صحيفة نيوزيلندية: ما مصدر التحيّز ضد المسلمين؟
تقول صحيفة نيوزيلاند هيرالد إن التحامل ضد المسلمين بوسائل الإعلام والجهل بهذا الدين والعنصرية وصعود زعماء يمينيين استبداديين في جميع أنحاء العالم، هي عوامل رئيسية وراء صناعة الكراهية بالبلاد.
وأوضحت الصحيفة أن دراسات أكاديمية متتالية أكدت أن المسلمين في نيوزيلندا عانوا من مستويات تحيز أعلى من الجماعات العرقية الأخرى، ومستويات أقل من "الدفء" في جميع الأماكن بما فيها الشوارع والمدارس وأماكن العمل.
ونقلت عن المحاضر في علم النفس بجامعة أوكلاند النيوزيلندية داني أوزبورن قوله إنه ورغم أن النيوزيلنديين لديهم بعض المواقف الإيجابية تجاه التنوع الثقافي والإثني في العالم، فإن العمل البحثي مع أفراد المجتمع المسلم في نيوزيلندا وجد أن العنصرية اليومية والقوالب النمطية السلبية وعدم المعرفة بالإسلام والعنصرية في وسائل الإعلام، من بين التحديات الأكثر شيوعا التي تواجهها نيوزيلندا.
التصورات الخاطئة
وأوضح أن هذا التحيز نابع جزئيا من التصورات الخاطئة بأن قيم إحدى المجموعات تتعارض مع قيم مجموعة أخرى، مضيفا أن هناك أيضا اختلافات فردية بما في ذلك الاستبداد اليميني والتوجه الاجتماعي المهيمن.
وأضاف "نشهد الآن أيضا حالات يقوم فيها قادة الرأي والنخب السياسية مثل دونالد ترامب وآخرون بإعطاء مساحة أكبر للقومية البيضاء لتتجذر".
ومع ذلك، يقول أوزبورن، فإن المسلمين النيوزيلنديين يرغبون بشدة في تحقيق التوازن في حياتهم، والجمع بين الممارسة السلمية لدينهم ومشاركتهم في المجتمع النيوزيلندي الأوسع.
الاستغلال السياسي للعامة
أما عميد كلية الاتصالات بجامعة ماسي البروفيسور موهان دوتا فقد أوضح أن الكراهية المنظمة ضد المسلمين تؤسس لمجموعة واسعة من أشكال السلوك العنيف ضدهم.
وقال دوتا إن الدراسات الحالية توثق أن هذه الكراهية يتم إنتاجها وتعميمها في الغالب في التيار السائد، مما يضمن شرعيتها من الأحزاب السياسية، وغالبا ما تقود إستراتيجيات الحملات للأحزاب.
وأضاف أن صعود الزعماء اليمينيين الاستبداديين من مودي إلى ترامب إلى نتنياهو في جميع أنحاء العالم، تسببت فيه صناعة الكراهية لجذب قلوب العامة والحصول على السلطة السياسية.
فرصة للتفكير
وعن مستقبل التحيّز ضد المسلمين وما إذا كان من الممكن القضاء عليه، يقول أوزبورن إنه يكره أن يبدو متشائما، لكن بحوثهم تشير إلى احتمال أن تشهد ظاهرة التحيز اضمحلالا "مؤقتا" لتعود بعده هذه الظاهرة إلى وضعها قبل الكارثة في كرايست تشيرتش، وأعرب عن أمله في أن يكون مخطئا وأن تستغل نيوزيلندا الهجوم الإرهابي فرصة للتفكير في "من نحن؟ ونحتضن كل من يختار نيوزيلندا وطنا له".
دعوة جديدة للمعالجة
وفي إطار الجهود لمواجهة العنصرية، دعت المتحدثة باسم المجلس النسائي الإسلامي أنجوم رحمان إلى "نهج منسق وإستراتيجي" من الحكومة، قائلة إن هذا هو ما سعت إليه مجموعتهم بتقرير شامل قدمته إلى وزارة التنمية الاجتماعية قبل خمس سنوات.
وقالت إن التقرير تناول المشاكل المحيطة بكل شيء ابتداء من الصحة والتعليم إلى الشرطة والعنف داخل الأسر، والحلول المقترحة، لكن المجلس ليس لديه علم بأي إجراء قامت به الوزارة.
كما طرح المجلس مخاوفه مباشرة على جهاز المخابرات الأمنية النيوزيلندي، وإدارة الشؤون الداخلية ومكتب الجماعات الإثنية، ومفوض خدمات الدولة وإدارة رئيس الوزراء والحكومة.
يُشار إلى أن لجنة حقوق الإنسان النيوزيلندية ظلت تدعو إلى جمع أفضل للبيانات حول الجرائم التي تحركها الكراهية، وتدير حملة ضد العنصرية منذ عام 2017.