جاب العالم لإغاثة المتضررين.. الهلال الأحمر القطري يدٌ بيضاء ممدودة للمساعدة

مراقبة حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال سوريا
مراقبة حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال سوريا

في عام واجه فيه العالم أكبر أزماته الصحية التي أثّرت بدورها على كافة مناحي الحياة، وجد الهلال الأحمر القطري لنفسه مكانا لتطبيب الجروح وإغاثة الملهوف، فجابت فرقه الإغاثية العالم، لا للتخفيف من وطأة فيروس كورونا فحسب، بل لتقديم كل أوجه الرعاية الإنسانية ومواجهة كافة الأزمات.

وقد امتدت يد الهلال الأحمر القطري البيضاء لتشمل عددا كبيرا من الدول، وكانت سوريا في مقدمتها نظرا للظروف المعيشية والأمنية الصعبة فيها، فشاركت فرقه ضمن برنامج المراقبة المحايدة لحملات اللقاح ضد مرض شلل الأطفال في الشمال السوري.

ليس هذا فحسب، بل نفّذ الهلال الأحمر القطري برنامجا لـ"تحسين نظم جمع وتحليل وإدارة المعلومات الصحية في الشمال السوري" بتمويل من صندوق قطر للتنمية، يهدف إلى دعم وتمكين نظام المعلومات الصحية التابع لمديريات الصحة والمنظمات الإنسانية العاملة في مناطق شمال سوريا.

كما نفذ مشروعا لإقامة العيادات النفسية المتنقلة في شمال البلاد بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، بهدف تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي المتكاملة وذات الجودة الثقافية المناسبة بشكل فوري وعاجل للنازحين والمهجّرين الداخليين، المقيمين في مناطق بعيدة لا تتوافر فيها هذه الخدمات.

ويغطي المشروع 15 منطقة في شمال غرب سوريا من المناطق التي يصعب على قاطنيها الوصول إلى مراكز الصحة النفسية، حيث يتم تسيير 3 عيادات نفسية متنقلة تقوم بتنفيذ زيارات منتظمة طوال أيام الأسبوع للأشخاص الذين يعانون من مشاكل أو اضطرابات في الصحة النفسية، فضلا عن تقديم الدعم النفسي عن بعد للتخفيف من آثار الحروب على الأطفال.

الهلال الأحمر القطري ينفذ مشروع لإقامة العيادات النفسية المتنقلة بسوريا
الهلال الأحمر القطري ينفذ مشروعا لإقامة العيادات النفسية المتنقلة في سوريا (الجزيرة)

استجابة طارئة

وعلى صعيد مواجهة تداعيات فيروس كورونا، أطلق الهلال الأحمر القطري مبادرة للاستجابة الطارئة لجائحة فيروس كورونا في 22 دولة موزعة على 6 قارات حول العالم، عبر دعم جهود الجمعيات الوطنية العاملة في جهود الاستجابة، بميزانية إجمالية قدرها مليونان و236 ألفا و827 ريالا قطريا لصالح أكثر من 320 ألف شخص.

وتتضمن المساعدات تقديم الدعم الفني والتمويلي والإشراف على العمل الميداني، إلى جانب مستلزمات النظافة والتعقيم، فضلا عن تنظيم دورات تدريبية للمتطوعين بهدف تأهيلهم لتنفيذ حملات توعية مجتمعية، مع تزويدهم بمعدات الحماية الشخصية للمحافظة على سلامتهم وسلامة المستهدفين من أفراد المجتمع.

وقد وجدت جهود الهلال الأحمر القطري صداها لدى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير الذي أشاد بجهوده في مجال احتواء فيروس كورونا، مبديا الاستعداد للعمل معه في عمليات التلقيح خلال مرحلة ما بعد أزمة كوفيد-19.

رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يثمن جهود الهلال الأحمر في مجال احتواء فيروس كورونا
رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمن جهود الهلال الأحمر القطري في مجال احتواء فيروس كورونا (الجزيرة)

حفر الآبار

وعلى صعيد آخر، أعلن الهلال الأحمر القطري عن مساهمة بعثته التمثيلية في اليمن بأعمال مشروع حفر الآبار اليدوية وتأهيل مشاريع المياه. ويتضمن المشروع حفر الآبار وتعميقها لتوفير المياه النقية بعيدا عن الملوثات، مع إنشاء الخزانات ونقاط توزيع المياه وبناء غرف الضخ وتزويدها بمنظومات الطاقة الشمسية.

وتعاني عدة مناطق في اليمن من ندرة المياه، حيث تبيّن مؤشرات الأمم المتحدة أن أكثر من ثلثي اليمنيين -الذين يعانون أصلا من الفقر- لا يستطيعون تحمّل نفقات شراء أو توصيل المياه الآمنة.

وتعليقا على ذلك، أكّد المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري المهندس إبراهيم عبد الله المالكي -في حديث للجزيرة نت- أن عام 2020 شكّل علامة فارقة بالنسبة للهلال الأحمر، حيث رسّخ ريادته العالمية في مجال العمل الإنساني، ولم تزده الظروف التي مرّ بها العالم أجمع بسبب جائحة فيروس كورونا إلا قوة وعزيمة على مواجهة التحديات وتذليل الصعاب.

وأضاف المالكي أن القطاع الطبي أدى دورا مهما في مساندة جهود الدولة للتصدي لفيروس كورونا، وضحى "جيشنا الأبيض بوقتهم وجهدهم بلا كلل، في سبيل خدمة أبناء المجتمع والسهر على سلامتهم وتقديم العناية الطبية اللازمة لهم"، مثمّنا الدور الذي قام به المتطوعون.

وأشار إلى الإستراتيجية التي انتهجها الهلال الأحمر القطري منذ تفشي فيروس كورونا، بمحاولة الوصول إلى المتضررين في 22 دولة لتقديم يد العون للمحتاجين في تلك الدول، والتعاون مع المنظمات الوطنية هناك للوصول إلى أكثر المتضررين وإغاثتهم.

المصدر : الجزيرة