قايد السبسي والشاهد.. مصالحة فعلية أم مناورة سياسية؟
وقال السبسي خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الانتخابي الأول لنداء تونس موجها خطابه إلى أنصاره وقادة حزبه "أطلب منكم رفع التجميد على رئيس الحكومة يوسف الشاهد فهو ابن النداء".
وسبق أن قررت الهيئة السياسية لنداء تونس تجميد عضوية الشاهد، وإحالة ملفه إلى لجنة النظام في 14 سبتمبر/أيلول 2018.
وبلغ الصراع بين الشاهد والمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قايد السبسي -نجل الرئيس- ذروته، ولم يخل من كيل الاتهامات بين الطرفين، وتحميل كل منهما الآخر مسؤولية تدمير حزب نداء تونس.
ودفعت استقالة ثمانية نواب من نداء تونس وانضمامهم إلى كتلة "الائتلاف الوطني" الداعمة للشاهد نجل السبسي إلى إصدار بيان في 8 سبتمبر/أيلول 2018 استنكر خلاله ما سماه "انشغال رئيس الحكومة بالمناورات السياسية وشق وحدة الأحزاب".
ودخل رئيس الجمهورية على خط المواجهة مع الشاهد حين دعاه صراحة للاستقالة من رئاسة الحكومة أو التوجه إلى البرلمان لإعادة نيل الثقة، معتبرا أن حكومته فقدت الحزام السياسي الداعم لها.
عودة الشاهد
وتساءلت القيادية في حزب الشاهد عن الأسباب التي قد تدفع عديد القادة المنشقين والمستقيلين من نداء تونس -بمن فيهم رئيس الحكومة- إلى العودة له، في ظل بقاء نفس الوجوه ونفس المشاكل.
بالمقابل، توجهت بالشكر إلى الرئيس التونسي، معتبرة دعوته لتجميع القوى التقدمية رسالة إيجابية من شأنها تخفيف حدة الاحتقان السياسي وتهدئة الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية.
وشددت هدى سليم في حديثها على أن باب التقارب بين الحزبين في جبهة موحدة يبقى مفتوحا في حال قام نداء تونس بإصلاحات جذرية في الحزب وقادته، لافتة إلى أن خروج نجل السبسي من الحزب يبقى غير كاف.
وختمت بأن الرئيس السبسي من خلال هذه التصريحات "بصدد البحث عن خروج مشرف من الباب الكبير بعد تسببه في انقسامات حين انحاز لابنه على حساب مصلحة الحزب والدولة".
لوم وتذكير
وتابع في تدوينته "اليوم نتأكد على الأقل أن كل ما قاله جميعهم منذ أكثر من سنة هراء، وأن خيارنا منذ البداية والطريق الذي نشق هما عين الصواب".
وفي أول تعليق له على دعوة والده لرفع التجميد عن الشاهد، أكد نجل السبسي في تصريحات إعلامية محلية أنه "سيستجيب لهذا الطلب"، ولم يستبعد أن يكون رئيس الحكومة ضمن المرشحين عن نداء تونس للرئاسيات.
نحو رفع التجميد
وأضاف "الشاهد يبقى من أبناء نداء تونس، وليست هناك عداوة حقيقية بيننا، بل مجرد خلافات يمكن تجاوزها".
وكانت الأوساط السياسية والشعبية في تونس قد تفاعلت عبر الشبكات الاجتماعية مع دعوة الباجي رفع التجميد عن رئيس الحكومة، بين من اعتبرها مصالحة حقيقية وبين من وصفها بالمهادنة والمناورة السياسية.
وعلق الإعلامي والمحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي بالقول "الباجي قايد السبسي مناور سياسي كبير"، في حين كتبت الناشطة بحزب تحيا تونس رباب السباعي عبر صفحتها على فيسبوك مرفقة تدوينتها بصورة للشاهد "ستنتصر على كل المؤامرات والمناورات.. تحيا تونس".
وأثنى مقابل ذلك القائد في حزب تحيا تونس الصحبي بن فرج على دعوة السبسي لرفع التجميد عن الشاهد، واصفا إياها بنهاية للخلاف بين الرجلين.
وتابع في تدوينة له "أعتقد أننا ندخل أخيرا في مرحلة امتصاص الاحتقان الذي فرض فرضا على الحياة السياسية عموما، وعلى العلاقة بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة وذلك طوال أكثر من عام".
يشار إلى أن آخر استطلاعات للرأي أظهرت تقدما واضحا لحزب الشاهد "تحيا تونس" الذي بات ينافس نداء تونس في نوايا التصويت المتعلقة بالانتخابات التشريعية المقبلة ويتجاوزه أحيانا، في حين تصدر رئيس الحكومة نوايا تصويت الناخبين في الرئاسية.