وسط نبرة تفاؤلية لدى الروس والإيرانيين.. واشنطن: من السابق لأوانه الحكم على أي تقدم في المفاوضات النووية

قالت الولايات المتحدة الأميركية إنه من السابق لأوانه الحكم على أي تقدم بمفاوضات فيينا، في حين أبدى مسؤولون روس وإيرانيون تفاؤلا بشأن المحادثات في الجولة الثامنة التي انطلقت الاثنين الماضي، وسط تشديد أوروبي على "الطابع المُلح".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلاده لم تلحظ بعد شعورا كافيا بالإلحاح من جانب إيران، مضيفا أن واشنطن تريد من أطراف المحادثات السعي بشكل بنّاء وثابت للبناء على التقدم.

وقال برايس -في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية- إن واشنطن لم تغير مواقفها المبدئية بشأن إيران.

وجاءت هذه التصريحات عقب ما أبداه مسؤولون روس وإيرانيون من نبرة تفاؤلية حيال المفاوضات في اليوم الثاني من انطلاق الجولة الثامنة الاثنين الماضي لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والدول الغربية.

واستأنفت إيران والولايات المتحدة الجولة الثامنة من المحادثات غير المباشرة في فيينا، مع تركيز طهران على جانب واحد من الاتفاق الأصلي وهو رفع العقوبات المفروضة عليها، رغم ما يراه منتقدون على أنه تقدم لا يذكر على صعيد كبح أنشطتها النووية.

وانفضَّت الجولة السابعة من المحادثات قبل 11 يوما بإضافة بعض المطالب الإيرانية الجديدة إلى النص الذي يجري العمل عليه.

تفاؤل روسي إيراني

وقال المبعوث الروسي للمحادثات النووية ميخائيل أوليانوف من جهته إن مجموعة عمل تحقق تقدما. وكتب على تويتر "يجري مناقشة رفع العقوبات بشكل فعال في المحادثات غير الرسمية".

وفي طهران، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في تصريحات للصحفيين بثتها وسائل الإعلام المحلية إن "محادثات فيينا تسير في اتجاه صحيح.. نعتقد أنه إذا واصلت الأطراف الأخرى جولة المحادثات، التي بدأت للتو، بحسن نية فإن من الممكن التوصل لاتفاق جيد لجميع الأطراف".

"الطابع المُلح"

من جهتها، شددت الأطراف الأوروبية على "الطابع المُلح" لإنجاز المفاوضات بإحياء الاتفاق النووي مع إيران، في وقت تُتهم فيه طهران بالاقتراب "بشكل كبير" من مخزون اليورانيوم الضروري لصنع قنبلة نووية.

فقد قالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيان الثلاثاء، إنه تم إحراز تقدم فني بالجولة الأخيرة وإن الأطراف بحاجة الآن للتركيز بشكل كامل على القضايا الرئيسية العالقة، خصوصا الجوانب النووية والعقوبات.

وأضافت الدول الثلاث أنها لا تحدد موعدا نهائيا للمحادثات، لكنها أضافت أنه لم يتبقَّ سوى أسابيع فقط -لا شهور- للتوصل لاتفاق.

وقال البيان "نقول بوضوح إننا نقترب من النقطة التي يكون فيها تصعيد إيران لبرنامجها النووي قد أفرغ تماما خطة العمل الشاملة المشتركة من مضمونها".

وأضافت الدول الثلاث "التفاوض أمر مُلح، وتعمل فرقنا هنا بسرعة وبحسن نية من أجل التوصل لاتفاق".

وتوقع منسق الاتحاد الأوروبي لمفاوضات فيينا، إنريكي مورا، أن يتم التوصل إلى اتفاق حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران في غضون أسابيع، حسبما نقلت قناة "سي بي إس نيوز" (CBS NEWS) الأميركية.

موقف إسرائيلي

في المقابل، حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت القوى العالمية على اتخاذ موقف أكثر صرامة في المحادثات النووية الجارية في فيينا.

وقال بينيت -في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء- "بالطبع يمكن أن يكون هناك اتفاق جيد، بالطبع نحن نعرف المعايير، هل من المتوقع أن يحدث ذلك الآن في الظروف الحالية؟ لا، لأنه يجب أن يكون هناك موقف أكثر حزما".

واعتبر بينيت أن إيران تتفاوض من موقف ضعيف للغاية، لكن العالم مع الأسف يتصرف كما لو أنها قوية، وفق وصفه.

وأضاف أن حكومته بنت إستراتيجية عملية للتعامل مع ما سماه الخطر الإيراني لا تقتصر على المشروع النووي وحسب.

وأكد أن طهران أحاطت بلاده بمئات آلاف الصواريخ على مدى 30 عاما، وهذا ما يجب إعادته إلى الوراء، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات