سهام زاهر.. مغربية تسكن القدس وتحمل همّها

10-المغربية سهام زاهر في منزلها بحي الصوانة وتحاول دائما تنويع طعامها بين المغربي والمقدسي
سهام وصلت القدس من الدار البيضاء المغربية عام 1997 وتحرص على نقل معاناة المدينة إلى الخارج (الجزيرة)
من الدار البيضاء في المغرب قدمت سهام زاهر عام 1997 لتعيش مع زوجها المقدسي بحي الصوانة القريب من المسجد الأقصى بعد تعرفها عليه خلال دراستهما الجامعية في فرنسا.

منذ وصولها إلى فلسطين وتجولها بين تضاريسها المتنوعة، أدركت سهام أن إسرائيل لم تحتل فلسطين بالصدفة، بل لأنها قطعة فنية لا مثيل لها، ومع زيارتها لعائلتها في المغرب كل عامين لاحظت نقصا كبيرا في المعلومات التي تعرفها الشعوب المختلفة عن حياة المقدسيين اليومية.

ومن هنا أخذت سهام على عاتقها مسؤولية تعريف المغاربة -وغيرهم من الجنسيات التي تلتقيها خلال زيارتها للمغرب- بالقدس وسكانها وتفاصيل حياتهم القاسية تحت الاحتلال، كما حرصت على نقل ثقافة المطبخ المقدسي معها أيضا خلال سفرها.

وقد تحدثت للجزيرة نت عن هذه المبادرة قائلة "لا بد أن يعرف كل شخص في العالم ما نعانيه يوميا بالقدس من إجراءات تعسفية".

وأضافت "هذه مسؤوليتي ومسؤولية كل وسائل الإعلام. شاركتُ المغاربة همومنا ونقلت لهم أيضا الطبخات المقدسية بعدما جلبت معي التوابل من القدس العتيقة".

تعمل سهام معلمة للغة الفرنسية في مدارس القدس منذ قدومها للمدينة، وأنجبت ابنين هما خالد ورامز اللذين باتا شابين.

وعايشت السيدة المقدسية المغربية مواقف قاسية مع ابنيها خلال الانتفاضة الثانية، إذ قالت "كنت أقود سيارتي عائدة للمنزل مع ولدي، اقترب جندي مني وقال غادري المكان فورا، ولأنني رفضت ذلك وضع بندقيته بين عيني، لم أخف منه وقلت له أنت ترتكز الآن على سور منزلي ابتعد لأنني أريد الدخول إليه ولن أرحل".

حياتها في القدس منذ عشرين عاما تؤكد أنها غيرت فيها الكثير، ولعل أهم ما تحدثت عنه أن جوارحها باتت تنتمي إلى فلسطين والقدس أكثر من مسقط رأسها.

غاب المغرب عن أمنياتها المستقبلية، التي انحصرت في دعوة صادقة بأن تتحرر فلسطين، وأن يُرزق نجلاها في المستقبل أطفالا يعيشون بأمان وظروف أفضل من تلك التي عاشاها.

وهجر الاحتلال عشرات الأسر المغربية التي عاشت في المدينة منذ مئات السنين بعد هدم حارة المغاربة عند إتمام احتلال مدينة القدس، لكن سهام من الذين صمدوا بالمدينة.

المصدر : الجزيرة