ميدل إيست آي: لماذا من المرجح أن تفشل محادثات الاتفاق النووي الإيراني بعد غد؟

اجتماع بين ممثلي إيران والاتحاد الأوروبي حول الاتفاق النووي في فيينا في يونيو/حزيران الماضي (الأناضول)

يقول الكاتب الصحفي شهير شهيدسالس إن احتمال فشل محادثات الاتفاق النووي الإيراني هذه المرة مرتفع نسبيا، مما قد يؤدي إلى مستوى محفوف بالمخاطر من التصعيد في الصراع بين أميركا وإيران وربما الحرب.

وأوضح الصحفي الكندي الإيراني في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني أنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق في الجولة التي ستبدأ بعد غد الاثنين في فيينا فإن العداء المتبادل بين واشنطن وطهران وتحركات خامنئي لعرقلة الانفراج مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح الاتفاق النووي غير مستقر وينهار مرة أخرى.

وقال إن المسافة بين "المتشددين" في طهران وإدارة بايدن واسعة للغاية، وأورد تصريحات سابقة للمرشد الإيراني على خامنئي وسياسيين وكتاب ينتقدون فيها بشدة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف والإدارة الأميركية، قائلا إنه وعلى هذه الخلفية كيف يمكن للمتشددين بقيادة خامنئي العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي وتبرير مثل هذه الخطوة إلى قاعدتهم الاجتماعية؟

التركيز الإيراني على رفع العقوبات

وأشار شهيدسالس إلى أن الحرس الثوري -وهو أحد مركزي القوة الرئيسيين في إيران إلى جانب خامنئي ومكتبه- أكد نهاية الشهر الماضي أن نهج إيران الجديد لإحياء الاتفاق النووي سيشمل الإصرار على الإزالة الفعالة لجميع العقوبات القاسية، وضمان من قبل الدول الغربية للوفاء الكامل بالتزاماتها والتأكيد على أنها لن تنتهك الصفقة وتتخلى عنها مرة أخرى، وتنفيذ آلية للتحقق من رفع العقوبات.

وأوضح الكاتب أن موافقة إدارة جو بايدن على الشروط الإيرانية المذكورة قد تؤدي إلى تعريض بايدن والديمقراطيين لخطر من وصفهم بأنهم يسترضون حكومة إيران المتشددة ورئيسها المرتبط بالإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988، والذي لا يزال يدافع عن أفعاله، إذ قال للصحفيين مؤخرا "إذا دافع قاض أو مدع عام عن أمن الشعب فإنه ينبغي الثناء عليه".

وبالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع فريق بايدن أن يضمن أن الولايات المتحدة لن تترك الصفقة مرة أخرى وفقا لقانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2012.

وقال شهيدسالس إنه يمكن للحكومات الأوروبية أن تقدم تأكيدات على أن الصفقة سوف يتم دعمها حتى لو انسحبت الولايات المتحدة، فبعد انسحاب ترامب حاولت فرنسا وألمانيا وبريطانيا جاهدة الالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال وضع آلية لدعم الأنشطة التجارية بين الشركات الأوروبية وإيران، لكنها لم تنجح أبدا، لأن البنوك والشركات الأوروبية لم تكن مستعدة للمخاطرة بفرض حظر من السوق الأميركية أو فرض عقوبات فلكية نتيجة لانتهاك العقوبات الأميركية.

المصدر : ميدل إيست آي