إعادة هيكلة سوق الإعلام وإنشاء قناة أخبار.. مجلس إدارة جديد للذراع الإعلامية لمصر

جانب من حضور المؤتمر الصحفي للشركة المتحدة (مواقع التواصل الاجتماعي)

ما وصفته "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" قبل أيام بأنه مجرد شائعات، أصبح حقيقة وعلى لسان الشركة نفسها التي تعد بمثابة الذارع الإعلامية للنظام المصري، إذ تملك أغلب وسائل الإعلام ويعتقد على نطاق واسع أنها تابعة للمخابرات المصرية.

ففي مطلع الأسبوع الماضي امتلأت منصات التواصل بأخبار تتحدث عن الإطاحة بتامر مرسي من رئاسة مجلس إدارة الشركة وإحالته للتحقيق لتسبّبه في خسائر كبيرة، لكن الشركة أصدرت بيانا الاثنين الماضي قالت فيه إنها "تنفي ما يثار من شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد مروجي تلك الشائعات".

ثم عادت الشركة التي تعد بمثابة مجموعة عملاقة تهيمن على الإنتاج الإعلامي والفني في مصر، لتعلن عقب اجتماع عقد مساء أمس السبت عن تغييرات كان أبرزها الإطاحة بتامر مرسي، الذي ترك مكانه في رئاسة مجلس الإدارة للمصرفي حسن عبد الله الذي كان مساعدا سابقا لمحافظ البنك المركزي المصري، في حين أصبح مرسي واحدا من 5 أعضاء بمجلس إدارة الشركة.

وضم المجلس، بجانب تامر مرسي، 4 أعضاء آخرين هم: مؤسس شركة "ميديا هب" (MediaHub) محمد السعدي، وعمرو الفقي رئيس شركة "بي أو دي" (POD) صاحبة أكبر نصيب في سوق الإعلان المصري، ووزير الاستثمار الأسبق أشرف سالمان، والخبير الاقتصادي محمد سمير.

 

تعويض الخسائر

وخلال اجتماع أمس، كان لافتا أن المدير التنفيذي للشركة حسام صالح كشف لأول مرة عن خسائر قاربت نصف مليار جنيه (الدولار يساوي نحو 16 جنيها) تكبدتها الشركة عام 2016، لكنه أشار أيضا إلى تحقيق أرباح هذا العام جاوزت الربع مليار جنيه.

كما أعلن حسام صالح عزم الشركة التعاون خلال المرحلة المقبلة مع شركات إنتاج محلية لتطوير الدراما، الأمر الذي كانت تطالب به شركات الإنتاج في ظل سيطرة كاملة على خريطة الإنتاج الفني في مصر من جانب شركة "سينرجي" (Synergy)، التي يرأسها تامر مرسي وهي إحدى الشركات التابعة للشركة المتحدة.

وعلى مدى الأسبوع الماضي شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداول أخبار تتحدث عن تحقيقات تتم داخل "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" لوجود "شبهة إهدار مال عام"، وبسبب هذه المخالفات تمت الإطاحة بتامر مرسي من رئاسة الشركة.

والمثير أن الرئيس الجديد للشركة حسن عبد الله اتهمه من قبل محافظ البنك المركزي طارق عامر بإهدار 9.2 مليارات جنيه، واستخدام جزء منها في سداد تسهيلات وقروض ممنوحة لهم من البنك نفسه بقيمة 2.8 مليار جنيه، وبنوك أخرى بقيمة 191 مليون جنيه.

وجاءت اتهامات طارق عامر لحسن عبد الله بعد الإطاحة به من إدارة البنك العربي الأفريقي، إلا أن تلك التهم لم يتبعها أي تحقيقات أو مساءلة قضائية بعد ذلك.

 

 

 

خطط مستقبلية

من جهة أخرى أعلن حسام صالح عن خطط مستقبلية أهمها إطلاق قناة إخبارية مصرية إقليمية، تقدم رؤية مصر الإقليمية والمحلية، وتضع هذه الرؤية في مقدمة الاهتمام.

ومن المخطط ظهور القناة في الربع الأول من عام 2022، ليكون جمهورها المستهدف من المصريين والعرب والناطقين باللغة العربية في نطاق تغطية القمر الصناعي المصري "نايل سات" (Nilesat)، وكذلك الناطقين باللغة العربية في أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا عبر خدمات "آي بي تي في" (IPTV).

وأعلنت الشركة عن اتجاهها لطرح من 20 إلى 30% من أسهمها في البورصة المصرية بحلول 2024، مما فسره رئيس مصلحة الضرائب الأسبق أشرف العربي، في تصريحات صحفية، بأنه مقدمة لخضوع الشركة والجهات التابعة لها لهيئة الرقابة المالية وإلزامها بنشر ميزانيتها وقوائمها المالية للرأي العام.

 

 

هيمنة إعلامية

وتكمن قوة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في هيمنتها على أغلب وسائل الإعلام المصرية، من قنوات فضائية، وصحف ومواقع إخبارية، وشركات إنتاج وتوزيع، وإذاعات، وشركات إعلانات، وحتى التسويق الرياضي وحقوق البث، وغيرها من الشركات المساعدة.

كما تكمن قوتها في الجهة التي تقف خلفها، وهي جهاز المخابرات العامة المصري، حيث يتم تعريف الشركة بأنها مملوكة للمخابرات، دون إعلان رسمي، ولكن أيضا دون نفي من الجهاز السيادي.

 

 

 

جدير بالذكر أن قرارات الشركة أثارت جدلا آخر فيما يتعلق بتعيين خالد صلاح رئيسا للشركة القابضة للصحف والمواقع بدلا من منصبه السابق رئيسا لتحرير موقع اليوم السابع واسع الانتشار في مصر.

واعتبر البعض هذه الخطوة ترقية لصلاح الذي أصبح مسؤولا عن العديد من الصحف والمواقع، في حين اعتبرها آخرون نوعا من الإبعاد غير المباشر.

كما أثار الحديث عن إنشاء قناة إخبارية جدلا آخر، حيث أشار مغردون إلى قناة "إكسترا نيوز" (eXtra news) التي كان مقدرا لها أن تكون مثل القناة المعلن عنها أمس، ولكن سيطرة السلطات عليها وعدم الاستعانة بالكفاءات جعل منها تجربة فاشلة.

 

 

 

المصدر : الإعلام المصري + مواقع التواصل الاجتماعي