رئيس الوزراء العراقي ينجو من محاولة اغتيال.. إدانة أميركية وإيرانية للهجوم والصدر يتهم "قوى اللادولة"

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
الكاظمي دعا إلى الهدوء واستنكر ما وصفه بالعدوان الجبان (مواقع التواصل)

أعلنت السلطات العراقية نجاة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال بواسطة 3 طائرات مسيرة مفخخة استهدفت منزله في المنطقة الخضراء ببغداد فجر اليوم الأحد، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي خلف أضرارا مادية بالمنزل.

وأكدت مصادر للجزيرة أن الكاظمي كان في منزله بالمنطقة الخضراء وقت الهجوم، وأن المنزل أصيب بأضرار "ليست بالبسيطة".

من جهته، قال اللواء يحيى رسول -المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء- إن الكاظمي لم يصب بأذى وإن الهجوم تسبب بأضرار مادية. وقالت وزارة الداخلية إن المحاولة وقعت بواسطة 3 طائرات مسيرة، وإن القوات الأمنية تمكنت من إسقاط طائرتين.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية قولها إن الهجوم أسفر عن إصابة 6 من أفراد قوة الحراسة الشخصية لرئيس الوزراء، كما نقلت الوكالة عن دبلوماسيين غربيين موجودين في المنطقة الخضراء أنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق رصاص في المنطقة.

وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية إنها تعمل على تتبع مسار الطائرة المسيرة التي استهدفت منزل رئيس الوزراء.

الكاظمي يدعو للهدوء

وفي كلمة مقتضبة عقب الهجوم، قال الكاظمي -الذي بدا بصحة جيدة- إنه ومن يعمل معه بخير بعدما تعرض منزله إلى "عدوان جبان".

وأضاف أن "الصواريخ الجبانة والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطانا ولا تبني مستقبلا". ودعا الجميع إلى "الحوار الهادئ والبناء"، من أجل العراق ومستقبله.

وفي أول رد فعل خارجي، دانت الولايات المتحدة بشدّة الهجوم على منزل الكاظمي، وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس -في بيان- "لقد شعرنا بارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح الذي ندينه بشدة، استهدف صميم الدولة العراقية".

وأضاف المتحدث أن واشنطن عرضت المساعدة على السلطات العراقية في التحقيق بشأن الهجوم الذي استهدف مقر رئيس الوزراء.

من جهة أخرى، قال أمين مجلس الأمن القومي في إيران علي شمخاني إن الهجوم "الإرهابي" على الكاظمي "فتنة جديدة وراءها مراكز الفكر الأجنبية".

محليا، استنكر الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم على منزل رئيس الوزراء، وقال إنه لا يمكن القبول "بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري".

أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فقال -في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي- إن هذا العمل "الإرهابي" يستهدف أمن الشعب العراقي واستقراره، كما يرمي لإرجاعه إلى "حالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة".

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عراقية أن زعيم التيار الصدري اتصل بعد الهجوم بالكاظمي للاطمئنان على سلامته.

وقال وليد إبراهيم -مدير مكتب الجزيرة في بغداد- إن مقتدى الصدر لم يتهم جهة محددة، لكن مصطلح "قوى اللادولة" يستخدم عادة للإشارة إلى القوى العراقية المسلحة التي ترفض الانضمام للمؤسسة الأمنية الرسمية وتسمي نفسها فصائل المقاومة.

من جهته، قال عمار الحكيم -رئيس تحالف "قوى الدولة الوطنية"- إن استهداف منزل الكاظمي "ينذر بأحداث أكثر خطورة" ويخاطر "بالإنجازات التي تم تحقيقها".

موقف "حزب الله"

في المقابل، قلل أبو علي العسكري -المسؤول الأمني لكتائب "حزب الله" العراقي- من أهمية الهجوم، وقال في تغريدة إنه لا أحد مستعد لخسارة طائرة مسيرة لاستهداف منزل من وصفه برئيس وزراء سابق، مشيرا إلى أن "من يريد أن يضر بهذا المخلوق فهناك طرق أقل تكلفة وأكثر ضمانا".

وجاء الهجوم على منزل الكاظمي في خضم حالة من التوتر جراء الخلاف على نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واندلعت مواجهات عنيفة أول أمس الجمعة بين متظاهرين مناصرين لفصائل رافضة لنتائج الانتخابات والقوات الأمنية التي تصدت لمحاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء؛ حيث يعتصمون أمام اثنتين من بواباتها الأربع.

المصدر : الجزيرة + وكالات