تعرف على إجراءات اللجوء السياسي إلى أميركا والتغييرات الخاصة به

Protesters denounce the US-enacted travel ban from Muslim-majority countries, outside the Islamic Center of Southern California after Friday prayers in Los Angeles, California, USA, 03 February 2017. The demonstrators were taking part in a #WeAreAllAmerica solidarity event bringing together Muslim communities with other migrants from Latin America, Asia and others. President Donald Trump's executive order halts all refugee entry for 120 days and for 90 days bans entry
مظاهرة في لوس أنجلوس ضد قرار ترامب منع دخول لاجئين إلى الولايات المتحدة معظمهم من دول إسلامية (الأوروبية)

اللجوء هو حماية قانونية تمنحها حكومة الولايات المتحدة للأشخاص الموجودين على أراضيها ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية، لتعرضهم -أو خشية تعرضهم- للأذى بسبب عرقهم أو ديانتهم أو أصلهم القومي أو مواقفهم وانتماءاتهم السياسية.

وتميز الحكومة الأميركية بين النازحين (Refugees) وبين اللاجئين (Asylums)، فتشرف الأمم المتحدة على الفئة الأولى من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين تضم الفئة الثانية الموجودين في الأراضي الأميركية ويخشون العودة لبلدانهم الأصلية لأسباب مختلفة.

ويمثل اللاجئون الفارون من بلدانهم بسبب المخاوف الأمنية (عنف الشرطة والعصابات المنظمة وتجار المخدرات من دول السلفادور وغواتيمالا وهندوراس)، 90% من اللاجئين في الولايات المتحدة.

لكن يبقى هناك أقل من 10% ممن يغادرون بلدانهم بسبب اضطهاد سياسي أو تمييز على أساس ديني أو ترصّد مجتمعي، ويأتون من مختلف بقاع الأرض.

وتحتضن العاصمة واشنطن الكثير من قادة الجماعات المعارضة للحكومة الصينية من أقاليم التبت، وقادة من أقلية الإيغور المسلمة، كما يقيم بالقرب من مدينة فلادلفيا بولاية بنسلفانيا المعارض التركي فتح الله غولن، وقبل ذلك احتضنت مدينة لوس أنجلوس وواشنطن آلاف الإيرانيين الذين فروا من بلادهم عقب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وقبل ذلك أيضا اختار الآلاف من الكوبيين والفيتناميين الاستقرار في الولايات المتحدة، بعد سيطرة الأنظمة الشيوعية على الحكم في هافانا وهانوي.

سهولة الحصول على صفة "لاجئ"

لا توجد أي رسوم مالية على طلبات اللجوء، وهي عملية مجانية بصورة كاملة إلا إذا قرر صاحب الطلب الذهاب لمكتب محاماة متخصص ليساعده في إعداده بصورة أكثر احترافية. وتوجد كذلك عشرات المنظمات غير الحكومية التي توفر خدمات مساعدة قانونية لطالبي اللجوء السياسي.

ويمكن لمن يرغب في التقديم بطلب لجوء فور وصوله الولايات المتحدة، القيام بذلك عند نقطة الدخول، سواء كانت مطارا أو معبرا بريا أو ميناء بحريا.

ويستغرق البت في طلب اللجوء مدة تتراوح ما بين عامين و4 أعوام.

والموافقة على طلب اللجوء تمنح صاحبها عدة ميزات منها:
 الإقامة بشكل دائم وقانوني في الولايات المتحدة.
 جلب أفراد العائلة المقربين (الزوج، الزوجة، الأبناء أقل من 21 عاما).
 تصريح قانوني بالعمل.
 وبعد مرور عام من الحصول على الموافقة على طلب اللجوء، يمكن للشخص طلب الحصول على بطاقة إقامة دائمة (غرين كارت "Green Card") تمكنه من التقدم للحصول على الجنسية الأميركية بعد 4 سنوات من تاريخ الموافقة على طلب الإقامة الدائمة.
 كما يمكن للشخص التقدم والحصول على مزايا إضافية على المستوى المحلي أو من الحكومة الفدرالية، مثل إعانات السكن أو التغذية.

ولا يجوز لطالب الحصول على لجوء سياسي السفر خارج الولايات المتحدة خلال الفترة التي ينتظر فيها البت في طلبه، كما لا يمكنه السفر إلى بلاده الأصلية التي جاء منها، إذ ينتفي هنا عنصر الخوف والاضطهاد، ويمكن في حالات محددة الحصول على إذن للسفر، لكن ليس إلى الدولة الأصلية.

WASHINGTON, DC - SEPTEMBER 14: Activists hold a banner during a demonstration organized by the Hebrew Immigrant Aid Society outside the U.S. Capitol September 14, 2017 in Washington, DC. Protestors are calling on President Trump to increase the number of refugees resettled in the United States. Aaron P. Bernstein/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
مظاهرة في 14 سبتمبر/أيلول 2017 تطالب بزيادة أعداد اللاجئين الذين يسمح بإعادة توطينهم (الفرنسية)

سياسات ترامب واللاجئون العرب

وأجرى ترامب أكثر من 400 تغيير على سياسة الهجرة في السنوات الأربع الماضية، بعضها منذ يومه الأول في البيت الأبيض عام 2017، عندما حظر دخول مسلمي بعض الدول الإسلامية، وبعضها تعلق باللاجئين.

وكانت آخر الخطوات التي استهدف بها ترامب اللاجئين: تغيير القوانين القديمة التي كانت تمنح اللاجئ بمجرد وصوله الأراضي الأميركية تصريحا يسمح له بالعمل، وكان يحصل عليه خلال 150 يوما من التقدم بطلب اللجوء، لكنه أصبح يستغرق عاما كاملا.

وإذا تم رفض طلب اللجوء فيمكن الطعن فيه أمام إحدى المحاكم، وهو إجراء يستغرق كذلك سنوات عدة، وخلال تلك الفترة تكون إقامة طالب اللجوء شرعية ولديه تصريح عمل.

وتحدث للجزيرة نت أحد العرب الذين بدؤوا إجراءات الحصول على اللجوء قبل 3 أعوام، وقال إن "السياسات الجديدة لا تهمني في شيء. حصلت على تصريح عمل صالح لمدة سنتين، وسأجدده إذا لم يتم البت في طلب لجوئي قبل ذلك، أعرف عربا وغير عرب لم يتم البت في طلباتهم على الرغم من تقديمهم كل الأوراق والوثائق المطلوبة قبل 7 سنوات".

وتحدثت الجزيرة نت مع حسام الدين عمر، وهو محامٍ عربي في العاصمة واشنطن متخصص في قضايا الهجرة، فقال "إن سياسات اللجوء تغيرت أثناء سنوات حكم ترامب عدة مرات، بسبب تدخل المحاكم الأميركية ورفض بعضها سياساته لعدم دستوريتها".

وشهدت سنوات حكم ترامب تضييقا كبيرا على اللاجئين، وركزت بالأساس على النازحين من دول أميركا الوسطى، ومن هنا كان بناء الحاجز الحدودي على الحدود الجنوبية مع المكسيك.

ويرى عمر أن تلك الإجراءات "لم تنتج عنها أي ممارسات جديدة، فقط سيتم تأجيل البت في طلبات اللجوء، ونتوقع أن يتم التعامل بسرعة مع طلبات اللجوء كما كان الوضع قبل وصول ترامب للحكم".

اللاجئون العرب.. نموذج لواقع مؤلم

وأشار محامي هجرة عربي آخر رفض أن يذكر اسمه، إلى أن أي شخص "يخشى التعرض للتعذيب في وطنه الأصلي قد يكون مؤهلا للحصول على شكل آخر من أشكال الدعم، بموجب الاتفاقية العالمية ضد التعذيب. يجب أن تثبت أنك أكثر عرضة للتعذيب بشكل مباشر من قبل حكومة بلدك، إذا تمت إعادتك إلى بلدك الأصلي".

وأضاف المحامي -في حديث مع الجزيرة نت- أنه "لا يقصد بالتعذيب فقط ما نفهمه من تعذيب جسدي تقليدي، كما نشاهد ونقرأ في التقارير المختلفة، فهناك بعض قضاة الهجرة الأميركيين يعتبرون التهكم اللفظي أو التنمر من أنواع التعذيب، حال ارتباطه بفئة معينة مثل الأقليات الدينية أو الشواذ جنسيا".

إلا أن المحامي ذكر للجزيرة نت أن هناك "أعدادا كبيرة من الذين يأتون من دول عربية ويدّعون كذبا أنهم عرضة للاضطهاد والتعذيب بسبب خلفياتهم الدينية أو ميولهم الجنسية"، وأشار إلى أن كل هذا يضر بالعديد من المضطهدين الحقيقيين وسط هذه الفئات.

ويقول المحامي "كما أن هناك كذلك لوبيات وجماعات نسائية تساعد وتدعم بعض الفئات، مثل ضحايا الختان على سبيل المثال".

وأشار المحامي العربي للجزيرة نت إلى أن "موجات اللاجئين العرب تعكس بدقة مسار تاريخنا الحديث، حيث جاء الكثير من العراقيين عقب غزو بلادهم، ثم قدم أبناء دول الربيع العربي من مصر وتونس واليمن، وأعقبهم مواطنو سوريا وليبيا".

وأضاف: "كان من بين عملائي مترجمون عراقيون خدموا مع القوات الأميركية المحتلة لبلادهم، ودبلوماسيون سوريون مثلوا نظام الأسد لسنوات ولم يعد بوسعهم تمثيله في الخارج عقب المذابح التي ارتكبتها قواته ضد الشعب السوري، وكذلك العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين استطاعوا الوصول إلى الأراضي الأميركية".

المصدر : الجزيرة