في ذكرى النكبة.. شهيد ومئات الجرحى برصاص الاحتلال في الضفة والأوضاع تشتعل بالقدس

فلسطينيون يشتبكون مع الجيش الإسرائيلي قرب طوباس شمالي الضفة (رويترز)

استشهد فلسطيني وأصيب مئات آخرون السبت في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات خرجت بالضفة الغربية في ذكرى النكبة. وبالتزامن، اشتعلت الأوضاع في نقاط عدة بالقدس المحتلة.

ففي الذكرى الـ73 لنكبة فلسطين خرجت مسيرات في مناطق عدة بالضفة، بينها نابلس وقلقيلية وطولكرم وطوباس (شمال)، ورام الله والقدس وبيت لحم (وسط)، والخليل (جنوب)، وذلك وسط حالة من الغليان في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والقدس والمسجد الأقصى، وتزامنت المسيرات الجديدة مع تشييع 11 فلسطينيا استشهدوا الجمعة في مواجهات عمت جل مناطق الضفة الغربية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية الليلة باستشهاد مواطن إثر إطلاق قوات الاحتلال النار على مركبته قرب مخيم الفوار جنوبي الخليل.

وكانت الوزارة أفادت قبل ذلك بإصابة 545 متظاهرا -كثير منهم أصيبوا بالرصاص الحي، وبينهم العديد ممن حالاتهم خطيرة- خلال الاشتباكات التي وقعت في أنحاء عدة بالضفة، مشيرة إلى تسجيل إصابات خطيرة في مناطق عدة، بينها رام الله وجنين ونابلس وطوباس.

ومساء السبت، أفاد مراسل الجزيرة بتواصل المواجهات بين قوات الاحتلال ومحتجين فلسطينيين في مناطق التماس بمدن عدة في الضفة الغربية، بينها مدينة الخليل، في حين قام الجيش الإسرائيلي بإغلاق عدد من البلدات والقرى.

وفي وقت سابق السبت، وقعت مواجهات في صافا شمال بلدة بيت أمّر بمحافظة الخليل، في حين أطلق جنود إسرائيليون النار على فلسطيني بمدينة الخليل بدعوى محاولته تنفيذ عملية دعس.

وفي نابلس، أصيب ما لا يقل عن 13 فلسطينيا خلال مواجهات مع جنود الاحتلال والمستوطنين في قرية قصرة (جنوب المدينة)، وفقا للهلال الأحمر الفلسطيني.

وفي نابلس أيضا، قالت وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء إن عددا من المتظاهرين أصيبوا فجر السبت خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز حوارة (جنوب المدينة).

وكان مئات الفلسطينيين خرجوا فجر السبت بمسيرة جابت عددا من شوارع مدينة نابلس تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة ودعما للمقاومة.

تشييع فلسطيني قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية سالم قرب نابلس (رويترز)

صدامات وإضراب عام

ووسط إضراب عام في رام الله والبيرة وقعت مواجهات قرب حاجز بيت إيل عند مدخل المدينتين، واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين، وهو ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 12 شخصا، بينهم 3 في حالة خطيرة، وفقا لوزارة الصحة.

وكانت مسيرة قد انطلقت من وسط رام الله باتجاه الحاجز بدعوة من قوى وفصائل فلسطينية في ذكرى النكبة، ودعما لغزة والقدس.

وفي الوقت نفسه، حدثت صدامات بين فلسطينيين وشرطة الاحتلال في بلدة الطور بالقدس، وبالقرب من سجن عوفر قرب رام الله.

وتخوفا من اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تعطيل دوام المدارس في الضفة الغربية يومي الأحد والاثنين، والاكتفاء بالتعليم الإلكتروني.

يذكر أن 15 فلسطينيا استشهدوا في الضفة الغربية منذ بداية التصعيد الحالي قبل نحو أسبوع.

وقد شارك مئات الفلسطينيين في مسيرات ووقفات متفرقة بالضفة الغربية المحتلة إحياء لذكرى النكبة الـ73.

ودوّت صفارات الحداد لمدة 73 ثانية عبر مكبرات الصوت في المساجد بمختلف مناطق الضفة إحياء لذكرى النكبة.

واضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم في عام 1948 -الذي شهد قيام إسرائيل- هربا من "مذابح" ارتكبتها عصابات صهيونية أدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، وفق تقرير حكومي فلسطيني.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد دعت الجماهير الفلسطينية في القدس والضفة الغربية إلى الالتحام والاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات والميادين في ذكرى النكبة الفلسطينية.

صدامات في أحياء بالقدس

وبالتوازي مع المسيرات والمواجهات في مدن الضفة، أفادت مراسلة الجزيرة نجوان سمري بأن هناك عدة نقاط مشتعلة في القدس المحتلة، حيث تجري صدامات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال.

وقالت المراسلة إن أعنف المواجهات تدور الليلة في بلدة العيساوية شرق القدس، مشيرة إلى أن الاحتلال يقمع المتظاهرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز، وقنابل الصوت.

وأضافت أن هناك أيضا مواجهات عنيفة تجري في نفس الوقت بمخيم شعفاط في القدس، كما تدور مواجهات لليلة الثانية في بلدة سلوان التي تعتبر الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى.

وأشارت إلى إلقاء مياه عادمة على مستشفى المقاصد في حي الطور، وفي بيت حنينا تجري اشتباكات مماثلة بين مواطنين فلسطينيين وشرطة الاحتلال.

وكانت مراسلة الجزيرة أفادت بأن القوات الإسرائيلية قمعت مساء السبت محتجين بقنابل صوتية في حي الشيخ جراح الذي كان شرارة التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية بسبب مخطط إسرائيلي لتهجير أسر فلسطينية منه.

وذكرت المراسلة أن قوات الاحتلال اقتحمت منازل بالحي، واعتدت بالضرب على متضامنين مع سكانه، مشيرة إلى أنها اعتدت أيضا على نساء داخل سيارة في الحي المقدسي، وأنزلت العلم الفلسطيني في أحد الشوارع هناك.

المصدر : وكالات