إسرائيل تستأنف تشييع ضحايا حادثة التدافع بعد انتهاء عطلة السبت

عشرات المتشددين اليهود تظاهروا في القدس المحتلة مطالبين بالإفراج عن جثث حادثة جبل الجرمق التي أودت بعشرات القتلى والجرحى

Funerals Held For Victims Of Mount Meron Stampede
دفن بعض ضحايا حادثة التدافع شمالي إسرائيل (غيتي)

استأنفت إسرائيل تشييع ضحايا حادث التدافع الضخم الذي وقع فجر الجمعة خلال حجّ يهودي في جبل ميرون، وأوقع 45 قتيلا، وذلك بعد أن توقفت مراسم التشييع بسبب عطلة السبت اليهودية.

وما إن انتهت عطلة السبت التي يحرّم فيها على اليهود مزاولة أي عمل حتى انطلقت مراسم التشييع في العديد من المناطق، بما في ذلك القدس.

وكانت عائلات الضحايا، وغالبيتهم من اليهود المتشدّدين، بدأت دفن موتاها صبيحة الجمعة بعد ساعات فقط من وقوع الكارثة التي أدت أيضا إلى إصابة 120 شخصاً بجروح، بحسب حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحّة.

وأظهر مقطع فيديو تظاهر عشرات المتشددين اليهود في القدس المحتلة مطالبين بالإفراج عن جثث حادثة جبل الجرمق التي أودت بعشرات القتلى والجرحى.

وأظهرت مقاطع الفيديو اشتباكات بين المتشددين اليهود وعناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس.

كما تجمّع عشرات الأشخاص مساء السبت في ساحة هابيما في تل أبيب حيث أضاءوا الشموع في حفل تأبيني للضحايا.

وبعيد انتهاء عطلة السبت أعلنت وزارة الصحة أنّه "تمّ التعرّف على جثث 42 من ضحايا كارثة ميرون"، مشيرة إلى أن 34 من هذه الجثث نقلت من معهد الطب الشرعي وسُلّمت لذويها من أجل دفنها.

وأوضحت الوزارة أن عملية التعرّف على الجثث شارفت على الانتهاء، إذ لا تزال هناك 3 جثث فقط مجهولة الهوية.

ومن المتوقّع أن يُنجز الطب الشرعي هذه العملية في وقت وجيز، وقد تستدعي أخذ بصمات الأصابع وإجراء فحوصات مخبرية تشمل الحمض النووي والأسنان.

وزير يتحمل المسؤولية

وقال وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا إنه "حالما ننتهي من التعرّف على موتانا ودفنهم سأتقدّم أمام الكاميرات وسأتحمّل مسؤولية" ما حدث.

وأضاف "أنا مسؤول، لكن أن يكون المرء مسؤولاً فهذا لا يعني أنّه مذنب".

ووصف المسؤولون الإسرائيليون ما حدث والذي لم تعرف أسبابه بعد بوضوح، بأنه واحدة من "أفظع الكوارث" في تاريخ إسرائيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اليوم الأحد يوم حداد وطني.

كما أعلنت نجمة داود الحمراء أمس السبت أنّ أكثر من 2200 مواطن إسرائيلي يتقدّمهم رئيس الوزراء تبرّعوا بدمائهم لإسعاف جرحى الكارثة.

ووقعت المأساة أثناء زيارة الحجّ السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (الجرمق) الواقع على مقربة من مدينة صفد.

ويؤمّ اليهود هذا المقام سنويا لمناسبة عيد الشعلة (لاغ باعومر) الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتّاك تفشّى بين طلاب مدرسة تلمودية في زمن الحاخام شمعون بار يوحاي، وتشمل تلك الاحتفالات الصلاة طوال الليل والرقص وترديد الأغاني الدينية.

4 أميركيين وكنديان

ومن بين الضحايا تبين أن هناك 4 أميركيين، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، وكنديان، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الكندية.

وعلى غرار عدد كبير من زعماء العالم قدّم الرئيس الأميركي جو بايدن تعازيه لإسرائيل وشعبها، وقال إنّ "الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب إسرائيل والمجتمعات اليهودية في العالم بأسره وتبكي المأساة الرهيبة التي حدثت في جبل ميرون".

وأرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقية تعزية إلى نظيره الإسرائيلي أعرب فيها عن حزنه "للمأساة" وقال إنه يصلي "من أجل الضحايا".

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال أثناء تفقده موقع الكارثة يوم الجمعة إن "ما حصل هنا مفجع، أناس قتلوا في التدافع، وفيهم أطفال"، مضيفاً في وقت لاحق "سنجري تحقيقا شاملا وجادا وعميقا".

المصدر : الفرنسية