"101 فكرة".. مبادرة جزائرية شبابية رقمية لتجاوز الأزمة‎

اسلام عبد الحي.متظاهرون يصرون على رحيل رموز النظام السابق. سحة أودان. قلب الجزائر العاصمة.
المبادرة أطلقتها مجموعة من الشباب عبر منصة رقمية لتمكن الجزائريين في الداخل والخارج من طرح أفكارهم (الجزيرة)

إسلام عبد الحي-الجزائر

ستة أشهر متواصلة ولم يتوقف الحراك الشعبي في الجزائر، ولا تزال "دار لقمان" سياسيا على حالها منذ استقالة الرئيس بوتفليقة في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.

وباستثناء حملة مكافحة الفساد المفتوحة ضد رموز النظام السابق من سياسيين ورجال مال، فلا شيء تقدم على صعيد الحلول الممكنة لاستئناف الشرعية الانتخابية.

وتشهد الساحة الجزائرية إطلاق عشرات من المبادرات السياسية التي تحمل تصورات ومقترحات، قدمتها تكتلات حزبية ومدنية وشخصيات عامة.

وتعد مبادرة "101 فكرة" من أهم هذه المبادرات الشبابية.

101 فكرة
مبادرة "101 فكرة من أجل الجزائر" أطلقتها مجموعة من الشباب، عبر منصة رقمية لتمكن الجزائريين في الداخل والخارج من طرح أفكارهم للمساهمة في إخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها.

وفي حديث خاص مع الجزيرة نت، يقول أمين توبوك صاحب المبادرة "إن فكرة المبادرة قديمة وولدت في يناير/كانون الثاني 2018، لكنها لم تتجسد، وبقيت على الهامش حتى بعد الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط" الماضي.

أما عن اسم المبادرة "101 فكرة من أجل الجزائر" فيرجعه أمين إلى اليوم الذي قرر فيه مع أعضاء المبادرة الانطلاق في المشروع، وكان يصادف اليوم 101 من الحراك الشعبي، حيث أنشأوا منصة رقمية متاحة للجميع من أجل طرح أفكارهم للنهوض بالجزائر.

‪يعتزم أصحاب المبادرة جمع الأفكار في كتاب من خمسمئة صفحة‬  (الجزيرة)
‪يعتزم أصحاب المبادرة جمع الأفكار في كتاب من خمسمئة صفحة‬ (الجزيرة)

ويعتزم أصحاب المبادرة جمع الأفكار في كتاب من خمسمئة صفحة، وتقديمها لرئيس الجمهورية المستقبلي المنتخب، من أجل المساهمة في بناء مجتمع "عادل ومزدهر ومتصالح مع الذات".

يقول أمين (شاب جزائري مقيم في فرنسا يشتغل في مجال التصميم لمنتجات مايكروسوفت) إن المبادرة تضم 16 عضوا، والمجال مفتوح للجميع للانضمام إليها.

وأضاف أن المجموعة تابعة قانونيا وأخلاقيا للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة في فرنسا، وهي تنظيم غير سياسي ولا ينتمي إلى أي تيار أيديولوجي، كما أنها لا تهدف إلى تحقيق الربح.

مبادرة الأفكار وليس الآراء
وأنشأ أصحاب المبادرة لجنة قراءة للمقترحات المنشورة عبر هذه البوابة، لدراسة كل الأفكار وجمعها دون إقصاء، بهدف توفير حلول للخروج من الأزمة.

وأشارت المجموعة عبر موقعها الإلكتروني إلى أن الشعب الجزائري يرغب في بناء جزائر جديدة تقوم على الأمل في المساواة واحترام التعددية والتنوع وحرية المجالات السياسية والنقابية والإعلامية.

ويكشف أمين للجزيرة نت عن أن المبادرة تلقت أكثر من مئة فكرة خلال أسبوع من إطلاقها، في حين أن بعض المشاركين أرسل شعارات من الحراك مثل "يروحو قع" أي يرحلوا جميعا، وهذه المشاركات لا تأخذها لجنة القراءة بعين الاعتبار لأن "الهدف من المبادرة ليس جمع الآراء، وإنما جمع حلول هادفة للخروج بالجزائر إلى بر الأمان".

وأرجع أمين تفاعل الشباب مع المبادرة عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى تجاوبها مع متطلبات العصر، وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن أفكارهم واقتراح الحلول.

المصدر : الجزيرة