خبيرة إستراتيجية إسرائيلية: إسرائيل تنهار لأن الصراع مع الفلسطينيين يسيطر عليها

تظاهرات قبالة المحكمة بالقدس تطالب برحيل نتنياهو
مظاهرات قبالة المحكمة بالقدس تطالب برحيل نتنياهو (الجزيرة)

تقول الخبيرة الإسرائيلية في الإستراتيجية السياسية داليا شندلين إن إسرائيل تنهار لأن الصراع مع الفلسطينيين يسيطر عليها، وسياستها معطلة وديمقراطيتها يُرثى لها.

وقالت في مقال لها نشرته "نيويورك تايمز" (New York Times) إن الحرب التي دارت بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أوقفت التغيير السياسي الذي كان من الممكن أن يبدأ ويبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي من الحياة السياسية.

وأضافت أنه قد حان الوقت لقبول أن الأمر لا يقتصر على سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين، بل أن فلسطين تسيطر أيضا على إسرائيل. فقد تغلغل الاحتلال والصراع السياسي المحتدم منذ عام 1948 في كل جزء من المجتمع والمؤسسات السياسية والاجتماعية. وإذا استطاعت إسرائيل وأنصارها النظر إلى الوضع في ضوء ذلك، فقد يتوصلون إلى استنتاجات مختلفة حول ما هو الأفضل للبلاد.

تقويض المؤسسات الديمقراطية

واستمرت تقول إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يهيمن على السياسة الإسرائيلية، ويخنق القيم الليبرالية ويقوّض المؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية، لتنتهي إلى القول إن القيادة الإسرائيلية، بشكل عام، تنهار تحت ثقل هذا الصراع.

وأشارت إلى أن الأحزاب الدينية الإسرائيلية تمنع التغييرات الأخرى التي تمس الحاجة إليها في المجتمع الإسرائيلي، مثل القوانين التي تقترح إنهاء الاستثناء الطويل الأمد لليهود الأرثوذكس المتطرفين من التجنيد الإجباري، والزواج المدني، والوصول الواسع إلى وسائل النقل العام يوم السبت، كما أنهم يحاولون إحداث تغييرات في القضاء.

في بعض الأحيان، خاصة في أوائل التسعينيات، بدت إسرائيل وكأنها ترسي الأساس لمجتمع ديمقراطي أكثر ليبرالية، والذي من شأنه أن يعزز القيم التقدمية الأوسع.

نتنياهو

لكن فشل عملية سلام أخرى في عام 2000 أدى إلى اندلاع انتفاضة ثانية عنيفة، ودفع المجتمع الإسرائيلي إلى أقصى اليمين ومهد الطريق لعودة نتنياهو إلى السلطة في 2009. وقد عمل نتنياهو بجد لتقويض حل الدولتين، وشرع هو وغيره من القوميين اليمينيين والقادة الشعبويين في تقويض مؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية نفسها.

ومنذ عام 2009، أصدرت حكومات نتنياهو تشريعات تمييزية ضد المواطنين العرب، وقوانين تستهدف الأنشطة السياسية اليسارية والقوانين التي تقيد المجتمع المدني، والتي ترفع مكانة اليهود على الفلسطينيين، أو أنها مصممة لتقييد انتقاد الاحتلال.

وكانت الحملة الأكثر طموحا لليمين الإسرائيلي منذ حوالي عقد من الزمان هي الهجوم المستمر على القضاء، إذ يتحدث زعماء اليمين عن تصحيح ميزان القوى بين فروع الحكومة وإعادة السيادة إلى "الشعب"، بدلا من النخب، مشيرين إلى القضاة، وخاصة قضاة المحكمة العليا. إن المؤيدين الرئيسيين لهذه القضية ملتزمون بأغلبية ساحقة بالاستيطان والضم.

جدوى إنهاء الاحتلال

وقالت إن عقود من المعاناة الفلسطينية كانت يجب أن تنهي الاحتلال الإسرائيلي الآن، لكن حماقة الغزو للأراضي والسياسة "الواقعية الدولية" كانت أقوى.

وختمت الكاتبة مقالها بالقول إنه ربما يمكن لوجهة النظر الواضحة حول كيف يخنق الصراع إسرائيل أن تزيد من إلحاح الأمر. و"بالتأكيد لا يوجد حل سهل أو مثالي. لكن نهج التراجع، والتهاون، هو بالتأكيد النهج الخطأ".

المصدر : نيويورك تايمز