النجمة الإباحية وترمب.. من يُسكت الآخر؟
في هذا الإطار، يقول الكاتب فرانك بروني في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنه لا تكاد فئة من الناس تنجو من هجمات ترمب باستثناء أقربائه.
فقد هاجم ترمب رؤساء أميركيين سابقين، ورؤساء حاليين من حلفاء الولايات المتحدة المقربين، وبعض ممثلي حزبه، ومسؤولين كبارا في إدارته، ورؤساء مناطق دمرها الإعصار أو هاجمها الإرهابيون، حتى أنه هاجم عائلات جنود ضحوا بأرواحهم في ميادين القتال.
فأين نوبات الغضب وأين التغريدات الترمبية عندما يتعلق الأمر بالنجمة الإباحية ستورمي دانيلز (ستيفاني كليفورد)؟ أم أن الأمر يتطلب صمت ترمب كي لا يعطي ستورمي أي دافع إضافي للتحدث ووصف ما جرى بينهما؟
انتهاك
ويضيف بروني: لعل محامي ترمب يحثونه على الصمت وعدم تضخيم أمر هذه النجمة الإباحية، وذلك خشية تسليط الضوء على قضية الأموال التي دفعها لها كي تلتزم الصمت أثناء حملته الانتخابية، وهو ما يشكل انتهاكا لقوانين تمويل الحملات الانتخابية.
لكن لماذا يستمع ترمب لمحاميه بشأن ستورمي بينما يتجاهل نصائحهم له بالتوقف عن الاحتجاج الشديد النبرة على المحقق الخاص مولر، أو الآخرين الذين ينظرون في مدى تدخل روسيا المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016؛ رغم أن الأمر الأخير يشكل تهديدا أكبر لرئاسته.
وعودة إلى النجمة الإباحية، فإن ترمب ملتزم بالصمت إزاء من تحاول إفشاء أسرار يكره البوح بها، وتحاول أن تستخدمه نقطة انطلاق إلى شهرة الواسعة. فما الذي تعتزم هذه النجمة الإباحية فعله؟
لقد فعلت وانتهى الأمر، فقد سجلت ستورمي مقابلة مع برنامج "ستون دقيقة" يُتوقع بثها نهاية الأسبوع القادم، دون أن يطلق ترمب أي تغريدة في هذا السياق، وذلك أيضا بالرغم من الجهود المحمومة التي بذلها محاموه لإخمادها.
صمت
يقول الكاتب إن صمت ترمب يحكي مجلدات، ويبقى السؤال: النجمة الإباحية وترمب.. من يُسكت الآخر؟
لكن صمت ترمب قد يعني أنه ليس منزعجا مما قد تبوح به ستورمي عن العلاقة الغرامية التي جمعته بها، فقد سبق أن تفاخر بأنه كان يلامس النساء دون تردد أو عاقبة على ذلك.
بيد أن الكاتب يخشى العكس، ويتساءل عما إذا كان صمت ترمب هو بسبب اللغز الذي قد تتحدث عنه ستورمي ومن شأنه زعزعة الرئيس من نواح معينة.
ميلانيا
ويوضح بروني أن هناك أسبابا تجعل ترمب يشعر بالذعر، فهو يتفاخر بأنه "فحل"، و"فحولته" هذه تعتبر من أركان غروره، لكن الخشية تكمن في أن تتسبب هذه النجمة الإباحية بسحق كل ما يدعيه.
والخشية أن تكون ستورمي قد قدمت وثائق وباحت لبرنامج "ستون دقيقة" بتفاصيل جديدة عن علاقتها الغرامية الترمبية، وما يتعلق بها من خصوصيات جنسية وما تبعها من تطورات.
كما أن هناك ميلانيا، التي يقول الكاتب إن العلاقة بينها وبين زوجها ترمب أصابها الفتور في أعقاب ظهور ستورمي على السطح، وزعمها أنها مارست الجنس معه بعد فترة قصيرة من قدوم المولود الأول لميلانيا وترمب في 2006.
والأدهى أن ترمب أخبر ستورمي بألا تقلق بشأن ميلانيا، بل إن كل ذِكر لستورمي من شأنه أن يرهق ميلانيا، وترمب لا يمكنه تحمل هذا، فهناك ما يكفي من الضغوط على زواجهما، فضلا عن الاضطرابات التي تعصف بالبيت الأبيض.