احتجاجات ومطالب واجتماعان طارئان.. أبرز ردود الفعل إزاء العدوان الإسرائيلي على القدس وغزة

تتالت اليوم، الثلاثاء، ردود الفعل العربية والعالمية إزاء تدنيس الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك وعدوانه على قطاع غزة، حيث أصدرت عدة دول ومنظمات مواقف وبيانات بشأن التطورات.

وفيما يسود الهدوء الحذر باحات المسجد الأقصى المبارك شنت إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة؛ مما أدى لسقوط العديد من الشهداء والجرحى.

ومن جانبها، ردت المقاومة الفلسطينية بقصف مدن إسرائيلية بالصواريخ؛ مما أدى لسقوط قتيلتين وعشرات الجرحى.

وفيما يلي أبرز ردود الفعل الحديثة إزاء التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.

استفزاز واعتداء إجرامي

أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم، أن الوضع في فلسطين غير قابل للاستمرار على النحو الحالي.

وقال أبو الغيط، في كلمته خلال اجتماع افتراضي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، "لقد جرى ما جرى من عنف واعتداءات وانتهاكات واسعة عبر الأسابيع الماضية تحت بصر العالم أجمع. ما شهدناه هو -بكل وضوح وصراحة- استفزازات مفتعلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي طالت أقدس المقدسات الإسلامية، وفي أقدس الشهور لدى المسلمين".

وطالب أبو الغيط المجتمع الدولي بالخروج من دائرة الإدانة أو تحميل المسؤولية للطرفين، مؤكدا أن ما يجري في الأراضي المحتلة بوجه عام هو جرس إنذار يتوجب التنبه لدلالاته.

أما وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والذي ترأست بلاده الاجتماع، فقال إن القصف الإسرائيلي على غزة، أمس، الذي أوقع شهداء وجرحى مدنيين، اعتداء إجرامي مدان ومرفوض.

ومن جانبها، تعقد منظمة التعاون الإسلامي، اليوم، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في القدس المحتلة، في الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل المطالبة بوقف تهجير فلسطينيي حي الشيخ جراح من أرضهم.

وركز الاجتماع على خطة سلطات الاحتلال تهجير عشرات العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، كما بحث الاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.

التنصل من المسؤوليات

وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم، إن بلاده أجرت اتصالات مع إسرائيل خلال الأيام الماضية، من أجل التهدئة في القدس المحتلة؛ لكنها "لم تجد الصدى اللازم".

وانتقد شكري موقف مجلس الأمن تجاه تدهور الأوضاع في القدس، وقال "كنا نتمنى أن يصدر مجلس الأمن أمس (الاثنين) موقفا يعكس إدراكه لخطورة ما يجري في الشرق الأوسط؛ ولكن للآسف دأب المجلس على التنصل من مسؤولياته بما يفقده مصداقيته".

تمجيد المقاومة ورفض للتطبيع

وفي الأردن، احتج المئات لليوم الثالث على التوالي، قرب السفارة الإسرائيلية في عمان، مطالبين حكومتهم بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وردد المتظاهرون الهتافات الرافضة لوجود السفارة، كما طالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وسحب السفير الأردني من تل أبيب.

وحيا المتظاهرون حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة، كما حيوا صمود الشعب الفلسطيني.

احتجاجات وجهود دبلوماسية

وفي تركيا، تجمع آلاف أمام سفارة إسرائيل في أنقرة وقنصليتها في إسطنبول، اليوم، للاحتجاج على الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

ورغم إجراءات العزل العام المفروضة لكبح انتشار فيروس كورونا، حمل المحتجون في إسطنبول الأعلام الفلسطينية، ورددوا قائلين "إلى غزة.. تسقط إسرائيل وتسقط أميركا".

دبلوماسيا، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التطورات في الأراضي الفلسطينية مع العاهل الأردني الملك عبد الله، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزعيم حماس إسماعيل هنية.

 وبحث وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، القضية مع نظرائه في إيران، والجزائر، وباكستان، وروسيا.

وذكر مكتب أردوغان أنه أبلغ العاهل الأردني أن الهجمات "الوحشية" على الفلسطينيين تستهدف المسلمين كافة، مضيفا أنه ينبغي لتركيا والأردن العمل سويا لوقفها.

القوة المفرطة

ومن جانبها، دعت باريس، اليوم، السلطات الإسرائيلية إلى عدم استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، بعد استشهاد 28 شخصا في ضربات إسرائيلية على قطاع غزة، وبعد المواجهات العنيفة مع متظاهرين في القدس الشرقية المحتلة.

وقال سكرتير الدولة لشؤون الخارجية، جان باتيست لوموين، في الجمعية الوطنية "ندعو بوضوح السلطات الإسرائيلية إلى استخدام متناسب للقوة".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها وشركاءها في الاتحاد الأوروبي ملتزمون بحلّ عادل ودائم للصراع، على أساس يفضي إلى وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن، وتكون القدس عاصمة لكليهما.

كما أكّدت تصميم باريس على مواصلة العمل في هذا المجال، مذكرة بما تم فعله في الأشهر الأخيرة، ولا سيما مع ألمانيا ومصر والأردن.

وفي واشنطن، نقلت مراسلة الجزيرة أن 14 منظمة أميركية سلمت وزارة الخارجية الأميركية عريضة تضم 135 ألف توقيع، تطالب بوقف ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

القوة غير المشروعة

قالت منظمة العفو الدولية إن إسرائيل تستخدم القوة "التعسفية والوحشية ضد المتظاهرين الفلسطينيين السلميين إلى حد كبير" في "الصدامات" الدائرة في القدس المحتلة.

ووصفت المنظمة الحقوقية تلك الوسائل بأنها "غير متناسبة وغير قانونية"، متهمة قوات الأمن بتنفيذ "هجمات غير مبررة ضد المتظاهرين السلميين".

وأضافت أن إسرائيل استخدمت وعلى مدى عدة أسابيع القوة المفرطة لتفريق الاحتجاجات في القدس الشرقية. وقالت المنظمة إن عناصر الخيالة الإسرائيلية انطلقت نحو الحشد وداست على رجل كان يحاول الهرب.

ودعت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي إلى "محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الممنهجة".

وقف الإجراءات العقابية

في ذات السياق، دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قوات الأمن الإسرائيلية إلى ضمان حرية التعبير والتجمع، مؤكدا في بيان أنه لا يجوز استخدام القوة ضد من يمارسون حقهم بشكل سلمي.

وأضاف المكتب الأممي أنه يجب على تل أبيب وقف استخدام الإجراءات العقابية؛ مثل فرض المزيد من القيود والإغلاقات في غزة، مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود لتهدئة الأوضاع، وتجنب المزيد من العنف.

دولة الإرهاب

وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بسياسات التهجير القسري لإسرائيل، واستيلائها على الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن إسرائيل دولة إرهاب وأكبر عقبة أمام السلام في المنطقة.

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الطارئ للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي عقد اليوم بدعوة من رئاسة الشؤون الدينية التركية حول التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى والقدس.

وأشار البيان إلى أن قضية فلسطين ليست للفلسطينيين فقط؛ بل هي قضية العالم الإسلامي كله، مشددا على أن الأمة الإسلامية ستدافع عن فلسطين والمسجد الأقصى في جميع الأوقات وعلى كافة الأصعدة.

وأكد البيان على أن القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وأنه لا توجد قوة أو سياسة يمكن أن تغير هذه الحقيقة.

جمع التبرعات

وفي اليمن، دعا زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، لجمع التبرعات المالية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وقال "سننسق مع ممثلي حركات المقاومة الفلسطينية في صنعاء لاستلام التبرعات المالية".