بعد إخراجه من المشهد السياسي.. هل تتصدع جبهة حفتر العسكرية وتتخلى عنه مصر والإمارات؟

Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi (R) arrives with Arab leaders Sheikh Mohammed bin Zayed (C), Crown Prince of Abu Dhabi, and General Khalifa Haftar (L), commander in the Libyan National Army and members of the Egyptian military at the opening of the Mohamed Najib military base, the graduation of new graduates from military colleges, and the celebration of the 65th anniversary of the July 23 revolution at El Hammam City in the North Coast, in Marsa Matrouh, Egypt, July 22, 2017 in this handout picture courtesy of the Egyptian Presidency. The Egyptian Presidency/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد وخليفة حفتر
اللواء المتقاعد خليفة حفتر (يسار) مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد (رويترز)

بعد إعلان وقف إطلاق النار من قِبَل حكومة الوفاق وبرلمان طبرق، يثير الرأي العام تساؤلات حول مستقبل اللواء المتقاعد خليفة حفتر وخيارات الأطراف التي كانت تدعمه على مدى السنوات الماضية.

وقال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر إن قواته مستعدة للرد على أي هجوم حول سرت، مشيرا إلى أن مبادرة السراج لوقف إطلاق النار هي محاولة للتسويق الإعلامي.

وتعد تصريحات المسماري أول رد رسمي من قوات حفتر على إعلان وقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط الليبي.

ويرى محللون وسياسيون أن حفتر يشعر أن داعميه يتركونه مع مرور كل يوم منذ خسارته الفادحة في طرابلس، إضافة إلى خوفه من العقوبات الدولية والمحاكمة في أميركا على جرائم الحرب التي ارتكبها في ليبيا.

واعتبر مستشار رئيس حكومة الوفاق للعلاقات الأميركية محمد الضراط أن "موقف حفتر الرافض لوقف إطلاق النار" ينطلق من توجيهات روسية وربما إماراتية بسبب إدراكه أن أطماعه لحكم ليبيا دفنت على أسوار طرابلس.

وأضاف "حفتر يعلم أن تخليه عما يمليه عليه الروس قد يفقده موقعه في التفاوض مع باقي الأطراف الدولية".

لكنه توقع في الوقت ذاته عدم استمرار الإمارات ومصر في دعم حفتر عسكريا لتجنب الوقوع في مستنقع لا نهاية له، ولذلك "تبحثان عن تحقيق أهدافهما عبر طرق أخرى".

ورأى في تصريح للجزيرة نت أن رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح أمام تحد كبير لإقناع الأسرة الدولية أنه يصلح لكي يكون واجهة سياسية فاعلة ممثلة للمنطقة الشرقية، بعد رفض حفتر وقف إطلاق النار.

هرطقة إعلامية
ويرى عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس أن أي تصريح يصدر عن حفتر وناطقه الرسمي هو هرطقة إعلامية لن يكون لها أي تأثير في المفاوضات الجارية حاليا لوقف إطلاق النار في ليبيا.

وتابع كرموس في تصريح للجزيرة نت "خسائر حفتر الفادحة وخروجه من جنوب طرابلس وترهونة وإجباره مؤخرا على فتح منشآت النفط، جعلته في موقف محرج أمام مناصريه الغاضبين جراء الزج بهم في حرب دامية خسرها أخيرا".

واعتبر كرموس أن السلطات المصرية تسعى للتقارب بحذر مع حكومة الوفاق، بعد فشل حفتر الذريع والتدخل الروسي الذي تعارضه واشنطن محاوِلةً تثبيت عقيلة صالح ممثلا عن المنطقة الشرقية بديلا لحفتر على عكس السياسة الفاشلة للإمارات المعادية لحكومة الوفاق وثورات الربيع العربي.

وأكد كرموس أن حفتر سيحاسب قريبا كمواطن أميركي على انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا وعلى التعامل مع مرتزقة شركة فاغنر الروسية وإدخاله الروس إلى ليبيا.

حفتر خارج المشهد
بدوره، يرى المحلل السياسي إسماعيل المحيشي أن حفتر أصبح خارج المشهد السياسي بعد استبعاده من التوافقات الأخيرة ولن يكون له دور مستقبلا في العملية السياسية.

وأضاف المحيشي "حفتر لا يتحكم في المرتزقة الروس الموجودين في سرت والجفرة، إضافة إلى أن المرتزقة الجنجويد والتشاديين ومليشياته المسلحة قد يتركونه في أي وقت عند جفاف منابعه المالية".

وصرح المحيشي للجزيرة نت بأن حفتر لن يستطيع استغلال أي استثمار سياسي في المنطقة بسبب أن الدول الكبرى تجاوزته، بعد فوات فرصة كانت متاحة أمامه قبل هجومه الدموي على طرابلس وفشله في انتزاع السلطة.

وأشار المحيشي إلى أن الدول الداعمة لحفتر قد تغير من سياستها العدوانية تجاه حكومة الوفاق كما شاهدنا مؤخرا من الحكومة الفرنسية التي يبدو أنها تعتزم تغيير مسارها السياسي بناء على مصالحها.

وأضاف أن بعض الدول الداعمة لحفتر ستدافع عنه حتى الرمق الأخير ولن تغير مسارها بسبب تورطها في الدم الليبي خوفا من محاسبتها مستقبلا.

جوهر إعلان القاهرة
أما عضو مجلس النواب في طبرق زياد دغيم، فاعتبر أن أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر شكّك في صدق نوايا المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق ولم يعلن رفض وقف إطلاق النار الذي هو أساس المبادئ في "إعلان القاهرة".

وأضاف دغيم للجزيرة نت "مصر والإمارات وروسيا وفرنسا والسعودية دول جميعها رحبت بسرعة ببياني وقف إطلاق النار الصادرين من السراج وعقيلة صالح".

وأردف "المؤسسة العسكرية التي يقودها حفتر محترفة وشرعية، تستمد شرعيتها من مجلس النواب وتعمل بموجب القوانين السارية وستستمر".

المصدر : الجزيرة