لاجئ عراقي في بيلاروسيا: مدينتي في حالة خراب وجميع أصدقائي ماتوا وأملي الوحيد الوصول إلى أوروبا

لاجئون يتجولون في مجمعات التسوق في مدينة مينسك في بيلاروسيا - غيتي
لاجئون يتجولون في مجمعات التسوق بمدينة مينسك في بيلاروسيا يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 (غيتي)

يقول أوشو (27 عاما) -وهو مهاجر من كردستان العراق- إن بلدته جلولاء دُمرت تماما ومات أصدقاؤه هناك، ويأمل حاليا في بناء حياة جديدة مع زوجته سوز (26 عاما) في ألمانيا. وتقول سوز -التي تريد أن تصبح مهندسة- "لا يمكننا العودة ولا يمكننا البقاء في مينسك، ليس لدينا خيار آخر سوى عبور الحدود".

وأوردت صحيفة صنداي تايمز (The Sunday Times) البريطانية -في تقرير لها- أن أوشو وسوز قالا ذلك في مركز التسوق بالعاصمة البيلاروسية مينسك، الذي أصبح نقطة انطلاق لأزمة دولية. ففي كل يوم تتجمع مجموعات من المهاجرين يحملون حقائب ظهر ثقيلة في نفس المكان بمينسك في درجات حرارة متدنية، استعدادا لرحلات إلى الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.

الفقر والحروب

كثيرون يفرّون من الفقر أو الحروب في الشرق الأوسط أو آسيا أو أفريقيا. ويوم الجمعة كانت هناك خارج مركز التسوق المسمى غاليريا، مجموعات من البيلاروسيين في ملابس مدنية، يبدو أنهم مسؤولون عن تنظيم النقل إلى الحدود.

سوز وأوشو سبق أن قاما بالفعل بمحاولة واحدة فاشلة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد وصولهما إلى الحدود البولندية، وضعهما رجال يرتدون الزي العسكري يُعتقد أنهم من ضباط الشرطة البيلاروسية في حافلة تقلهم ومهاجرين آخرين إلى الحدود مع ليتوانيا.

حتى الأطفال

قالت سوز "عندما كنا على الحدود، لم يكن لدينا ما يكفي من الطعام والماء، وكان الجو باردا جدا هناك. شعرت بالأسف على الأطفال. رأيت طفلا يبلغ من العمر 8 أشهر هناك".

ولقي 8 مهاجرين على الأقل حتفهم على الحدود في الغابة الكثيفة، ويقول البعض إنهم تعرضوا للاعتداء من قبل حرس الحدود البيلاروسيين والبولنديين، كما اتُهمت قوات الأمن البيلاروسية بإطلاق النار على رؤوس المهاجرين لإعادتهم إلى المنطقة الحدودية المضطربة، عندما حاولوا العودة إلى مينسك.

وقال أكا -وهو كردي من العراق أيضا في منتصف العشرينيات، وقد دفع 3 آلاف دولار للحصول على تأشيرات السفر والرحلات الجوية- "أعرف ما يحدث على الحدود، لكن هذا لن يمنعني، إنها أوروبا أو الموت".

وحذرت جماعات إغاثة من أزمة إنسانية متفاقمة مع توقع انخفاض درجات الحرارة إلى -4 درجات مئوية هذا الأسبوع. ورغم أن الكثيرين يقيمون في الفنادق، فإن آخرين يقضون الليالي في خيام بالحدائق في مينسك قبل محاولة الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

مثل المتوحشين

وقالت مساعدة تعمل في متجر بمركز التسوق في مينسك إن المهاجرين كانوا يأتون لشراء ملابس دافئة و"كانوا مهذبين"، لكنها غضبت من مشاهد الذين يحاولون كسر السياج على الحدود البولندية.

وأضافت أنها تشعر بالأسف تجاههم، لكنها قالت إنهم عندما يحاولون تدمير كل شيء بالعصي وعبور الحدود بشكل غير قانوني، فإن هذا يثير موقفا سلبيا، "لا أعرف ما يحدث في بلدانهم، أو ما الذي يفرون منه، لكنهم يتصرفون مثل المتوحشين على الحدود".

وقال مواطن أفغاني الأسبوع الماضي إن حرس الحدود البيلاروسيين أعطوا المهاجرين قواطع، وأجبروهم على قطع سياج من الأسلاك الشائكة على الحدود البولندية.

المصدر : صنداي تايمز