كورونا.. رفع براءات اختراع اللقاحات يثير الجدل والهند تواصل تسجيل وفيات قياسية

لقاح فايزر بيونتك Pfizer BioNTech لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19
شركات أدوية عبرت عن رفضها إيقاف حقوق الملكية الفكرية للقاحات كورونا (شترستوك)

تزايد الدعم الدولي، اليوم الخميس، للاقتراح الأميركي بوقف العمل ببراءات اختراع لقاحات فيروس كورونا، في وقت سجلت فيه الهند عددا قياسيا من الوفيات والإصابات جراء الموجة الوبائية التي تجتاحها.

وتواجه الدول الغنية اتهامات بتكديس الجرعات، بينما تكافح الدول الفقيرة لإطلاق برامج التطعيم وتطويرها، ففي حين يتفشى الفيروس في كل الدول النامية تعمل أوروبا والولايات المتحدة على تخفيف القيود الصحية.

وتحت الضغط الشديد لتخفيف حماية حقوق الملكية، قالت ممثلة التجارة الأميركية، كاثرين تاي، -في بيان- الأربعاء إن واشنطن "تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كورونا".

وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعمه للحملة التي قادها مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون للتنازل عن براءات الاختراع الخاصة بلقاحات فيروس كورونا، رغم معارضة شركات الأدوية المصنعة للقاحات.

وقوبلت تصريحات بايدن باستحسان كبير، فقد اعتبرها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لحظة مفصلية في المعركة لإنهاء الجائحة؛ وأشاد بها العديد من المنظمات والهيئات الصحية حول العالم.

كما أشاد الاتحاد الأفريقي بالموقف، الذي وصفه بأنه "تعبير ملحوظ عن الريادة".

كما أيد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فكرة التنازل عن حماية براءات الاختراع للقاحات، في وقت سجلت روسيا لقاحا جديدا من جرعة واحدة باسم "سبوتنيك لايت" (Sputnik Lite).

معارضة وقلق

لكن في أوروبا، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن تردد في التنازل عن براءات الاختراع؛ لكنها قالت، الخميس، إن بروكسل مستعدة لمناقشة الاقتراح، بشكل يعالج الأزمة بفعالية وبراغماتية، وفق قولها.

بدورها، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، اليوم الخميس، إن اقتراح الولايات المتحدة التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات كورونا سيكون له تداعيات كبيرة على الإنتاج، مضيفة أن العناصر الرئيسة تتعلق بالطاقة الإنتاجية ومعايير الجودة أكثر من براءات الاختراع.

وأضافت المتحدثة -في بيان- "حماية حقوق الملكية الفكرية مصدر للابتكار، ويتعين أن تظل كذلك في المستقبل".

وأضافت فون دير لاين أنه على المدى القصير يجب على كل الدول المنتجة للقاح السماح بتصديره، وعدم إعاقة عمليات الإنتاج.

ولقي الاقتراح معارضة من منظمة تمثل شركات أدوية كبرى، ووصفت الموقف الأميركي بأنه مخيب للآمال، محذّرة من أن الأمر قد يعيق الابتكار.

وتراجعت، الخميس، بعد إعلان الولايات المتحدة أسهم شركات تصنيع اللقاحات المدرجة في آسيا.

وقالت شركتا "بيونتك" (BioNTech) الألمانية و"فايزر" (Pfizer) الأميركية إن حماية براءات الاختراع لا تعيق إنتاج أو إمداد لقاحات كوفيد-19، كما أن إلغاءها لن يؤدي إلى زيادة عدد الجرعات على المديين القصير والمتوسط.

وتزود الشركة الآن أكثر من 90 دولة حول العالم باللقاحات، وتتوقع زيادة إنتاجها إلى نحو 3 مليارات جرعة بحلول نهاية العام مقارنة ب2.5 مليار جرعة متوقعة سابقا.

الهند تواصل تسجيل وفيات قياسية

وبينما يتواصل الجدل بشأن اللقاحات، أعلنت نيودلهي، الخميس، عن ما يقرب من 4 آلاف وفاة جراء الفيروس، وأكثر من 412 ألف إصابة، وكلاهما رقمان قياسيان جديدان قوّضا الآمال في تراجع الطفرة الكارثية بعد أيام شهدت انخفاض عدد الإصابات.

وحذر مسؤول هندي رفيع، الأربعاء، من أن الأسوأ قادم، ووصف الموجة الثالثة بأنها حتمية نظرا لارتفاع مستويات انتشار الفيروس، وقال إن "البلاد بحاجة ماسة إلى المزيد من الأكسجين من دول أخرى".

وأفادت دراسة جديدة أن حوالي 230 مليون هندي صاروا فقراء بسبب الوباء العام الماضي، والشباب والنساء هم الأكثر تضررا، وتهدد الموجة الحالية بمفاقمة المأساة الاجتماعية.

غير أن خبراء دوليين ومنظمات غير حكومية يرجحون أن الأعداد الحقيقية لمصابي ووفيات كورونا في الهند "أكبر بكثير من تلك المعلنة".

وفي أبريل/نيسان المنصرم، تم رصد "المتحور الهندي"، الذي أغرق الهند في أزمة تفشٍّ واسعة للفيروس، وأربك النظام الصحي.

يشار أن المتحور الجديد تم رصده في 18 دولة على الأقل بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا، وفق منظمة الصحة العالمية.

تدابير احترازية في مصر وماليزيا وتركيا

وزادت أيضا الإصابات في مصر، التي أعلنت إغلاقا جزئيا للمراكز التجارية والمطاعم، وألغت احتفالات عيد الفطر للحد من انتشار الفيروس. فقد سجلت حتى الآن قرابة 232 ألف إصابة بينها أكثر من 13 ألف وفاة في مصر، حيث قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إنها تشهد "موجة ثالثة".

وفي ماليزيا، أقرت قيود جديدة في العاصمة (كوالالمبور) تسمح فقط للأعمال التجارية الأساسية بالعمل بعد تسجيل أكثر من 3 آلاف إصابة يومية مؤخرا.

وقال وزير الدفاع الماليزي، إسماعيل صبري يعقوب، في بيان، "بعد تقييم بيانات وزارة الصحة ومقترحاتها، وافقت الحكومة على تطبيق قرار الإغلاق في كوالالمبور، وجوهر باهرو، عاصمة ولاية جوهر (جنوب)، بأكملهما، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 7 و20 مايو/أيار الجاري".

يأتي ذلك بعد أن تحققت وزارة الصحة من وجود 17 متحورا جديدا من كورونا في كوالالمبور، وأن عدد الحالات اليومية آخذ في الارتفاع.

وبموجب القرار الجديد، سيتم حظر المناسبات الاجتماعية، مثل احتفالات عيد الفطر المبارك وحفلات الزفاف، والتجمعات، بالإضافة إلى إغلاق المقاهي والمطاعم.

وشهدت ماليزيا ارتفاعا في إصابات فيروس كورونا مؤخرا، حيث تجاوزت الإصابات اليومية الألفين منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.

وفي تركيا، أعلنت وزارة الصحة الخميس، تسجيل 304 وفيات جراء فيروس كورونا، لترتفع الحصيلة إلى 42 ألفا و187.

ووفق معطيات الوزارة، شهدت الساعات الـ24 الماضية، تسجيل 22 ألفا و388 إصابة بكورونا، ليبلغ الإجمالي 4 ملايين و977 ألفا و982.

والخميس الماضي، بدأت تركيا بتطبيق إغلاق تام لمدة 3 أسابيع، ضمن تدابير مواجهة كورونا، في كافة ولايات البلاد الـ81.

وبدأ الإغلاق من السابعة مساء 29 أبريل/نيسان الماضي، ويستمر حتى الخامسة صباح الاثنين 17 مايو/أيار الجاري، وفق تعميم لوزارة الداخلية.

المصدر : الجزيرة + وكالات