هل تعترف أميركا بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل؟
في هذا الإطار، يقول الكاتب يوجين كونتروفيتش في مقال تحليلي نشرته صحيفة ذي وول ستريت جورنال الأميركية إن موقع السفارة الأميركية داخل القدس لم يحظ بكبير اهتمام، بيد أن له مغزى معينا بحد ذاته.
فالسفارة الأميركية الجديدة في القدس تتخذ من بعض المباني التابعة للقنصلية الأميركية الموجودة أصلا في القدس موقعا لها، وذلك بعد إضافة فندق سابق مجاور إليها كانت وزارة الخارجية الأميركية قد اشترته في 2014.
ويضيف المقال أن معظم هذا المجمع يقع على الجانب الآخر من خط الهدنة الذي قسم القدس من 1949 إلى 1967، وأنه بهذه الحالة فإن موقع السفارة يثبت أن الولايات المتحدة لا ترى القدس عاصمة لإسرائيل فحسب، بل إنها -تمشيا مع دعوات حزبيها الكبيرين من الكونغرس– تعترف بالمدينة على أنها موحدة.
الخط الأخضر
ويعود الكاتب إلى "الخط الأخضر" ويقول إنه أنشئ في أعقاب ما يسميها بحرب الاستقلال بين عامي 1948و1949، حيث غزت الأردن وحلفاؤها المنطقة بهدف منع إقامة دولة يهودية لكنهم فشلوا في تحقيق مسعاهم، على حد قوله.
ويوضح أنه رغم فشل العرب في تحقيق هذا المسعى فإن الجيوش العربية كانت قد احتلت مساحة كبيرة من الأرض عند فرض الهدنة، بما في ذلك ما يشار إليه الآن الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن الأردن قام بعد ذلك بطرد جميع اليهود من المناطق الخاضعة لسيطرته.
ويقول الكاتب إن إسرائيل استردت في حرب 1967 هذه الأماكن، بيد أن الأمم المتحدة استثمرت خط الهدنة المؤقت لعام 1949 بشكل سحري، وأن الأمم المتحدة زعمت أن إسرائيل تحتل الأراضي التي سبق للأردن أن استولى عليها بالقوة قبل عقدين من الزمان.
وواصل الكاتب تجاهله لفلسطين ونكبتها بالاحتلال الإسرائيلي، مدعيا أن إسرائيل اضطرت إلى إبقاء المناطق الواقعة تحت سيطرتها بما فيها القدس الشرقية والمدينة القديمة خالية من السكان اليهود، وأن أي خطوة لتوحيد القدس كانت ستعد جريمة حرب.
تجاهل أميركي
ويقول الكاتب إنه بموجب القانون الدولي فإن خطوط الهدنة لا تعد حدودا دائمة، بل هي مجرد علامات لفترات انقطاع القتال، ويضيف أن تجاهل الولايات المتحدة اليوم لخط الهدنة يعني أنها لا تولي أهمية قانونية لهذا الترسيم الذي عفا عليه الزمن.
ويوضح أن جعل الولايات المتحدة سفارتها في القدس تمتد عبر الخط الأخضر إنما يعني الاعتراف بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأنها تضم المدينة القديمة والمناطق الشرقية الأخرى، وأن هذا يعني رفضا قاطعا لفكرة أنه ليس لإسرائيل مطالبات سيادية عبر الخط الأخضر.
ويضيف الكاتب أن الرئيس ترامب جعل هذا الأمر واضحا الأسبوع الماضي، وذلك عندما أعلن عن وفده لحضور افتتاح السفارة الأميركية في القدس بإسرائيل.
ويشير إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أسقطت للمرة الأولى كلمة "محتلة" من تقريرها السنوي الأخير المتعلق بمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في القدس الشرقية والضفة الغربية.