وسط استنفار أمني.. مفوضية الانتخابات في العراق تعلن اكتمال النتائج الأولية وتفتح باب الطعون مجددا

المؤتمر الصحفي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق
المفوضية قالت إن باب الطعون سيفتح من جديد في النتائج المكتملة باعتبارها نتائج أولية (الجزيرة)

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الليلة اكتمال النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد الماضي بعد انتهاء عمليات إعادة الفرز الجزئي للأصوات، في حين وُضعت القوات الأمنية في حالة استنفار تحسبا لأي طارئ وسط إصرار عدد من القوى السياسية على التشكيك بنزاهة العملية الانتخابية.

ففي مؤتمر صحفي ببغداد، قالت مفوضية الانتخابات العراقية إن عمليات العدّ والفرز لجميع المحطات الانتخابية اكتملت، وأشارت إلى نشر النتائج الأولية في موقعها الإلكتروني، مؤكدة أن نسبة المشاركة ارتفعت إلى 43%.

كما أكدت المفوضية أنها تلقت أكثر من 1300 طعن، وأن جميع الطعون غير مؤثرة في نتيجة الانتخابات.

وأوضحت أن باب الطعون سيفتح من جديد في النتائج المكتملة باعتبارها نتائج أولية.

وعلم مراسل الجزيرة في بغداد أن النتائج -بعد اكتمال عمليات العد والفرز وما تم فحصه من طعون- لم تسفر عن تغييرات كبيرة في الأوزان النسبية للكتل السياسية، وما حصلت عليه من مقاعد برلمانية.

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت في وقت سابق السبت، إنجاز 95%‎ من الفرز اليدوي في مراكز الاقتراع البالغة 3681.

وأغلقت المفوضية يوم الخميس باب الاعتراضات على النتائج الأولية بعد مهلة استمرت 3 أيام، على أن تنظر في الطعون المسجلة في غضون 10 أيام تبدأ من الجمعة، لتعلن بعدئذ النتائج النهائية.

وفي وقت سابق، أعلن حسين الهنداوي مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الانتخابات، انتهاء عملية إعادة العدّ والفرز اليدوي في المراكز الانتخابية، والتي جاءت مطابقة للعد الإلكتروني.

وأكد المستشار ترحيب الحكومة بالحوار لحل كل المشاكل، لكنّ تركيزها الآن ينصبّ على المسار القانوني، من خلال إنهاء مفوضية الانتخابات عملها، وإعلان النتائج في الوقت المحدد.

مواقف القوى السياسية

وقد سارع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إعلان قبوله بنتائج وقرارات المفوضية العليا للانتخابات.

وقال الصدر إن التيار يسعى لتكوين حكومة وطنية خدمية، لا طائفية ولا عرقية، وفقا لتطلعات الشعب العراقي.

في المقابل، أعلن الإطار التنسيقي للقوى الشيعية في العراق رفضه الكامل لنتائج مفوضية الانتخابات بعد إصرارها على ما سماها النتائج المطعون بصحتها.

وفي بيان نشره قبيل المؤتمر الصحفي لمفوضية الانتخابات، حمّل الإطار المفوضية المسؤولية الكاملة عما سماه فشل الاستحقاق الانتخابي في العراق.

واعتبر الإطار التنسيقي أن سوء إدارة ملف الانتخابات سينعكس سلبا على المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي. كما أعرب عن أمله في أن تصحح مفوضية الانتخابات المخالفات التي ارتكبتها أثناء وبعد عدّ الأصوات وإعلان النتائج.

من جهتها، وصفت "الجبهة الوطنية المدنية" العراقية الانتخابات التشريعية بالباطلة، ودعا رئيس الجبهة إياد علاوي إلى عقد مؤتمر حوار وطني لإيجاد حلول للمشاكل الناتجة عن الانتخابات، محذرا من وصول الأمور إلى درجة الاحتراب.

وفي مؤتمر صحفي للجبهة، شدد علاوي على أن قراره مقاطعة الانتخابات يعود إلى أسباب تتراوح بين الفساد المالي والنفوذ الأجنبي والسلاح المنفلت، بحسب تعبيره.

وكانت قوى سياسية أبرزها تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، قد حذرت من أن المضي بالنتائج المعلنة للانتخابات "يهدد السلم الأهلي في البلاد ويعرضه للخطر"، وهو ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع اقتتال داخلي في البلاد.

خريطة النتائج

ووفق النتائج الأولية التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، فإن الكتلة الصدرية تصدرت النتائج بـ73 مقعدا من أصل 329، في حين حصلت كتلة "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي على 38 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة حلّت كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ37 مقعدا.

كما حصد الحزب الديمقراطي الكردستاني 32 مقعدا، وفاز حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بـ15 مقعدا، وحصل تحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر على 20 مقعدا، وتحالف "الفتح" على 14 مقعدا.

وأجريت الانتخابات قبل عام من موعدها المقرر، بعد احتجاجات واسعة شهدها العراق بدءا من مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، واستمرت أكثر من سنة، وأطاحت بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي في أواخر 2019.

قوات عراقية خاصة أثناء انتشارها وسط بغداد في إطار استنفار أمني تحسا لإعلان النتائج الأولية للانتخابات (وكالة الأنباء الأوروبية)

حالة تأهب

على صعيد آخر، قال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عبد الأمير يار الله إن جميع القوات الأمنية دخلت حالة التأهب والاستعداد، تحسبا لأي طارئ عند ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية.

وأضاف رئيس أركان الجيش العراقي -في مؤتمر صحفي عقده في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد)- أن القوات الأمنية جاهزة لتأمين الوضع لما بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية.

وكانت المفوضية العليا المستقلة قد أعلنت الاثنين الماضي النتائج الأولية التي جاءت بتصدّر التيار الصدري قائمة القوى المتنافسة، غير أن قوى مقربة من إيران شككت في النتائج، وذلك بعد خسارتها كثيرا من المقاعد مقارنة بالانتخابات السابقة التي أجريت عام 2018.

وذكرت وكالة الأناضول -نقلا عن مصدر أمني السبت- أن السلطات العراقية نشرت أعدادا كبيرة من قوات الجيش والشرطة وسط بغداد، تحسبا لوقوع أي طارئ قبيل إعلان النتائج النهائية للانتخابات، وأضاف المصدر أن الانتشار الأمني تركز في مداخل المنطقة الخضراء ومحيطها، حيث مقارّ الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات