من هو "شهاب المهاجر" زعيم تنظيم الدولة في أفغانستان؟

يعتقد محللون أن شهاب المهاجر لم يتمكن من استهداف حركة طالبان كما كان يُتوقع منه. لذا، قد يساعد إدراج اسمه في القائمة السوداء قيادة التنظيم على البحث عن بديل له.

ما وراء الخبر- هل عاد تنظيم الدولة للعراق من جديد؟
أدرجت الولايات المتحدة 3 من قادة تنظيم الدولة في أفغانستان بقائمة الإرهاب العالمي، ومنهم شهاب المهاجر (الجزيرة)

كابل- وضعت الولايات المتحدة 3 من قادة تنظيم الدولة بأفغانستان على قائمة "الإرهاب العالمي"، وبينهم زعيم التنظيم ثناء الله غفاري. وفي 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أضافت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن اسم "شهاب المهاجر" -أحد الأسماء المستعارة لغفاري- إلى قائمة العقوبات. وبعد ذلك بيوم واحد، قام الاتحاد الأوروبي بإضافة "المهاجر" إلى قائمة العقوبات الخاصة به أيضا.

وجاء هذا القرار على ضوء سلسلة الهجمات التي قادها التنظيم في أفغانستان، وأعلن مسؤوليته عنها. وشمل القرار كلا من أمير الجماعة، ثناء الله غفاري، والمتحدث باسمها سلطان عزيز عزام مولوي رجب، حسب بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية.

صورة متداولة لثناء الله غفاري الملقب بشهاب المهاجر (الجزيرة)

من هو شهاب المهاجر؟

ينتمي "شهاب المهاجر" إلى عائلة ثرية في أفغانستان، واسمه الحقيقي المهندس ثناء الله غفاري، من مواليد 1990، وتخرّج في كلية الهندسة في جامعة كابل، بعد تأخّر دام أكثر من عام.

أعلن تنظيم الدولة في يونيو/حزيران 2020 "المهاجر" أميرًا جديدا للتنظيم، وذلك بعد اعتقال أميره السابق إسلام فاروقي عام 2019 بولاية قندهار جنوبي أفغانستان.

ويقول مصدر أمني آخر إن زعيم تنظيم الدولة (فرع خراسان) عراقي الجنسية، ويستخدم الاسم المستعار "ثناء الله غفاري".

ويذكر مصدر في المخابرات الأفغانية -للجزيرة نت- أن المعلومات عن حياة ونشاط "شهاب المهاجر" شحيحة جدا، وأنه زار العراق وسوريا واصطحب معه 35 شابا بعد مبايعته زعيم تنظيم الدولة السابق أبو بكر البغدادي.

وأضاف أنه "يتمتع بخبرة عسكرية واسعة، وحتى الآن لم تُسمع له رسالة صوتية، ولكن صوره التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي صحيحة".

الزعيم السادس

وكان 4 من كبار قادة تنظيم الدولة قد قتلوا خلال غارات لطائرات بدون طيار تابعة للقوات الأميركية أو لقوات الأمن الأفغانية، وذلك بعد 4 سنوات من تأسيس التنظيم شرقي أفغانستان عام 2015. واعتقل القائد الخامس -وهو إسلام فاروقي- من قبيلة "أوركزايي" التي تعيش قرب الحدود الأفغانية الباكستانية.

و"شهاب المهاجر" هو الزعيم السادس للتنظيم، وتم إدراج اسمه في القائمة السوداء الأميركية والبريطانية بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وذلك لضلوعه في هجمات انتحارية.

يقول الكاتب الصحفي كريم جليلي إن "المهاجر" أخفق في تجنيد مقاتلين جدد رغم توفير البيئة المناسبة لذلك، حيث خرج عدد كبير من معتقلي التنظيم من السجون الحكومية، إثر انهيار الحكومة الأفغانية السابقة.

ويرى جليلي -في حديث للجزيرة نت- أن قائد التنظيم لم يتمكن من استهداف حركة طالبان كما كان يُتوقع منه. لذا، يعتقد الكاتب أن "إدراج اسمه في القائمة السوداء سيساعد قيادة التنظيم على البحث عن البديل".

عناصر من تنظيم الدولة في خراسان (الجزيرة)

صداع طالبان

ورغم إعلان الرئيس الأفغاني المنصرف، محمد أشرف غني، القضاء على تنظيم الدولة شرقي أفغانستان عام 2019 والسيطرة على معاقله في مديرية أتشين وبعض المناطق في كونر، فإن التنظيم -عقب انهيار حكومة غني- برز على مسرح الأحداث في أفغانستان بعد تبنيه الهجوم المزدوج على مطار كابل، الذي أسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى.

كما استهدفت هجماته مسجدين في ولاية قندوز شمالي أفغانستان وقندهار جنوبها، ودفعت الحكومة الأفغانية الجديدة إلى مراجعة حساباتها في التعامل مع تنظيم الدولة.

يقول وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي إن الحكومة السابقة أطلقت سراح 1800 من معتقلي تنظيم الدولة من سجن قاعدة "باغرام" وسجن "بول تشرخي"، وإن "هذا سبب لنا صداعا كبيرا".

ولكن متقي -أضاف للجزيرة نت- "تمكّنا من السيطرة على الوضع وحاربنا التنظيم في المدن الرئيسية، ونطمئن العالم أننا ملتزمون باتفاق الدوحة الذي ينص على عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين".

ويُعد نشاط تنظيم الدولة حاليًا تهديدًا محتملا للحكومة الأفغانية الجديدة؛ ولا سيما بعد استهداف القوات الحكومية والمساجد في عدة مدن رئيسية، في حين تركز القوات الأمنية على محاربة التنظيم في معقله الرئيس، ولا تسمح بتمدده إلى مناطق أخرى من البلاد.

ويذكر مصدر حكومي -للجزيرة نت- أن الحكومة الأفغانية الجديدة أرسلت أكثر من ألف عنصر أمن إلى شرق البلاد للقضاء على التنظيم والسيطرة على معاقله الرئيسية.

وحسب المصدر، تحاول القوات الأمنية استنزاف التنظيم قبل حلول الربيع حتى لا يستطيع مواجهتها، لأن القيادة المركزية تعتقد بأن الربيع سيكون صعبا وأن ساحات القتال ستشتعل إن تمكن التنظيم من التسلل إلى المدن الرئيسية.

استنساخ أساليب طالبان

ويستنسخ تنظيم الدولة كثيرا من أساليب حرب المدن التي استخدمتها حركة طالبان ضد الحكومة الأفغانية السابقة والقوات الأجنبية. ولا يخفي قادة ميدانيون هواجسهم من نشاط التنظيم في المدن الرئيسية.

يقول مصدر في المخابرات الأفغانية -للجزيرة نت- إن "تنظيم الدولة يستخدم الأساليب السابقة نفسها في استهداف المسؤولين والمدنيين بالمدن الرئيسية، ولا يزال يمثل تهديدا رغم تفكيك هيكله الرئيس، وفي ظل عمل القوات الأمنية في  إطار مجموعات صغيرة، مما يشكل تحديا آخر للسيطرة على التنظيم".

المصدر : الجزيرة