنصاره يوما بـ"ملك إسرائيل" أو "الملك بيبي"، وبالتأكيد بدلا من زميله اليميني الذي يرتدي القلنسوة اليهودية رئيس الوزراء القادم نفتالي بينيت، خاصة مع اقتباساته غير المريحة التي تمجد قتله العديد من العرب.

وجود جديدة

وبالحديث عن العرب والوجوه الجديدة لإسرائيل، يرى الكاتب أن لدى أيباك وجها جديدا آخر يرغب قادتها في توظيفه، حيث كانوا سعداء للغاية للإعلان في بيانهم الصحفي عن أن امتدادات التحالف الجديد ليست "واسعة ومتنوعة" فحسب، بل تشمل أيضا "الطيف السياسي للأحزاب الصهيونية والعربية".

فقد يتحول حزب القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس في حال تشكيل الحكومة الجديدة إلى أول حزب عربي إسرائيلي ينضم إلى تحالف حاكم في إسرائيل، ويشكل هذا الأمر جائزة مثيرة للاهتمام بالنسبة لداعمي الصهيونية وإحراجا للجماعات اليهودية التقدمية في واشنطن.

فقد كان أيمن عودة زعيم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) -وهو امتداد للحزب الشيوعي الذي أسس في فلسطين عام 1922 من يهود وعرب- منذ أن أصبح عضوا في الكنيست عام 2015 "الشخصية المحبوبة" لدى اليهود التقدميين بواشنطن، وكان يقدم في مؤتمراتهم كممثل لجميع فلسطيني الداخل.

وكان من المفترض -بحسب الكاتب- أن يكون عودة الرجل الذي سيقود الطريق إلى "ائتلاف جديد شجاع" ويدافع بفخر عن هويته الفلسطينية كواحد من أبناء 1948، لكن بدلا من هذا المحامي العلماني من حيفا فإن الرجل الذي يقود الحزب العربي الأول في الحكومة هو طبيب أسنان إسلامي محافظ للغاية من بلدة المغار الصغيرة في الجليل، رجل لم تتم الإشادة به قط في أي مرحلة بالولايات المتحدة.

ولا يبدو منصور عباس -الذي فصل قائمته العربية الموحدة عن القائمة المشتركة قبل الانتخابات الأخيرة في مارس/آذار الماضي وفاجأ كثيرين بفوزه بـ4 مقاعد في الكنيست- متحرجا من إثارة غضب اليمينيين داخل إسرائيل، بل إنه كان -وربما ما زال- مستعدا للدخول في ائتلاف مع نتنياهو نفسه شريطة أن تتم فقط تلبية مطالبه.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية