بعد ليلة دامية في النجف.. مظاهرات ببغداد وفتح تحقيق والأمم المتحدة تدخل على الخط

Iraqi demonstrators chant slogans during ongoing anti-government protests in Najaf, Iraq February 6, 2020. REUTERS/Alaa al-Marjani
المتظاهرون تجمعوا في ساحة التحرير للتنديد بمحاولات فض الاحتجاجات بالقوة (رويترز)
شهدت ساحة التحرير وسط بغداد مظاهرات حاشدة اليوم احتجاجا على قمع المتظاهرين، في حين أمر رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقي عادل عبد المهدي بتشكيل لجنة تحقيق بأحداث النجف التي خلفت عشرات القتلى والجرحى.
 
وحمل المتظاهرون ومعظمهم من طلاب الجامعات لافتات منددة بقمع المظاهرات وقتل المتظاهرين ومحاولات فض الاحتجاجات بالقوة.
 
ويستمر توافد المحتجين إلى ساحة التحرير في بغداد وسط حالة من الهدوء الحذر بعد مواجهات محدودة خلال الأيام السابقة بين المتظاهرين وما يعرف بأصحاب القبعات الزرقاء التابعين للتيار الصدري الذين يحاولون فتح الطرق والسيطرة على مقاليد الأمور في الساحة بالتنسيق مع القوات الأمنية.

مواجهات النجف خلف عشرات القتلى والجرحى (رويترز)
مواجهات النجف خلف عشرات القتلى والجرحى (رويترز)
هدوء حذر
يأتي ذلك في وقت يسود هدوء حذر مدينة النجف منذ صباح اليوم بعد مواجهات بين مسلحين تابعين للتيار الصدري والمتظاهرين، خلفت عشرة قتلى وأكثر من مئة جريح.
 
ووقعت المواجهات عندما حاولت مجموعات ممن يسمَّـوْن بأصحاب القبعات الزرقاء اقتحام الساحة التي تمثل مركزَ الاحتجاج في النجف، مما دفع المتظاهرين للتصدي لهم، ووقوع مواجهات تم خلالها إطلاق الرصاص الحي وقنابل المولوتوف. وأعلنت السلطات تعطيل الدوام الرسمي اليوم.

من جهته، قال مصدر أمنى في قيادة شرطة النجف "قوات مكافحة الإرهاب انتشرت وسط النجف، وتولت إدارة الملف الأمني
.

وكان وزير الداخلية ياسين الياسري أمر صباح اليوم باتخاذ الإجراءات الأمنية لحماية ساحة التظاهر في النجف.
         
وقبل ذلك، دعا رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي -عبر حسابه على تويتر- الحكومة المستقيلة إلى الاضطلاع بدورها لحماية المتظاهرين، إلى أن يتم تشكيل حكومة تلبي تطلعات كل العراقيين وتستمد قوتها من الشعب وتنفذ مطالبه المشروعة والحقّة.
 
تنديد أممي أوروبي
يأتي ذلك في وقت أدانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى العراق جينين هينس بلاسخارت -عبر تغريدة اليوم- العنف تجاه المتظاهرين في النجف.

 وقالت البعثة الأممية إن بلاسخارات تدين العنف تجاه متظاهري النجف وارتفاع عدد الضحايا هناك، داعية إلى ضمان حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات، وليس بعد فوات الأوان.

 
 
من جهته طالب مارتن هوث سفير الاتحاد الأوروبي بالعراق -في تغريدة على تويتر- بمحاسبة الجناة الذي تسببوا في وفاة عدد من شباب الساحات في النجف جنوب بغداد أمس.          
 
وقال هوث "الترهيب والعنف ضد المتظاهرين على يد عناصر مسلحة، والذي تسبب بوفيات ليلة أمس بالنجف، أمرٌ غير مقبول". وأكد أن تلك الاعمال "الشنيعة" تعطل تحقيق أي تقدم سياسي.

 
وتأتي هذه التطورات بعد رفض المحتجين تكليف علاوي بتشكيل الحكومة المقبلةويطالبون برئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقا، فضلا عن رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة.

وتشهد البلاد احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، تخللتها مواجهات وأعمال عنف خلفت مئات القتلى.
 
المصدر : وكالات